(1) شاهد د. جوزيف مسعد في ندوة بعنوان: لماذا “إسرائيل” عدو إيديولوجي؟ باشتراك بين بي.دي.اس ومجلة الآداب، و(2) تعقيب د. عادل سمارة

شاهد:

ندوة بعنوان: لماذا “إسرائيل” عدو إيديولوجي؟ باشتراك بين بي.دي.اس ومجلة الآداب –بيروت في محاورة مع الأكاديمي الرصين جوزيف مسعد/جامعة كولومبيا.

رابط الندوة:

● ● ●

تعقيب من د. عادل سمارة:

لافت جداً في أسئلة المنتدين/ات تقزيم الصراع ليتم التركيز على كونه صراع إيديولوجيا وتبهيت العوامل المؤسسة للصراع ومن ثم للصراع الإيدولوجي. وقد لاحظت أنه كلما حاول د. مسعد جوزيف الإفلات إلى العوامل “المادية كما كررها” تحاول حاملة الأسئلة إعادته وحشره في خانة الإيديولوجيا.

كانت إجابات مسعد ضافية ودقيقة  رغم إصرار من سألوا،  وبعضهم من تلاميذ عزمي بشارة بالمناسبة، إعاة النقاش إلى افيديولوجيا.

طُرحت أسئلة باتجاه هل يمكن حل الصراع بإلغاء الإمتيازات الاستعمارية؟ وهذا متقاطع (كما سنذكر لاحقا مع أوراق صرخة يحي غدار وأدواته في الدعوة لدولة مع المستوطنين، وورقة سلامه كيله وورقة جيف هلبر/عوض عبد الفتاح  وورقة ماجد كيالي، بل إن مختلف هذه الأوراق تدور على نفس موضوع أن حل الصراع ممكن بدولة واحدة مع تخلي الصهاينة عن الإيديولوجيا وعن الإمتيازات التي حصلوا عليها.

وبالطبع، وصول هذه الأحلام الناعمة بلا اي قتال! هذا ناهيك عن أن التخلي عن الإيديولجيا مع الاحتفاظ بالامتيازات وخاصة الأرض كلها أو نصفها ! هو أمر رائع للصهيوني يذكرنا قالقول العربي: “وفاز بالإبل”، علماً بأن اتخلي عن اية إيديولوجيا لا يتم بقرار سياسي فردي أو جماعي بل يتم عبر سيرورة وعي مضاد ومقنع.

لننتعاطى هنا مع امتداد المقابلة لساعتين، بل نشير إلى بعض ما هو لافت.

عرضت المتسائلة موقف بي.دي.اس بقولها : إن بي.دي.أس لا تطالب بإعادة من أتوا لفلسطين بل تطالب بالمساواة والعدالة وحق العودة”. طبعا العودة عند بي دي أس مثل سائر الأطراف التي لا تدعو لمقاومة مسلحة قط. وفي حين المجموعات الأخرى تتحدث أحيانا عن سحب الامتيازات من المستوطنين فإن بي.دي أس كما عرضت المتسائلة لا تطرح ذلك!

بل إن المتسائلة، ومن عندياتها شخصياً حاولت انتزاع موقف من مسعد يدين حزب الله باعتباره طائفي  ولم يسمح بالنضال اللبناني الجماعي ضد “إسرائيل” . وهذا أمر عجيب وكأن الحزب يقف على الحدود ولا يسمح بقوافل جعجع مثلا بالعبور لتحرير عكا! طبعا خلص مسعد من هذا السؤال الغريب.

المهم كان السؤال الأول وأسئلة أخرى والسؤال الأخير بأن الكيان عدو إيديولوجي، وكرر مسعد اهمية العامل المادي والاقتصادي والسياسي.

إن ما يهمنا هنا التأكيد على ثانوية العامل الإيديولوجي لأن الإيديولوجيا حتى بعيدا عن الوعي المزيف والخاطىء هي بنية فوقية لأساس وبنية تحتية التي هي الأساس المادي  وفي حالة الكيان هي الرأسمالية العالمية بتوسعها واستهدافها للوطن العربي.

صحيح أن الإيديولوجيا الصهيونية هي إيديولوجيا الكيان، ولكنها كما يتضح هي كاي إيديولوجيا عنصرية لا تقتصر على دين  أو جنسية معينة أو حتى عرق بل إن الإيديولوجيا الصهيونية غدت معولمة بعد أن اصطف تحت ظلتها العديد من الحكام والمثقفين/ات العرب والفلسطينيين والذين سنعرض لتورطهم لاحقاً. فإذا كان جو بايدن الرئيس الأمريكي يقول بأنه صهيوني، وإذا تابعنا تطبيع حاكم الإمارات مع الكيان ضد فلسطين، نرى بأنناأمام صهيوني متزمت. أعتقد أن مسعد كان يجب أن يشير إلى عولمة الصهيونية.

كما كان يجب الفصل بين الكيان والأيديولوجيا الصهيونية أي عدم النظر إليهما كأمر واحد ، عدم إدغامهما، من حيث: أن الكيان حالة رأسمالية استعمارية استيطانية بيضاء بينما هناك صهاينة في دُبي ورام الله والقاهرة المغرب وكندا وتركيا…الخ فإدغامهما عبر الأسئلة موَّه الأساس الرأسمالي للكيان الغاصب.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.