الإنتخابات الأمريكية- كلهم صهاينة، الطاهر المعز

بعد انخفاض شعبيته في أوساط النساء والمواطنين السّود، وفي المدن الصناعية الكبرى، عَيّن مرشح الحزب الديمقراطي “جو بايدن” مرشّحته “كامالا هاريس”، لمنصب نائب الرئيس. قَدّمها الإعلام كأول امرأة سوداء ( هي من أُسْرة مُختلطة هندية جامايكية)، لكننا كعرب نبحث عن نَصِير أو حتى “مُحايد” (إن كان هناك مجال للحياد) في المجالس التشريعية والتنفيذية في أمريكا الشمالية وفي أوروبا، وفي المُستعمَرات الإستيطانية (أستراليا ونيوزيلندا وكندا…)، ولذلك نعتبر تعيين امرأة من أصل غير أوروبي، تطوُّرًا في عالم السياسة الأمريكي، لكن ذلك لا يكفي، فما موقف هذه المرأة من قضايا الإستغلال والإضطهاد ومن الإستعمار والإمبريالية، وغير ذلك؟

كامالا هاريس ليست نَكِرَة أو وافِدَة جديدة، بل هي خبيرة في عالم السياسة الأمريكية، إذ شغلت منصب مدّعية عامة (يُسمّيها التقدّميون “الشُّرْطِيّة”) وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية “كاليفورنيا”، وترشّحت لتصفيات الرئاسة الأمريكية، داخل الحزب الديمقراطي (2020)، ولها باع طويل في مجال السّجالات والمجادلات السياسية، ولها خبرة كبيرة في ​​جمع التّبرّعات من الأثرياء للحملات الإنتخابية، لأنها تُمثّل تيار “الوسط في الحزب الديمقراطي”، بمقاييس الولايات المتحدة، أي اليمين، بمقاييس أوروبا، وهي لا تتطرّق سوى نادرًا لقضايا الإضطهاد والعُنصرية، والمساواة والعدالة الإجتماعية، فهذه المواضيع غائبة عن قاموسها السياسي، ولها علاقات وطيدة بشركات التكنولوجيا، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، وصحيفة “وول ستريت جورنال”…

لما شغلت منصب المُدّعية العامة، تميزت بعدم الإستجابة للمطالبات بإجراء تحقيقات عن إطلاق الشرطة النار على المتظاهرين، وقَتْل العديد من المواطنين، كما رفضت التراجع عن سجن متهمين ثبتَتْ براءتهم، بعد تحقيقات ومحاكمات سريعة، غير موثقة، أدت إلى سجن العديد من المواطنين الفُقراء والسود والشّبّان…

في مجال السياسة الخارجية، يهمّنا، كتقدّميين عَرب، موقف أي سياسي (عربي أو أعجمي) من قضايانا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وفي هذا المجال، فإن “كامالا هاريس” دعمت مواقف “دونالد ترامب” المتعلقة بقضايانا العربية (والفلسطينية)، وهي متزوجة من صهيوني (سنة 2014) داعم للإحتلال الصهيوني لفلسطين، وساهمت في جمع التبرعات لصالح المُستوطنات الإستعمارية الصهيونية، وزارت المُستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة، مرات عديدة، وشاركت الصهاينة في احتفالهم بالذكري الخمسين لاحتلال الضفة الغربية وغزة (1967 – 2017)، وأَبْدَعَت في مُحاباة “آيباك” (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية)، أكبر منظمة صهيونية في العالم، وحضرت مؤتمر هذه المنظمة، في مناسَبَتَيْن على الأقل، وحاربت، ولا تزال، حركة مقاطعة الكيان الصهيوني، ووصفت حركة “ب يدي إس” (المُعتدلة والمُسالمة) ب”معاداة السامية”، وحرصت على نشر صُوَرٍ لها مع قادة المنظمات الصهيونية الأمريكية والعالمية، وأعلنت إعجابها “بديمقراطية وعدالة” دولة الإحتلال، وصرحت أنها تُعارض “أي دور للأمم المتحدة، وأي ضَغْطٍ من الولايات المتحدة على إسرائيل… (وإنها) تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، من هجمات تشنها حماس من قطاع غزة… “، وأوردت المجلة اليهودية “فوروارد” العديد من المواقف والمُمارسات الصهيونية لكامالا هاريس.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.