في صلة الرحم زرت اختي فاطمة يوم العيد، وبدون نقاش سابق قالت: “يا رب إنظل في هالبلاد” . وهي ليست مليونيرة بل سيدة من اسرة متوسطة الحال.
هذا اللاوعي المشحون بالقلق لا يطمئن لتهويلات الإعلام: “اخترعنا كذا ولدينا كذا وبوسعنا كذا”.
أيها الناس، من لا يضرب فليصمت! الصمت أروع ما يُقال.
احتفى القادة بالحديث مع بعضهم بعد أول تموز وكأن الضم قد شُطب بل كأن الكيان سلمنا الضفة الغربية.
الكيان واصل الضم وسيواصل على الهدى وعلى هوْنه.
كما ليست قوة نتنياهو فقط في مناوراته كي لا يُحاكم كما يثرثر البعض بل مكاسب الكيان في منطقة تتهالك.
انظروا لخريطة بلدية القدس رغم انها لا تقول كل شيء، لكنها تمتد من النهر /حدود الأردن الذي سيصبح كيانا إن ظل الحال هالحال، إلى البحر الأبيض المتوسط أو من الميت إلى الأبيض، اي من الخان الأحمر (معاليه أدوميم) شرقاً إلى بيت لحم جنوبا وغربا إلى اللطرون فالرملة وشمالا إلى مقر المقاطعة في رام الله.
نحن اليوم أمام “دولة” المدينة الواحدة.
هذه الدولة الواحدة للمستوطنين وليست حتى مع المستوطنين كما يصرخ كثير من العملاء وحاضنيهم. اقولها لكل من يُمالىء هذا الاتجاه ويموله ويرعاه ويدافع عنه ويعضنا.
انظروا كم إمبراطورية فلسطينية ! كل واحد في غرفة مستقلة عن الآخر، لفرط وطنيتهم لا يتحدوا ولا يتآلفوا وكل واحد مُوالي لمموله وسيده.
ومن يصرخ في الفضائيات عن خريطة بلدية القدس هو نفسه الذي خدم أوسلو أكثر من الذي وقّع أوسلو!!! وهو وأمثاله الذين حين يأتي سيدهم الأمريكي يدخلون القدس للقائه قبل لقائه بالسلطة!
وبصراحة، محور المقاومة غير متماسك وليس على قلب رجل واحد، بل متعدد الهوى والتبعية. ومن هنا نقول له: نتفهم مأزق الجناح الشريف منك، ولكن، فليتوقف النفخ والتضخيم ” نحن كذا ولدينا كذا” إلى حين يمكنكم فعل شيء. رحمة بالذين تحت الاحتلال، لا توهمومهم، ولا تطلقوا ألسنة أفاعي الفضائيات وكأننا اصبحنا في شاطىء يافا.
لا تكذبوا.
لم أكن في يوم ناصرياً، ولدي عليه نقد أكثر من نقدي لنفسي، ولكن الرجل كان يقول: “لسنا على جاهزية للتحرير” . بالحد الأدنى كان صادقا، فلا توهمونا، كما كان يكذب علينا محمد حسنين هيكل. والذين أرغموه على الحرب أوصلونا إلى أوسلو!!!!
ولأهل الأرض المحتلة أقول: اعتبروا ان هذه معركتكم أنتم إلى أن تلمسوا شيئاً. أنتم على الأرض ومن يُمسك الأرض لن ينخلع.
_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.