ملاحظة قد لا تُعجب الكثير! عادل سمارة

لم تكن أكثر من عشرة نساء في جنازة د. عبد الستار قاسم بين آلاف مؤلفة من الرجال.

شاهدت أنا والرفيقة ميسر عطياني والصحافية ماجدولين حسونة إبنة عبد الستار (مي) تصرخ محاولة الوصول إلى الحد لتلقي على جثمان والدها آخر نظرة وداع.

تم منع الفتاة سواء بالقوة أو التهدئة وهي تبكي وتصرخ وكل ما تريده أن تراه حتى اللحظة الأخيرة.

طبعاً كانت محاولات تهدئتها ، ولكن الحاسم كان:

أن لا تصل إلى هناك! فقط حيث لا يصل إلا الرجال!

عجيب!

وطبعاً كان عدد النساء ربما عشرة لا أكثر لأن النساء ممنوعة من السير في الجنازة تلافياً للآختلاط.

فأي تناقض! فالاختلاط موجود في السوق وفي المواصلات، وفي الجامعات، وفي عيادات الأطباء…الخ فلماذا في اللحظة الأشد عاطفية يتم احتجاز النساء؟

تناقضات غير مفهومة، فالأحق في رؤية الرجل حتى الثانية الأخيرة هي زوجته وذريته.

لماذا لا نحاول تغيير مفاهيماً لم نفكر في منطقيتها؟

هل بقيت صورة الفقيد في ذهن إبنته أم في أذهان رجال واروه الثرى!

ملاحظة: من الحالات الفريدة التي سارت فيها النساء في موكب جنازة الرجال أو حتى جنازة النساء كانت سير نساء دمشق في جنازة الشاعر الكبير نزار قباني.

ملاحظة2: هذه صورة المرحوم والدي بجانب ضريحه حيث دُفن يوم 25 ايار 1965 وحضرت الجنازة من السجن بالكفالة (5000 دينارا) على ان اعود للسجن ولا أهرب وهذه اصابعي تؤشر على وجهه، وكنت معتقلا من الجيش الأردني على الحدود مع 1948 في قرية بيت صفافا حيث كنت مع منظمة ابطال العودة. طبعا توفي بالسكتة القلبية مقابل مركز بلدنا اليوم في مدينة البيرة بعد أن اخبره محمد داود مسؤول التنسيق مع العدو بأنني قُتلت واليهود أخذوا جثتي. طبعا محمد داوود عمل رئيس وزراء النظام الأردني في ايلو 1970 في الحكومة العرفية.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.