فيديو ذكرني ب ناجي العلي وإن إختلف العمل، عادل سمارة

(شاهد الفيديو أولاً).

حين سافرت 4 اكتوبر 1984 لإعداد رسالتي للدكتوراة في لندن، لم تكن لدي منحة، فكان لا بد أن أشتغل، اي شغل. عملت خلال دراستي في لندن في عدة مجالات، منها سائق سيارة سرفيس غير شرعية لمجموعة ماوية تطوع سائقها في الدرب المضيىء في البيرو وهو إيراني الأصل، وعملت في البناء مع رفاق فلسطينيين وعملت تحرير حلقات في الصحف مع مراسل فلسطيني لصحف في الكويت، كان يأخذ على الصفحة 70 استرليني ويعطيني خمسة، وعملت من اليوم الأول إلى الأخير محرر اقتصادي لجريدة العرب.

خلال شغلي جيىء بفتاة بجانب مكتبي كان شغلها ترجمة ما يُكتب تحت صور من وكالات الأنباء. جلست في اليوم الأول وتكومت الصور أمامها ولم اراها تفعل شيئاً. سألتها :شو المشكلة؟ قالت الكتابة بالإنجليزية وأنا ضعيفة في هذه اللغة. سالتها أنت من وين؟ قالت من جنوب لبنان. أخذت الصور وترجمت ما هو تحتها واستمر ذلك إلى أن تعودت هي على المفردات وخاصة التي تتكرر. سألتني ذات يوم: لماذا قررت مساعدتي؟ قلت لها لأنكم في جنوب لبنان تعذبتم من أجلنا أكثر مما تعذبنا. بعدها عرفتني على والدها، وخطيبها. وخلال الحديث قال الأب وكان يعمل فني في إحدى الصحف بأن ناجي العلي كان يرسل مساعدات مالية لعدة اسر في الجنوب بشكل متواصل. هذه الشخصية الأخرى لناجي العلي التي لا يعرفها الناس، ومع ذلك، وربما لذلك قتله المطبعون.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.