نعم ليست جامعات … بل مدارس، عادل سمارة

في مختلف المواقف تدور أحياناً بعض الأحاديث الجانبية وإن كانت متعلقة.

كتبت أمس بأن جامعة النجاح فصلت الراحل د. عبد الستار قاسم ورفع قضية ضدها.

كتب لي أمس شخص على الخاص محتجاً بأنني أهاجم الجامعة!

من الطريف في هذا البلد بأن الكل ملوك، لذا يسمح لك هو أو هي بأن تنقد الكون باسره ما عدا شخصه هو. كُنْ ذكورياً، بطريركياً، ناهباً، نصَّابا وحتى قاتلاً، خائناً عميلاً، لا بأس، المهم أن لا تمسه هو/هي.

اثناء وقوفنا وقت الجنازة ولقرابة ثلاث ساعات، التقاني شخص وتحدثنا عن د. عبد الستار،

وذكَّرني أنه أحد طلبة عبد الستار في جامعة النجاح قبل اكثر من عشرين سنه، واضاف أن الجامعة قررت تدريس كتابي :

“إقتصاديات الجوع في الضفة والقطاع-الصادر 1979” .

ضحكت من قصة هذا الكتاب.

أذكر عام 1982 أن التقيت بالمحاضر اسماعيل ابو صفية وهو ممن قرروا تدريس الكتاب حيث قامت إدارة الجامعة بطباعته وتدريسه هذا:

• دون أن يسألوني

• كما انهم رفضوا أن اقوم بتدريسه !

وقال الرجل بأنه متخصص إقتصاد زراعي وينوي إكمال دراسته للدكتوراة وقال أنه طلب من إدارة الجامعة أن يدعوني لتدريس الفصل لكنهم رفضوا!

فهل هذا سلوك جامعة أم مدرسة! مع احترامي للمدارس، إنما أقصد أفق التفكير والنزعة السلطوية.

قبل عدة سنوات كما اذكر وصلني إيميل من مركز الأبحاث في جامعة النجاح، من د. اسمه الأول أو الثاني خليل، لكي اشارك في كتاب شهادات تكريما للرفيق بسام الشكعة قبل رحيله.

كتبت نصّاً من سبع صفحات، ووضعت فيه ملاحظة واضحة: إذا رأيتم أن النص لا يتساوق مع موقفكم أرجو عدم نشره، وإذا قررتم شطب أية كلمة يجب العودة لي.

بعد فترة صدر الكتاب وقد تم شطب ثلاث صفحات من النص جميعها لا تتفق مع موقف إدارة الجامعة، وكان حينها د. رامي الحمد الله هو الرئيس. طبعا كتبت ونشرت ردا ونقدا لهم.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.