خيانة و …. إهانة!! عادل سمارة

غير مرة بل غير ألف قلنا بأن كيانات النفط ، حكامها،هي نماذج تقليد للكيان الصهيوني ودورها أخطر ذلك لأن العميل أكثر جاهزية لممارسة أدنى الأدوار ولا سيما التي يأنف عن ممارستها سيده. قد يوجع هذا الكلام بعض الذين لم يفهموا بعد ما معنى الكفر القومي والكبائر السياسية.

حكام هذه الكيانات يُدينون للاستعمار بالمطلق  سواء من حيث تحطيم الحيز الجغرافي العربي وتنصيب هذا او ذاك حاكما، علاوة على تغذيته ببعض المال قبل أن يتدفق النفط وتزويده ببعض البنادق ليكرس سلطانه.

وفي هذا الحال، لا عجب أن يقوم هؤلاء بأكثر الخدمات للغرب فُحشاً ولا يرف لهم جفن لأنهم يعلمون أن مجرد وجودهم حتى البيولوجي هو بفضل هذا السيد، سيدهم طبعاً.

في تصريح جديد لوزير خارجية إمارة قطر ينتقد فيه الدول العربية التي قامت بالتطبيع مع الكيان وخاصة الإمارات والبحرين والسودان. واضاف أن هذا يقوض فرص إقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشريف أي على  حدود 1967

لكن إمارة قطر هي اول كيانات الخليج التي استقبلت على شاشات الجزيرة قادة الكيان علانية  ومنهم شمعون بيرس وتسيفي لفني فهل يعقل أن هؤلاء دخلوا تسللا إلى قطر! . وهل هذا نضال قومي أم تطبيع؟ وهل التطبيع هو بإعلانه إعلاميا أم بممارسته سياسيا واقتصاديا وثقافيا؟

وإمارة قطر هي التي أنفقت 137 مليار دولارلتدمير سوريا، ناهيك عن قصفها هي والإمارات ليبيا أليس هذا تطبيعاً؟ وإمارة قطر هي التي تعزف على وتر الإخوان/الدين السياسي التركي الذي يحاول تدمير واحتلال الوطن العربي، وتركيا سيدة قطر هي اول دولة إسلامية تعترف بالكيان حتى الآن وتتعاون معه عسكريا وهي عضو في الناتو الذي معظم دوره تدمير الأمة العربية. وهي التي تمول حماس ليس حبا في غزة ولكن لإبقاء الانقسام الفلسطيني أي زيادة ضعف الضعيف.

واليوم تُزايد على نظيرتها التي لا تقل عنها دوراً في تدمير الأمة العربية  اي الإمارات.

وإذا كان تطبيع قطر شبه مخفي أو ليس فاقعا، فتطبيع الإمارات فيه من الوقاحة ما يكفي.

فقد أعلن مسؤول المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية عن مشاريع واستثمارات إماراتية هائلة في هذه المستوطنات.

وإذا كانت قطر تعتبر تطبيع الإمارات والبحرين تقويضا لفرصة دولة فلسطينية بينما تمول الانقسام، فإن تطبيع الإمارات يهدف إلى إحلال المستوطنين محل الفلسطينيين حتى في الضفة الغربية المحتلة.

أي ان الإمارات تقوم بعمل اقتصادي مسلح ضد الفلسطينيين وتقول بأن ما تقوم به هو لخدمة الفلسطينيين ومنع الضم. وكأن تسمين المستوطنات لا علافة له بالضم!!

ما يمكن للمرء استخلاصه هو إن القرار الفلسطيني مستلب اليوم من كيانات الصهيونية العربية :

·      قطر تسيطر على قرار حماس

·      والإمارات والسعودية تسيطران على قرار سلطة رام الله.

وهنا، لا جدال بأن وصول الأمور إلى هذه الدرجة من تحكُّم هؤلاء بالقضية الفلسطينية تحكم الباعة لم يكن ليحصل لولا التطبيع الفلسطيني نفسه.

وباختصار، يستحيل على الفلسطينيين صد هذه الهجمة ، أي العدوان العميل إن لم تنتقل م.ت.ف خارج الأرض المحتلة وتنتظم في محور المقاومة. وهذا ليس كثيرا ، لكن أهميته أنه يسحب البساط من تحت أعداء عملاء تماما.

وحين يجد هؤلاء انفسهم أما الشعب مباشرة سوف يتم لجمهم.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.