عادل سمارة:

(1) “الكتيبة الطلابية” والصراحة: في الانتصار والهزيمة

(2) التطبيع عدوان يخلق نقيضه

(3) سرقوا الإمارات! طيب شو يعني!

(4) تقشيط واذلال بن زايد ولجنتنا التنفيذية

● ● ●

(1)

“الكتيبة الطلابية” والصراحة: في الانتصار والهزيمة

في العمل الوطني لا قيمة أخلاقية لدى من يوظفه شخصيا لأنه يحول العمل إلى مشروعه الخاص (بزنس -دكان ويطمح لجعله سوبر ماركت) . ولذا، كثير ممن ناضلوا في غير بلد ومنها شبه البلد اي فلسطين المغتصبة، لا يفارقون التنظيمات التي عملوا ضمنها لأنهم يشعرون بأن لهم في الورثة حق حتى حين تصفية الشركة، بل وخاصة حين التصفية كحقيقة إفلاس. وبعضهم يواصل علاقته بالتنظيم مثل “ثور الناعورة /طاحونة الماء على عينية “شوافات” لا يرى سوى أمامه ويستمر وهذا جندي عادي تماما.

وسيان كان نضال هذا التنظيم أو ذاك منتصرا أو انتهى مهزوما، فإن الموقف الأخلاقي هو في دقة ومصداقية التقييم والجريمة في التوظيف الذي يحول الهزيمة إلى نصر مؤزر.

يحصل هذا طبعا في حالتين:

* حين يخلع المرء ضوابط أخلاق النضال رغم أنه عارٍ تحت الأضواء.

*وحين لم تعد في الساحة قوة مثال

فممَّ يخجل وخاصة حين يكون السباق على التكاذب عنوان مرحلة، هي اليوم، وهي محاولات تصعيد السقوط بالقضية والنضال من كونها في ايدي أوغاد المرحلة لتصبح تماما مرحلة الأوغاد.

كان هناك صدى لتسميات وشعارات طنانة قبل أن تتحول البندقية إلى ريشة توقيع شيكات من طراز “أعطه يا غلام مائة ألف درهم- من سموم النفط”. كانت، تغيير الميثاق من قومي إلى وطني، غابة البنادق، وابو الجماجم، والشرعي والوحيد، والقرار المستقل ….الخ. ومنها الكتيبة الطلابية هذه التي يتم تضخيمها وكأنها مثلا الكتيبة الجزائرية الأولى التي دخلت العاصمة بعد إهلاك المستعمِر الفرنسي حيث كان بومدين على راسها (سامحه التاريخ كيف ضرب كل هذا بأن أسس بالانقلاب حكم العسكر –قارنوا مع كوبا- -نعم أيها الرجل لا يكفي ان تبقى وطنيا).

كثيرا ما يذكر هذه الكتيبة السيد منير شفيق، ويُعاد بعد صفقة القرن بعثها من قطر هذه المرة على يد شخص اسمه معين الطاهر يأتي من قطر على تراث أنه من الكتيبة الطلابية.

جميل: أولا، أعتقد انه مطلوب من شرفاء المقاومة تقديم شيء عن نضالات ومعارك وانتصارات هذه الكتيبة كي نقتنع بكل هذا الضجيج. أي قاتلت هنا، هناك، استشهد منها وتم قتل أعداء كذا، وتم اسر جنود كذا…الخ

نعم، فحين نقول دلال المغربي نتحدث عن قيادة عملية فدائية برية بحرية وليلى خالد عملية قيادة جوية، ووديع حداد سلسلة نضال معولم والطائرة الشراعية للقيادة العامة طيران أيضا. والعمليات الفردية مهند الحلبي، وباسل الأعرج المثقف المشتبك، دمه لا يزال طرياً.

وأهمية ذكر الأداء هي اليوم واجب لازم لازب إلى الحد الذي يوجب محاكمة من لا يقدم كشفا حقيقياً ولكنه ينتشر بالضخ المالي والغازي من قطر.

لماذا؟ فإذا كانت هذه الكتيبة تاج المقاومة وحرب الغُوار، فكيف يمكن أن يُحشر قائدها أو أحد قادتها في زواريب قطر؟ قد يتقاعد هناك، لا بأس، أما أن يتم تجهيزه لتوليد بديل لجثة م.ت.ف ومن رحم النفط فهذا عجب عجاب.

معين الطاهر يأتينا من قطر لانتخابات مجلس وطني، ومنير شفيق من تركيا. وهل هناك أخطر من الموقعين على فلسطين. انظمة دين سياسي واستعمار إسلامي وأدوات صهيو-امريكية!

مجلس وطني!!! لأي وطن؟ هل ما يستحقه شعبنا ظلاً للكنيست! فالسيد الطاهر آت من دوائر عضو الكنيست عزمي بشارة. كيف بحق الشياطين يمكن أن يتحول عضو الكنيست إلى إيديولوج وطني عروبي!

بل كيف يمكن لمناضل حقيقي أن يقبل بمجرد دخول هذين البلدين!

قد يسأل البعض: ومالك ومال هؤلاء؟

والسؤال منطقي وغير منطقي.

أما الجواب فهو: إن مواصلة التهريج والتضخيم للهزيمة هو أخطر منها

وثاياً: لأن سوق فرز قيادات ومشاريع مُشرعٌ على أقصاه، وهذا بهدف أخذ القضية إلى مجاري التاريخ.

وغير منطقي لأننا نتحدث عن وطن وهو لنا جميعاً

فلا شك أن الجميع يسمع: إنتخابات مجلس وطني! تشريع! رئاسي! مسارات، مسار، بديل بدائل، الصراع إيديولوجي، وأخيرا قرأت ل د. سماح إدريس، فلسطين فكرة لا جغرافيا…يا سلام …الخ وهي عند محمود درويش قصيدة. ثم تقولوا لماذا تردوا؟ فكرة، في الصحو، ماذا يحصل لها لو غفونا!

دعوني أهدِّىء الموضوع بطرفة تاريخية: ” في سجون النظام الأردني في الستينات كان رجل من إحدى العشائر معتقل كعضو في حزب البعث. تعب من السجن، وحينما زارته أمه قال لها:

يُمَه: روحي زوري الملَك وجولي ليه إبني وِدّه اعدام”

فقالت : وتطرع(تطلع)

فقال الله لا يجبرك إعدام وما أطرع)

فهل نصمت بعد إعدام القضية؟

وأعتقد أن كثيرا من هذا بل كل هذا هو سباق على تشتيت الرؤية كي ينهار كل شيء.

فالبوصلة واضحة لكل من استقر الوطن في عقله وقلبه: اليوم وبعد الهزيمة، وبعد تكاذب الانتصارات والتراث لا تشير البوصلة لغير محور المقاومة وفقط، وغير هذا ليس سوى أشتات انتهازيين لا يستطيعون النوم بلا اضواء.

يردد البعض أن هذا المحور قد يتقاعس، يختلف، يُقيِّد…الخ.

نعم في الساسة والمصالح الطبقية لا توجد مواقف خطِّية ومطلقة ولا يمكنك رسم مسار التاريخ على شاشة الكمبيوتر، ولكن هل هناك من خيار حتى قريبا من مستوى محور المقاومة؟ هل هناك غير المساومة!

يا سيدي:حين تجد أفضل سأعتذر وأنضوي تحت رايتك. ولكن لا تنسى أن بوسعك تصليب هذا المحور إن كنت فاعلاً.

(2)

التطبيع عدوان يخلق نقيضه

هل سمعتم عن كمون المقاومة ثم انبثاقها؟

أزداد اقتناعا بأن عدوان المطبعين على الوطن والأمة لا يقل عن عدوان الاستعمار فالإمبريالية فالعولمة. هذا بالمعنى التجريدي الاستنتاجي واليوم المرئي.

ولكن هناك بعد آخر، هو نظري فلسفي وحتى فيزيائي يقوم على القوة الكامنة وتحديداً متى تنبثق.

فالتحدي بقدر ما هو شديدا قاسيا يفرز بالضرورة قوة كامنة تواجهه. وإذا صح تساوي التحدي والاستجابة في الفيزياء، أما في المجتمع الإنساني/الحركة الاجتماعية فيختلف الأمر:حسب فرانز فانون:

* يبدأ الرد صامتا وكتيما وحتى ذليلا متشبها بالعدو

ثم يبدأ تقييم الذات ومحاولة عدم التشبه بالمستعمِر

ثم تكون المقاومة وبقوة دفع تفوق قوة العدو لتخلعه.

هذه مثلا تجربة الجزائر.

ما أراه حقاً أن التحدي والرد بشريا لا يتقيد بقانون فيزيائي من حيث الحجم والكم ويلتقي معه من حيث الحصول والرد.

لذا، تنبت في كل الوطن العربي بدايات رد ضد التطبيع، فالأمة لا تشعر بالإهانة فقط بل بالتصفية.

وكما كتبت سابقا، فإن الأنظمة العربية منذ تصنيعها هي حرب أهلية على الأمة واليوم هي احتلال هي استعمار.

المرفق من موريتانيا:

الحملة النسائية لمقاطعة البضائع الاسرائيلية

برلمانيون موريتانيون يطالبون بسن تشريع يجرم التطبيع مع “إسرائيل”

دعا برلمانيون موريتانيون إلى سن تشريع يجرم التطبيع مع “إسرائيل”، وتقديمه في أقرب وقت للمصادقة عليه.

جاء ذلك في بيان مشترك لممثلي 3 أحزاب سياسية معارضة في البرلمان هم “اتحاد قوى التقدم”، حزب “التحالف الشعبي التقدمي”، والتحالف من أجل العدالة والديمقراطية”.وقال البيان: “في ظل اتساع دائرة التطبيع السياسي والاقتصادي مع إسرائيل ووصول موجته إلى منطقتنا المغاربية والإفريقية لم يعد خافيًا أن هناك ضغوطًا كثيرة يمارسها مروجوه علنًا وفِي الخفاء لإلحاق مزيد من الدول بقطاره المشؤوم”.

ودعا البيان كافة الكتل البرلمانية لبذل جهد تشريعي عاجل يؤكد حقيقة الإجماع الوطني التاريخي الدائم منذ قيام الدولة الموريتانية حول دعم قضايا التحرر العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأضاف “جريمة التطبيع عدا عن كونها خروج على إجماع شعوب العالم المحبة للسلم والتحرر ومناهضة الاستعمار هو اعتراف بكل الجرائم التي قام على أساسها الكيان الصهيوني الغاصب وما زال يرتكبها بشكل يومي”.

واتخذ الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز قرارًا بتجميد علاقات موريتانيا مع “إسرائيل” سنة 2009، وفي عام 2010 تم رسميًا قطع العلاقة معها وطرد السفير الإسرائيلي من نواكشوط.

ومن حين لآخر تؤكد الحكومة الموريتانية أن موقفها ثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني وحقه في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أكد وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في تصريحات صحفية موقف موريتانيا الثابت في مناصرة حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف طبقًا لمقتضى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام.

وكانت قوى سياسية ومنظمات موريتانية أعلنت رفضها توقيع اتفاقيات تطبيع العلاقات بين دول عربية مع “إسرائيل”، والذي تم برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان آخرها اتفاقية التطبيع بين المغرب و”إسرائيل”.

(3)

سرقوا الإمارات! طيب شو يعني!

ماذا تعلَّم بعضنا منهم:

المستوطنون يسرقون أغراضا من فنادق الإمارات. ما وجه الغرابة! ألم يفعلوها في الأردن بعد وادي عربه؟ ولم يغير النظام موقفه. فهل سيغير حاكم الإمارات المحكوم!

والأخطر: كثير من الفلسطينيين/ات يريدون دولة معهم. فإذا كان الإماراتي يخسر منشفة أو ممسحة فإن دُعاة الدولة الواحدة مع المستوطنين يُقرُّون لهم بالوطن.

هامش: في عام 2010 كنا في لجنة ضد التطبيع، وحصل مؤتمر في بيروت فأرسلنا سيدتين للمشاركة إحداهما د. سوسن مروة (لا تآخذيني سوسن، مضطر لتثبيت المصداقية). وفي يوم مغادرة بيروت، انتبهت إدارة الفندق وإذا السيدة الأخرى هاربة. حيث اكتشفوا أنها كانت تطلب كثيرا وأنواعا من الكحول، وهذه طبعا ليست من ما يقدمه أو يغطيه الداعين للمؤتمر. فأي فضيحة!!! تلك السيدة صارت مناضلة تركض من رام الله إلى الجولان إلى بيروت إلى دمشق وعمان وطهران. تدعو لدولة مع المستوطنين وهي ضمن ما يسمى: التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة”.

(4)

تقشيط واذلال بن زايد ولجنتنا التنفيذية

الصهاينة لم يسرقوا من الامارات. يا ريت لو سرقة بل تقشيط علني لأنهم يعرفون كم المكان ذليلا بحاكمه.لماذا لا يقشطون في عديد الدول. في عام ١٩٨٦ المحت مارجريت تاتشر انها قد تعترف ب م. ت. ف. فارسلت هذه عضويها محمد ملحم ونبيه خوري إلى لندن. وحينما وصلا رفضت استقبالهما.كنت ادرس واشتغل في جريدة العرب. فكتبت مقالة صغيرةبعنوان “لا شماتة” قرأ المسودة الراحل الفنان سعيد فرماوي.طبعا علق بتحشيشة مصرية مالوفة وبعد دقائق أتاني برسمة كرتون لتاتشر ترفع يدها وتحرك الإصبع الوسطى.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.