أمَّا والفصائل قد هبطت… فليرتفع الشعب، عادل سمارة

علَّمنا التاريخ وفلاسفة وقوى الثورة المنطلقة من قراءة التاريخ أهمية قانونَيْ:1- التحدي والاستجابة- بالمعنى الطبيعي والاجتماعي الإنساني و 2- لكل فعل رد فعل مثله موازٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه-وهذا غالبا في الفيزياء.

أما الفاشي (أورتيجا إيجاسيه وهو إسباني كما اذكر) فصاغ القانون الثاني كما يلي: ” بالإرادة يكون رد الفعل أضعاف الفعل نفسه، فحين توخز الحصان بمهماز يندفع الحصان بقوة هائلة لا مجال للمقارنة بين قوة وخزه بالمهماز وبين اندغاعه”. بالمقابل كتب الشيوعي انطونيو غرامسي: “تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة”

إن التحدي الذي يواجه الأمة العربية والشعب الفلسطيني هو تحدٍ إباديْ إمتد منذ قرن وكانت آخر ضرباته صفقة القرن وموجة التطبيع الكياناتي النفطية بعد التطبيع الطبقي الكمبرادوري وهذا باجمعه هو: “الطلاق والتناقض التناحري بين الأنظمة والشعب/الأمة، هذه لحظة التخندق قبيل لحظة الصدام الحتمي” . لقد تمفصلت الهجمة أو الحرب إن شئت بتشويهات للتاريخ على أيدي جهلة متعالِمين إعتبروا الفلسطينيين هم المستوطِنين.

بعد هذا القرن ، وأجدُّ التهديدات بل الحرب، تُصرُّ قيادات الفصائل، وجميعها ينتهي اسمها ب “تحرير فلسطين” على الرد تحت مظلة وخطاب أوسلو الإستدوالي الذي أزاح التحرير وتجلَّس مكانه. وعلى وَهَن الرد وكونه على العكس تماما لما كتبه إيجاسيت، وقد أصر على التموضع في رام الله المحتلة وهذا لا ينسجم مع القانونَيْن والمقولات أعلاه، ولا أودُّ تمجيد خطاب الفاشي.

وكل هذا يفهمه العدو تماما، سواءً بما يعرفه أو عِبر عملائه الذين تحت الجلد وفوق الجلد.

وعليه، فالشعب أمام التحدي ليأخذ الراية ويفرز من يتجاوز هذه القيادات.. متى؟ ليس هذا هو الأمر، بل هو ما سيحدث. ومبادرة هذا بيد الجيل الشاب وبآليات هي بالتأكيد ليست عنتريات الإعلام والشاشات والتواصل الاجتماعي…الخ”.

إن رِضى كافة الفصائل بما هم فيه، هو تعبير عن سقفهم، فعلى رسلهم/ن. ذلك لأن الخطوة الأولى في الرد هي في خروج اللجنة التنفيذية للمنظمة خارج الأرض المحتلة. من يرى هذا صعبا ومثالياً، فعلى رسله أيضاً.

إذا كان الواقع لا يرحم قادة الفصائل، فالتاريخ لن يرحم الشعب ومختلف طبقاته وقطاعاته، فليست الفصائل هي مُقاول الوطنية، كل فرد هو تحت الواجب ليقود ولا يُقاد حتى من الكفؤين.

ملاحظة: كلما يُذكر الاعتقال الإمبريالي الفرنسي للمناضل جورج عبد الله أجد نفسي وقد قارنت انحصار المطالبة بالإفراج عنه بالاستجداء الإعلامي الذليل بدل على الأقل، رجم الفرنسي الرسمي والثقافي والحربي بالحجارة، نعم أقارنه بالاستجداء والاستخذاء الفصائلي الفلسطيني وخاصة إثر صفقة القرن.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.