بعض الملاحظات على المجالس النيابية المتعاقبة عامة وانتخابات المجلس التاسع عشر خاصة:
1: تحولت المجالس النيابية من هيئة تشريع ورقابة – أعلى سلطة في الدولة حسب الدستور ، الاردن دولة نيابية ملكية – إلى هيئة خدمية تخضع لهيمنة السلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية، وتحولت إلى أداة تمرر كافة القوانين والتشريعات، التي تخدم قوى التبعية في الحكم وفي السوق، على حساب المصالح الوطنية العليا، وعلى حساب مصالح الشرائح الكادحة والمنتجة ، وصغار الكسبة وصغار الموظفين والفلاحين والمهمشين والمفقرين والمعدمين، مررت اتفاقيات دولية مضرّة بالسيادة الوطنية وفرّطت بالمؤسسات الوطنية المنتجة، عبر صفقات مذلة خضوعاً Gشروط الإنتداب الثاني ، انتداب صندوق النقد والبنك الدوليين.
2: سيطرت الطغمة المالية المحلية التابعة على القرار الوطني وسخّرت التشريعات عبر البرلمان لمصالحها الخاصة وخدمة لمصالح الطغمة المالية في المركز العالمي.
3: ساهمت هذه المجالس في تعميق تفتيت المجتمع الأردني عبر إقرار قانون الصوت الواحد “مجلس ديمقراطي” عام 1989
المجلس التاسع عشر:
أما بخصوص هذا المجلس فأنه قد يشكل خطراً حقيقياً على الأردن، دولةً وكياناً ومجتمعاً ، فما هي خطورته ؟
خطورته تكمن في كونه مجلس ” السلام الاقتصادي” كيف؟
المرحلة هي مرحلة تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الدور الوظيفي التاريخي للدولة الأردنية،حيث شكل الموقع الجغرافي عقدة جيوسياسية المنطقة، وهي المنطقة الأخطر في التوازنات الجيوسياسية،
لهذا السبب تحديداً أخرجت الأردن من وعد بلفور وتم إنشاء إمارة شرق الأردن تحت الإنتداب البريطاني الأول،
شكل الأردن على مدى هذه العقود دولة عازلة: بين دول الخليج العربي ، ذات الكثافة السكانية الضحلة ذات الثروات الطبيعية الهائلة، و دول الشمال العربي ذات الكثافة السكانية العالية، هذا من جهة ومن جهة أخرى، تشكل مع الكيان الصهيوني، منطقة عازلة بين جناحي الوطن العربي، المغرب والمشرق العربي، وفي الوقت ذاته هي منطقة عازلة بين الكيان الصهيوني ومحيطه العربي المعادي،
ومع إنفاذ “صفقة العصر” وإعلان التحالف بين الكيان الصهيوني ودول عربية تابعة، ستلتحق قريباً دول عربية وازنة وقوى عربية تابعة في هذا الحلف، تحت الهيمنة المباشرة للمركز الرأسمالي العالمي، ومع بدء إنفاذ مرحلة ” السلام الاقتصادي” بعدما تم تجاوز مرحلتين سابقتين وهما مرحلة ” الأرض مقابل السلام” ومن ثم مرحلة ” السلام مقابل السلام” وخضوع النظام الرسمي العربي خضوعاً بائساً لإملاءات الطغمة المالية العالمية في المركز،
سوف تتسارع خطى تنفيذ مخطط “السلام الاقتصادي” في الأيام القادمة، وخصوصاً في الأردن، منطقة الربط الرئيس في كافة الاتجاهات وعبر مشاريع اقتصادية واجتماعية وخطوط مواصلات برية وسكك حديد وناقل الغاز والربط الكهربائي، ومع بناء أكبر ميناء بري في منطقة الوسط توزع منه كافة السلع والبضائع القادمة من موانئ الكيان الصهيوني، إلى الجنوب دول الخليج والشرق العراق،
وبالضرورة عبر هذا المخطط ستتحول الأردن إلى منطقة حرة، ومنطقة اسكانات، تم تحضير المخططات والبنى التحتية، وبذلك ستتلاشي بالضرورة بنية الدولة ويتفتت المجتمع ويذوب في غابة الاسكانات هذه.
إنفاذ هذا المخطط يتطلب تغيير التشريعات والقوانين والأنظمة لتتوائم مع هذا الدور الوظيفي الجديد، ومن سيقوم بهذا الدور بالتأكيد مجلس النواب العتيد، وسيلعب الإعلام الموجه دوراً في التبشير لمرحلة الرخاء القادم والتسويق للتشريعات التي سيقرها هذا المجلس العتيد،
هل تعوا خطورة هذا المجلس؟؟
ما هو دوركم، منظمات وقوى اجتماعية، نقابات عمالية ومهنية ومنظمات شعبية ، وشخصيات وطنية، ومؤسسات رسمية في إنقاذ وطنكم ومجتمعكم؟.
ما هو دوركم في مقاومة هذا المشروع المفروض عليكم من المركز الرأسمالي العالمي؟
قولوا لا لهذا المخطط، واعملوا على إحباطه.
حافظوا على وطنكم ليس لديكم وطناً آخر تلجأون أليه.
لا تغمسوا خبزكم بدم أبناءكم
” كلكم للوطن والوطن لكم “
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.