المحاورة الرابعة لِ تارنتا بابو: الفساد والتراكم بالفساد المكوِّن الأساس للبرجوازية التابعة، عادل سماره

البرجوازية التابعة وتحديداً شرائحها الطبقية “الكمبرادورية والطفيلية ” وكلتاهما حالة/تا فساد عيني وعياني، غايتها التراكم عارياً هكذا، فتعمل ضد الوطن قاتلة/مُقوِضة قواعد او قطاعاته الإنتاجية. هذا في مجمل الوطن العربي وخاصة العراق ولبنان كما ترون بأم العين. إنها حالة توليد الاستعمار في مرحلته الإمبريالية لاستعمار محلي على  شاكلة الأجنبي في الدور وليس الجوهر مما يؤكد وجوب وجود مقاومة للطرفين في آن لأنهما هناك في الآن نفسه وربما العدو الذاتي الداخلي هو الأخطر، لأنه حالة من تذويت محلي للاستعمار يُغوي الأخير للإتيان بالوطن، هذا إن لم يأت الأخير هذا بطبيعة دوره كعدو هو ايضا يبغي التراكم اياً كانت آلياته!.

 لبنان مثالاً  منذ لحظة خلقه سفاحا ككيان مقتطع من سوريا يتكوَّر كحالة في رحمها جنين سِفاح “أنظر الخريطة” كما رسمها جنرال الاستعمار /العدو الفرنسي غورو .وصِيغ له مبنى من الطائفية السياسية التي تقتضي جدل التفكيك/والانشباك معا،حالة من انحطاط التمفصل Articulation توافق/صراع فلا هو متحد ولا هو منقسم بالقطع!  فترته الأولى مورست فيها سياسات الريع والخدمات المتخارجة مخابراتيا وجاسوسيا ومصرفيا ليعيش بدوره ضد الوطن العربي وخاصة مشرقه، ليعيش من ريع هذا إذ لا صِحَّة لمزاعم أن لبنان قبل الحريرية كان إنتاجيا بالمعنى التنموي المحترم.  وتواصل هذا خاصة ومع وعبر الفترة الحريرية، ويا لتناقض التسمية في داخلها وذاتها. هذه هي التي ألقمته “رَضَّاعة” حليب النفط بعد أن عوَّض الله الخليج عن حليب النُوْقِ بحليب النفط المحترق الحارق. هذا  إلى أن تهالك البلد على  الأرض بلا إنتاج. وماذا يمكن لليوم أن يستدّر من هذا الكيان سوى استدراج وتفاقم التناقض التناحري بين شرف المقاومة وعفن الأنجزة. الثورة المقاومة في مواجهة الثورة المضادة النفط والأنجزة والخليج الرسمي.

أما عراق المنصور والمأمون وهارون الرشيد والمعتصم فقد اختصر مئة عام أو أكثر من التكوين الفرانكفوني للبنان في أقل من عقدين من الزمان الأغبر القاحل القحط فأعاد الفساد والتبعية المتعددة خلقه على شاكلة مسخ لا يليق ببغداد. وإذا كانت برجوازية لبنان مطلية  ومزججة بالشكلانية الحضارية الغربية والتلعثم في النطق بين الفرنسية والعربية، فإن فساد العراق وقح ومتفاخر وجلف.

هكذا هما، الحكم في لبنان والعراق نتاج دولة رخوة لُحمتها وسُداها الطائفية.

كتبت هذا بعد أن وقعت عيناي على فقرة عن البرازيل تتحدث أو تندرج في تطبيق الرئيس الأسبق لولا لسياسة مفادها إخضاع رأس المال الأجنبي لمنطق التراكم الداخلي/الوطني.

 تقول:

Even with the intent to promote national development, Lula’s initiative did not curtail foreign investment; instead, it led multinational interests to adapt their accumulation strategies in the primary sector.

“…بقصد تحفيز التنمية الوطنية ،فإن مبادرة لولا  لم تبتُر الاستثمار الأجنبي؛ بل بدلاً من ذلك ، أدت بالمصالح متعددة الجنسيات إلى تكييف استراتيجيات التراكم خاصتها لصالح منطق  تطور القطاع الرئيسي للبلد”.

لذا، كان لا بد للطبقة الرأسمالية الفاسدة سواء الكمبرادورية والطفيلية منها أن تقتلع السياسة التنموية التي أرساها لولا وواصلتها ديلما بل واعتقال كليهما.

هامش: كانت كوبا قد منحت للبرازيل آلاف الأطباء المتطوعين وبعد الانقلاب بامتطاء الدستور ضد ديلما جرى طرد هؤلاء الفدائيين الأطباء. وحينما تفشى وباء كوفيد 19/كورونا في البرازيل، لم تعلن عن ذلك حكومة بولسانيرو إلى أن مرَّت الاحتفالات بالكرنفال كي تُراكم البرجوازية خلال الاحتفالات أعلى حد ممكن من التراكم على حساب أعلى تعميم للوباء على أجساد الجماهير.  كانت نتيجة التأجيل استفحال الوباء. وماذا حدث؟ عاد بولسانيرو يستجدي الأطباء الكوبيين. هذا معنى وواقع  بل منطق خيانة البرجوازية التابعة.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.