عادل سمارة:

(1) ديمقراطية الدولار والقابضون على الدولار

(2) إمتطاء الدين: العثماني وعثماني المغرب وقرقاش ومفتي الإسلام/بشارة

● ● ●

(1)

ديمقراطية الدولار والقابضون على الدولار

لو سألتني :ما الذي جرى لكثير من المثقفين/ات حتى تساقطوا واستداروا هكذا؟

يكون الجواب السريع: لأن حركة الثورة العربية كانت بقيادات ضحلة فكريا ونظريا وميدانيا وهي قُطرية لا قومية ويمينية لا يسارية ولا شيوعية ومساوِمة لا قطعية جذرية مع الأنظمة المعادية للأمة. لذا لم يجد بعض هؤلاء حرجا في التصهين.

أما الجواب الأوسع قليلاً فهو:

منذ أن بدأ الربيع العربي تم اغتصابه ل “يتخرفن” يصبح خريفا وتدفق الحبر على الصفحات واللغط على الشاشات لهجا بالديمقراطية وخاصة من بلاد النفط وأخصها الدوحة وتسابق مثقفون/ات إلى وعلى أطباق حلوى النفط يجذبهم الدولار وبراعة عزمي بشاره في التأوهات بالديمقراطية وسلامه كيله في توزيع تلك التأوهات/الكتب من المحيط إلى الخليج. وصارت الديمقراطية هي الفردوس المفقود والتي إن حصلوا عليها ستكون (حجاب الحب والحبَل وركوب الجمل) . ولرائحة حلوى النفط كادت الجامعات الفلسطينية تخلو من المحاضِرين/ات، حتى مجلة كنعان فقدت بعضهن إلى بلاط عزمي بشاره!

أما قبل الربيع/الخريف وبعده فكانت الإمارات البريطانية المتحدة “تكية” منح الجوائز “الأدبية” للمثقفين العرب. وبالطبع لم تلمح بصائرهم الأرضية الصهيونية لهذه الإمارة. وقبل هذا وذاك كانت السعودية قد أنشئت ل تركي بن عبد العزيز منتدى الجنادرية الذي تسابق العديد من الكتاب والصحفيين لحظوة الذهاب إلى هناك ليعودوا منتفخين مالا.

ولفهم الكارثة الثقافية أكثر، إقرأ التالي عن ديمقراطية امريكا التي يحلم هؤلاء بها عن موقع قاسيون ترجمة ديما نجار:

“… فمثلاً مؤسسة فورد «Ford Foundation» إحدى أقوى المؤسسات الخاصة المانحة عالمياً، مع منظماتها غير الحكومية، دعمت الحركة على مر ست سنوات بدءاً من نشأتها بمئة مليون دولار. ومن فترة قصيرة قامت كذلك مؤسسة المجتمع المفتوح «Open Society Foundation» التابعة لجورج سوروس بضخ 220 مليون دولار في المجموعات التي تناضل من أجل المساواة وضد الفاشية.

أود أن أذكّر بأن صانعي الثورة الأمريكية (1765-1783) كانوا بلا استثناء من الأغنياء، الذين سعوا إلى الحفاظ على نظام من العبودية والعمل الإجباري. رئيس الولايات المتحدة الأول، جورج واشنطن، كان من أغنى أغنياء مستعمرات أمريكا الشمالية، وامتلك مئات العبيد، وعدداً هائلاً من العقارات. كذلك توماس جيفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة، قال: بأن مئات العبيد لديه هم ملكيته. لكنه كان على الأقل «محترماً» بأن اعترف في رسالة إلى جون نيكولاس ديموينر، السياسي الفرنسي الذي أيد الثورة الفرنسية، إذ كتب له: «الإنسان آلة مدهشة وغير معقولة».

ملاحظة: حبذا لو وضعت قاسيون المصدر الأصلي بالإنجليزية.

KASSIOUN.ORG

الثورة الممولة والرقص على «مزمار الملك»

ما هي المخاطر التي تواجه حركة «حياة السود مهمة»؟ وكيف تجري محاولات تطويق الحركات السياسية في محاولة لحرفها عن هدفها النهائي؟ حوار: جيف براون ترجمة: دي…

(2)

إمتطاء الدين

إمتطاء الدين/العثماني وعثماني المغرب وقرقاش ومفتي الإسلام/بشارة

أن يقول الإمام علي أن “الدين حمَّال أوجه” فهذا إبداع وابتكار مبكر في التاويل. أما ان تصل هذه الأوجه إلى تحويل الدين إلى أداة للعمالة فهذا لا دين له ولا دين فيه. فرئيس وزراء المغرب ووزير خارجيته ومستكتبون صغار يقولون بأن “وظيفة الموظف الحكومي يجب فصلها عن كونه إسلامي” . لكن الرسول يقول “الرائد لا يكذب أهله” . فها هو في حالة إسلاميي المغرب يخون وطنه! وطبعا لا يختلف الغنوشي عن هؤلاء وخاصة في رضاعته من أفكار عزمي بشاره.

مستكتبي الإمارات يقولون بأن حاكمهم بالتطبيع يحمي الأرض الفلسطينية من الضم. تفسير فيه من الغباء أكثر مما فيه من النباهة ليس لأن الضم لا يتوقف وبعلانية وتفاخر، بل لأن التطبيع في جوهره تبرع بالأرض للعدو.

أذكر قبل أن ينتقل عزمي بشارة إلى ديار تميم أي حينما كان في رحاب الكنيست تمكن البعض في مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت من تمرير دعوته إلى هناك. وحين سُئل الداعي من احد العروبيين: كيف تدعون عضو كنيست إلى مركز الوحدة العربية. فأجاب: دعوناه كفيلسوف وليس كسياسي وعضو كنيست.

لاحقا، كتب لي د. خير الدين حسيب ملابسات إنخداع البعض بعزمي بشارة. وهذا صحيح، ولا ننسى أن هناك ماكينة غريبة احترفت الترويج لبشارة وحتى اليوم وكان من اساطينها إدوارد سعيد ومحمد حسنين هيكل وكمال خلف الطويل حتى بعد إعلان خيانته لسوريا والحبل يطول!

المهم أن قوى الدين السياسي كما يفعل هؤلاء في المغرب يُعطون للأمور أقوالاً. كانت تقول العرب ” “فيه قَوَلان” لكن اليوم فيه أقوال. وهذا ما صرح به أردوغان مؤخرا بأن العلاقة بالكيان حتمية. وكأنه استعادها ولم يقطعها.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.