لا تجزعوا! ليس المطلوب اليوم، رغم الهجوم التصفوي الرسمي العربي بقيادة امريكا، سوى خطوة جريئة واحدة تجرف من طريقها كافة الباعة. وهي : تراجع قيادة م.ت.ف عن الاعتراف بالكيان الصهيوني أي خروج هذه القيادة من الأرض المحتلةكي نتمكن من استعادة الشارع العربي لأجله ولأجل فلسطين وليس استعادة القشرتين السياسية والثقافية المطبعيتن. نعم لأجله ايضا لأن الأنظمة الحاكمة في معظمها عدوة للأمة من جهة وتعتدي على فلسطين باسم الأمة ايضا مما يوجب على الأمة العربية النضال لأجل فلسطين كونها تعرضت لعدوان حكام هذه الأمة.
يُفصح هذا الاعتراف الجماعي تقريبا للحكام العرب عن حقائق اشرنا إليها عديد المرات نحن وغيرنا ولكن أجهزة القمع وعملاء الثقافة طمسوها ومنها:
· العلاقة بين الكيان الصهيوني والقطريات العربية علاقة حبل سُري ومصير واحد.
· دور الأنظمة والطبقات الحاكمة العربية في بناء الكيان بدءا بالسماح للحركة الصهيونية بتهجير اليهود العرب وصولا إلى مقاطعة شركات تتعاون مع الكيان وليس مقاطعة الدول الغربية نفسها التي خلقت وتسلح وتمول الكيان ثم الاعتراف بالكيان وهو عدوان على فلسطين بلا تمويه.
· تعاون الأنظمة العربية والكيان في احتجاز تنمية الوطن الكبير بالتجويف والتجريف والاحتلال والعدوان
· هذه الأنظمة معترفة سرا بالكيان مع لحظة تنصيبها المتدرج من 1916، 1918…إلى اليوم.
العلاقة بين هذه الأنظمة والغرب الراسمالي والتي تسمى أحيانا “حلفاء، اصدقاء…الخ” هي تسميات تخفي أن العلاقة هي تبعية وخيانة. لماذا؟
فالغرب الاستعماري هو الذي جزّء الوطن على دفعات ولم يتوقف:
1916 جزَّء المشرق
الخمسينات جزَّء المغرب
السبعينات جزَّء الجزيرة
القرن 21 جزَّء السودان
ومنذ 2010 يواصل محاولات تجزئة كل قطر وخاصة العراق وسوريا مجددا.
إذن، ما معنى علاقات طبيعية مع الغرب من هذه انظمة؟ لأن المفروض أن تكون علاقة صراع مفتوح ضده.
على ضوء كل هذا، فإن هذه الأنظمة حين تعلن الاعتراف بالكيان فهي في الحقيقة تتناوب على بيع فلسطين، وأمس كان آخر، وليس الأخير، بيع الملك المغربي فلسطين ليحصل على اعتراف أمريكي بضم الصحراء الغربية للنظام الحاكم في المغرب. وقبله باشهر باعت الإمارات فلسطين لتحمي نفسها كما تزعم من إيران، وباعها السادات ليستعيد بعض سيناء، وباعها مرسي ليبقى في السلطة وكرر ذلك السيسي، وباعها النظام الأردني ليبقى في عمان، وباعها بشير الجميل ليحكم لبنان، وباعها بورقيبة منذ 1965 وهذه ليست كل البيوعات.
بهذا المعنى، ليس غريبا أن تقف الشعوب العربية مع فلسطين ضد أنظمتها لأن هذه الأنظمة هي المعتدية على فلسطين.
ويبقى حجر الأساس لإفشال هذه البيوعات هو الرفض الفلسطيني للاعراف بالكيان رفضا قطعيا وقاطعا. وهذا لا يمكن إلا بخروج م.ت.ف كقيادة من الأرض المحتلة وإعلان اسفها واعتذارها للشعب والأمة عن الاعتراف بالكيان.
وفي حال لم تخرج، يصبح الشعب مطالبا بمنظمة جديدة تمثله من أجل التحرير والعودة.
هل ستكون هذه المنظمة جديدة كليا، هل هي بأجزاء من المنظمة الحالية؟ هذا خاضع للتطورات.
قد يرى البعض بأن خروج المنظمة أو تشكيل منظمة جديدة سوف يخلق حالة ضياع وعدم اعتراف دولي بالمنظمة سواء القديمة التي خرجت من الأرض المحتلة أو الجديدة، وكل هذا قيد التوقع.
لكن يبقى السؤال:
أولا: أن القضية هي قضية الشعب الفلسطيني، وليست قضية قيادة محددة، وحقه ضد الأمم المتحدة التي اعترفت بالكيان حتى رغم خروجه عن التقسيم الذي فرضته الأمم المتحدة ضد حق الشعب الفلسطيني، او عدم إعادة اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأمم المتحدة نفسها.
وثانياً: إن نضال الشعب الفلسطيني هو الذي خلق اعتراف العالم بالمنظمة وعليه فإن استمرار النضال هو الذي يحقق ويؤكد ويعيد ويوسع الاعتراف وخاصة في حال انضمام المنظمة خارج الأرض المحتلة إلى محور المقاومة.
وثالثاً: إن المنطقة في حالة صراع بين محورين
· محور المقاومة
· ومحور الخيانة والمساومة
وعلى الشعب الفلسطيني أن ينحاز إلى مصلحته المصيرية إلى موقعه الطبيعي في محور المقاومة لأن هذا وحده الذي يحمي بقاء القضية وليست أروقة الأمم المتحدة.
المشروع تصفوي والرد عليه بالمقاومة.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.