أعذر من أراد تسليةً إذا ما تابع “شو” الردح الرئاسي الأميركي الشائق البارحة.لعله مشهد بزَّ في فرادته وطرافته كافة ما سبق من مثيلاته في عروض السيرك الانتخابي هناك..هذه الفرجة التي تدعى المناظرات الرئاسية، والتي يسبق عادةً انعقاد حلقات صراع ديكتها بأسابيع أو أيام يوم إدخال مشيئة صندوق الانتخابات أحدهما القفص البيضاوي كل أربع سنوات..
كل ما هو مختلف في هذه المرة أن المتباريين فيها هما سمسار عقارات وخصم يصرّ على نعته “جو النعسان”.. ما عداهلا شيء غير ما هو معهود، يتنافس المتنافسان على الفوز بعد شهر وأزيد قليلاً على تربُّع أحدهما على سدة القرار في أعظم وأقبح وأشرَّ إمبراطورية استعمارية شهدها عالم يعاني عاقبة أعراض حقبة ولوجها سن اليأس الإمبراطوري.
وأفهم لم لا يملك أولياء أمور أنظمة محميات النفط ومعشر متصهيني عواصم الأمركة في قطريات التجزأة في بلادنا إلا أن يهتموا وتضجُّ أبواقهم وتنتفخ أوداج مثقفيهم بمتابعة عروض الشو الأميركي أكان مسلياً أم مملاً، لأنهم في أي حال من الأحوال وجميعاَ، إما مراهن على شراسة وفجاجة ديك العقارات أو على نعومة سموم مخالب خصمه الناعس..
لكنني أعجب من حجم انشغال من لا يُحسب أو هو لا يحسب نفسه، من هؤلاء، أو من لا زال يستطيب بقاءً في المنطقة الرمادية، باستقراء انعكاس نتائج “شو” البارحةعلى قضايانا، وبالتالي وانهماكه في ملاحقة تطاير ريشه من هذا الديك الأميركي أو ذاك!
.. آن لهولاء أن يفهموا، أأنتفش ريش هذا أو انَّتف ريش ذاك، وبغض النظر أيهما سيفتح له الأمريكان خم البيت الأبيض، أميركا هي أميركا.. أميركا التي لا ترى في اسرائيلها إلا امتداداً عضوياً لها، ثكنتها المتقدّمة، والتي لا ترى فيها إلا مخلوقاً استيطانياً احلالياً خلق على شاكلتها، يشبهها ويذكّرها بنشوئها.. وهي أهبط في البيت الأبيض ترامبها أم بايدنها، جمهوريَّها أم ديموقراطيَّها، ستظل عدو أمتنا الأول.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.