الغرب بمجموعه وبقيادة امريكا يشن حربا تجارية ثقافية دعائية ، عسكرية بالإنابة وتقريبا أو قريبا مباشرة ضد الصين وضد إيران . ولكن مسرح الهلاك البشري والاقتصاديوالثقافي والنفسي وحتى الآثاري التاريخي هو الوطن العربي. وهذا يكرر السؤال: من المسؤول؟ العدو أم ادواته العربية وخاصة الرسمية والطبقية والثقافية طبعاً.
وتحديداً كل دولة عربية لها أية درجة من الصداقة العلاقة التجارة التفضيل مع الغرب كعدو، هي عدوة لأمة العربية.
فلا يمكنك أن تقيم علاقات مع عدو يعلن ويمارس اجتثاث وجودك وتسمي ذلك علاقات دولية.
الغرب الراسمالي وهو انظمة وطبقات راسمالية هو ثقافيا وممارسة عدو لكل من يصنع إبرة خياطة.
الشاهد الأول: بدأ الاستعمار البريطاني للهند بحماية المنتجات البريطانية من القطن المصنوع في الهند، وانتقل الى الخطوة الثانية وهي تقويض الصناعات الهندية. والنتيجة لم تكن ضمان بريطانيا اسواقا لها في اوروبا بل ايضا تدمير نظام الانتاج في الهند. وبهذا ضمنت سوقا واسعة لمنتجاتها هناك. كان النظام الإقتصادي في الهند قائم على الوحدة بين الزراعة والحرف الصناعية المتركزة على انتاج القطن في الريف كل هذا دمرته بريطانيا لتحتجز تطور الهند بالتغلغل الاقتصادي البريطاني وبدل أن كان نظام الانتاج في الهند محلي اي تمفصل تصنيع مع زراعة صار الاقتصاد الهندي مرتبط بنظام جديد هو استمرار هيمنة راس المال الاجنبي على الاقتصاد. هذا ما عالجه ماركس باستفاضة في مراسلاته إلى جريدة نيو يورك ديلي تربيون 1853 تحت عنوان “الحكم البريطاني في الهند”.
See: On Colonialism, by K. Marx and F, Engels, Progress Publishers, Moscow,1968.
وبالطبع مورست نفس السياسة البريطانية ضد الصين وخاصة من أجل ترويج الأفيون/حرب الأفيون.
الشاهد الثاني: وهو ما يدور اليوم، من حرب متعددة المستويات ضد الصين وخاصة من أجل الاقتصاد. وإذا كانت الولايات المتحدة خاصة عاجزة عن احتلال الصين اليوم كما كان حال الهند مع بريطانيا كما اشرنا أعلاه، فإن امريكا وكل الغرب والأنظمة العربية تعمل على محاصرة واقتلاع التجارة الصينية على صعيدي العام باسره وصولا إلى تخريب الإقتصاد الصيني من داخله، إن أمكنها ذلك.
نحن لا نرى أن الصين دولة اشتراكية كما نرغب، ولكنها بالتأكيد أفضل من الغرب بما هو جرائم ممتدة وهذا يجعل التوجه شرقا مشروع تحرري بشرط أن لا يحمل في طياته دفع الصين وإغوائها والتغنج لها لتصبح استعمارا . فمن أُصيبوا بوباء ومصلحة ان يُذوِّتوا التبعية أي يجعلوا من ذاتهم تابعين، ليسوا هم عنوان العلاقة بالصين. نعم هناك بعض المتثاقفين على الفضائيات المحسوبة على المقاومة هم مثابة دُعاة للتبعية للصين وليس للتحالف معها!
وهنا يبرز السؤال: ما الذي يدفع الأنظمة العربية لتكون:
1 – أداة ضد الأمة
2- أداة ضد الصين.
وهل يمكن تغيير هذه الأنظمة التي وصلت حد التحالف الدوني مع الكيان الصهيوني كما هي مع الغرب، بغير القوة؟
هذا السؤال برسم القوى، ولو ضعيفة بعد، التي ترى في استعادة الشارع مشروعها نحو النهوض. يشترط هذا المشروع قتال ضارٍ ضد أي وجود غربي رأسمالي في اي شبر عربي.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.