الإمام خامنئي … رجل الدين وراس المال، عادل سمارة

لا تقوم حروب الأمم على الثقافة والدين والأخلاق والحب بل تقوم على المصالح. وإذا كانت المصالح قد عولجت سابقا بأسماء أخرى، فهي اليوم ومنذ بدء الراسمالية التجارية حملت اسمها العصري : رأس المال.

يقوم الفارق بين كثيرين منا وبين الغرب الراسمالي على:

• يمارسون هم الحرب والاستغلال والتبادل اللامتكافىء والتقشيط والنهب ولا يسمون ذلك بأنه من أجل راس المال أ أو الكلام الملطَّف التراكم.

• أما أكثرنا فنصرح ونصرخ ونكتب بأن الغرب عدو للدين ولأخلاقنا ولعفاف نسائنا ونتجنب هدفه الأساس وهو الربح اللامحدود وصولا إلى التراكم مما يدفعه بعنف للهجوم.

يُشاغلنا غربيون، سواء أنظمة أو مثقفون بالهجوم على الرسول الكريم. طبعاً لا ننسى أن المسلمين أكثر من ساهم في تدمير الإسلام وتشويه الرسول نفسه سواء بجهاد النكاح أو أن الرسول كان يضاجع في يوم آلاف النساء…الخ ولم يقم أحد بلجم هؤلاء. فالدواعش والوهابيون دُعموا بكل شيء من حكام الخليج لتخريب سوريا وتنخيس نسائها ناهيك عن ليبيا واليمن . أما اصحاب الفتاوى الكريهة فينتفخوا مالا وسُمنة.

وحتى رجال الدين المسيسين حين يردوا على حملات تشويه الرسول والإسلام يقعون في فخ العدو الغربي أو يفتقرون لثقافة التنمية وهذا بالطبع، إن حصل فهو يؤكد أن مستشاريهم رأسماليي الثقافة والإيديولوجيا. وربما لهذا لم يحصل التوجه شرقاً مما جعل “عدوان” العقوبات ممكنا.

فمن جهة، كثير من المسلمين يهاجمون الطبعة المسيحية الغربية حتى في مسار حياتهم اليومية.

لكن المهم، إذا كان لا بد من رد، بل يجب الرد حتى قبل هذه التهجمات، اي لا بد من الرد منذ 300 سنة ولكن بشكل مؤثر واستقطابي وجذري .

نقد السيد خامنئي المجلة الإباحية الفرنسية التي كررت الهجوم على الرسول وكانت قبلها تهجمات من فنان هولندي…الخ.

الغائب في حديث رجال الدين المسيسين هو توجيه الجمهور العربي والمسلم ضد راس المال، اي التحريض على عدم التطبيع و مقاطعة منتجات الغرب كعدو تاريخي وحالي وعلني لا سيما وأن عدوانه هو من أجل را س المال من أجل الثروات والأسوق.

حتى شيخ المقاومة لم يتحدث عن المقاطعة ورفض التطبيع والتنمية بالحماية الشعبية ، لم يقل نفس التعبير، إلا مؤخراً!!

كما أن الحديث منذ يومين للإمام خامنئي بقي في نطاق الشجب اللغوي، اي لم يتقدم إلى شجب راس المال والتحريض الذي يحشد ويوعي الناس ويوجع الغرب حقاً وإن تركزت المقاطعة فعلاً فإن الغرب سوف ينخّْ. فهل السبب إيمان رجال الدين بالراسمالية حتى وهي تغتصب وتقشط!

ولا يختلف موقف قوى المقاومة الفلسطينية /الدين السياسي عن موقف الآخرين، فلم يتحدثوا عن المقاطعة ومناهضة التطبيع إلا مؤخراً. بينما بالمقابل، قى الدين السياسي الأمريكي /المحافظين الجدد هم عصارة راس المال والربح والتراكم والتقشيط والنهب والاستغلال وأطرى موقف هو التبادل اللامتكافىء. وتتقاطع معهم كليا ومطلقا قوى الدين السياسي في قيادة الكيان نفسه.

■ ■ ■

حديث السيد خامنئي

أصدر قائد الثورة الإسلاميّة بياناً استنكر فيه الإهانة التي ارتكبتها مؤخّراً مجلّة فرنسيّة بحقّ الرّسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

جاء نصّ بيان الإمام الخامنئي كما يلي:

بسمه تعالى

🔸إن الخطيئة الكبرى، والتي لا تغتفر، لإحدى المجلّات الفرنسية في إهانة الوجه المشرق والمقدس للرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، تكشف مرة أخرى عن عناد وحقد محفوفين بالشّر تضمرانه الأجهزة السياسيّة والثقافيّة في العالم الغربيّ تجاه الإسلام والمجتمعات الإسلاميّة. إنّ ذريعة حريّة الرّأي التي صرّح بها المسؤولون الفرنسيّون من أجل عدم إدانة هذه الجريمة الكبرى مرفوضةٌ بالكامل وخاطئة ومخادعة للرأي العام. إن السياسات المعادية للإسلام من قبل الصهاينة والحكومات المتغطرسة تقف خلف مثل هذه التحركات العدائية، والتي تتكرّر بين الفينة والأخرى. قد يكون هدف هذه الخطوة في هذه الفترة حرف أذهان الشعوب والحكومات في غرب آسيا عن المخططات القذرة التي ترسمها أمريكا والكيان الصهيوني لهذه المنطقة. يجب على الشعوب المسلمة وخاصّة في بلدان غرب آسيا، ألا تنسى أبدًا عداء السياسيين والقادة الغربيين للإسلام والمسلمين، مع الحفاظ على اليقظة في قضايا هذه المنطقة الحساسة.

والله غالبٌ على أمره

السيّد عليّ الخامنئي

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.