لأن التطبيع سينتعش ويُهاجِم مطلوب الانقسام فقط إلى: جبهة التحرير مقابل الاستدوال
صار لا بد أن يتكرس الإجماع الشعبي الفلسطيني والعربي بأن التطبيع في حمأة الهجوم اليوم مستمدا الزخم من عودة حزب بايدن للسلطة في المركز الإمبريالي الصهيوني. هذا الهجوم المتوقع، بل الذي ربما بدأ فورا، رغم ، أو ربما بسبب فضح جريمته ووصولها إلى الوعي الجمعي الفلسطيني والعربي وخاصة وعي المقاومة، اي ان هجومه دفاعي في جوهره.
لكن وصول الديمقراطيين الأمريكان للسلطة، واسلوبهم الخبيث سوف يشجع المطبعين على إعادة التطريب بالحلول “السلمية” سواء حل الدولةأو حل الدولتين أو حل دولة مع المستوطنين كما يروج العملاء مستخدمين رطانة خطاب ماركسياني مكشوف.
سوف تجدون ثرثرات وفذلكات من هؤلاء ورطانة من ضمنها شتم الرئيس الأمريكي الجديد وشتم الكيان وشتم التطبيع وكل ذلك لتمرير التطبيع نفسه . من يُراجع ورقة “نداء وصرخة من الأعماق ” التي اصدرها “التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة!!!”تجمع يحي غدار، بينما تنادي نفس ورقة الصرخة بدولة مع المستوطنين يجد فيها هجوما على كل هؤلاء وحتى على السلطة في رام الله وعلى م.ت.ف، ولكن جوهر الصرخة النداء بدولة مع المتسوطنين.
من المتوقع أن يتحرك تحالف التطبيع بتنسيق موسع سواء بالمفاوضات أو بالبيانات لصالح حل دولة او حل دولتين، أو بتنشيط “الرباعية” وربما صيغا أخرى. ومن المتوقع أن تنبري فضائيات تزعم أنها مع المقاومة بينما هي تروج لعضوية الكنيست. وبالطبع قد تتحرك مجددا فيالق مثقفي الطابور السادس من قاعدتها في قطر، مركز عزمي بشارة كي يعيد لنفسه الاعتبار بعد هزيمته في سوريا رغم كل ما دفعته قطر من مليارات ورغم محاضرات عزمي بشارة العديدة بعد الهزيمة عن الديمقراطية في محاولات لتغطية هزيمتهم في سوريا بامتطاء مسألة الديمقراطية بترويج الطبعة اللبرالية الغربية التي تتهالك كما نلاحظ، فهي التي أوصلت ترامب للسلطة لأربع سنوات، فهو وليدها ككائن شعبوي/فاشي/معولم. وفشل ترامب اليوم لا يعني أن بايدن هو من خارج اللعبة الديمقراطية التي توصل هؤلاء للسلطة بالمال وليس حقا بالأصوات. فلا يمكن حتى لمليونير أن ينفق على هذه الحملات بل الذي يمكنه هما :
1- الملياردير
2- اللوبي الصهيوني
فكيف وهما في تحالف مصيري؟
هذه الديمقراطية التي تصدر مؤسسة التطبيع في قطر أطنان الكتب عنها.
صار لا بد من الحذر هذه المرة أكثر من الحذر من فترة ترامب. وضعنا أمس غلاف كتاب الرفيق الراحل جمال فراج ضد التطبيع، ونضع هنا رابط كتابنا ضد التطبيع، الذي بالمناسبة طلبت دار الفارابي على طباعته3000 دولار !!! وكان طبعا شرط تعجيزي لرفض الطباعة.
وعلى ضوء كل هذه التطورات، فالمطلوب هو فرز الساحة الفلسطينية بوضوح لمعسكرين:
المقاومة أو المساومة والتطبيع. إذن نحن أمام مسألة فرز واضحة تقتضي من كل الوطنيين ان يتجمعوا في جبهة وطنية واحدة. إن اي تشتيت حتى لو قام على نوايا حسنة لن يخدم القضية بل يندرج في خانة الثورة المضادة، لا معنى اليوم لانقسام إيديولوجي بمعنى: 1- جبهة دين سياسي تركي قطري 2= جبهة ماركسيانية فجة 3- جبهة قومية رجعية.
ذلك لأن المسالة هي باختصار: إما مع التحرير أو مع الاستدوال. رُفعت الأقلام وجفت الصحف.
اسم الكتاب: التطبيع يسري في دمك
المؤلف: عادل سمارة
سنة النشر: 2010
إقرأ النص الكامل للكتاب:

يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.