اعتمدت الأمم المتحدة اللغة العربية كلغة رسمية من لغات العمل بهيئاتها المختلفة، في كانون الأول/ديسمبر 1973، في إطار “دعم وتعزيز تعدد اللغات والثقافات في الأمم المتحدة”، وأصبح يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام يومًا للغة العربية، لكن الأنظمة العربية تُهْمِلُهُ، وبقي تداول اللغة الفرنسية رائجًا في المغرب العربي، واللغة الإنغليزية رائجة (بدرجة أقل) في المشرق العربي، خاصة في منظومة تعليم المواد العلمية، والبُحُوث، والتقنيات (لأنها من اختراع وابتكار وتطوير غير العرب)، ثم رَوَّجت لنا وسائل التّواصل المُسمّى “اجتماعي” الكتابة باللهجات المحلّيّة، لِتَضْيِيق أُفق الشباب، حتى داخل البلد الواحد، بينما تسمح لنا اللغة العربية بالتواصل بين كافة العرب، وكذلك العديد من سكان العالم الآخرين، بالإضافة إلى المحافظة على تُراثنا ومَوْرُوثِنا الثقافي والحضاري والتاريخي …
تُعتَبَرُ العربية إحدى اللغات الأكثر إنتشاراً وإستخداماً في العالم، حيث يتكلمها أكثر من مليار نسمة، وهي من أقدم لغات العالم السامية، وانتشرت في الوطن العربي وفي البلدان الإسلامية، بصفتها لغة القرآن (باستثناء تُركيا)، إذ لا تجوز الصلاة بغير قراءة القرآن بالعربية، كما أن مسيحِيِّي الشرق يُؤدّون الفرائض باللغة العربية، لأن العربية والمسيحية سابقتان تاريخيًّا للإسلام، والمسيحيون العرب هم من أكبر المساهمين في إحياء اللغة العربية، عبر الدراسات والبُحُوث والمعاجم، خاصة خلال مرحلة الإستعمار والإمبريالية، كما ساهموا في دحر الغُزاة الفرنجة، الذين ادّعَوا أنهم يحاربون باسم “الصليب”، ولذلك أطلقوا على عدوانهم صفة “الحروب الصليبية”…
أما أهداف الإحتفال باليوم العالمي للغة العربية فتتمثل في نَشْرِها وتعزيزها مَحلّيًّا ودوليا، وتشجيع (لماذا ليس إجبار؟) المؤسسات على استخدامها…
كان الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين ( 1932 – 1978 ) أول مسؤول عربي يخطب باللغة العربية، خلال الدّورة الطارئة للأمم المتحدة الخاصة بالبحث عن نظام اقتصادي عالمي جديد، يُنصف البلدان الفقيرة، التي تحدّث بومدين باسمها (نيسان/ابريل 1974)، واعتبَر “كورت فالدهايم” الأمين العام للأمم المتحدة، وقْتَها، أن مضمون هذا الخطاب كان من أهم الخطابات التي أُلْقِيَت في الجمعية العمومية في تاريخ الأمم المتحدة…
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.