كوبا: مداخلة في الاجتماع الوزاري حول القضاء على العنصرية وكُره الأجانب والتمييز العنصري

18 شباط/فبراير 2021

سيدي الرئيس،

نحتفل هذه السنة بالذكرى العشرين “للمؤتمر العالمي لمكافحةالعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بها من أشكال التعصب” التاريخي، لكن الأهداف المرسومة في “خطة وبرنامج عمل دوربان” ما تزال بانتظار التطبيق. كما أننا لسنا على مقربة من تحقيق ما اتُّفقَ عليه في “اجندة 2030”.

تلاحَظ في العالم موجة مؤرقَة من العنصرية والتمييز العرقي وكراهية الأجانب. يجري استخدام الشبكات الاجتماعية وغيرها من أشكال التواصل كمنصّات للترويج لها. بعض الأحزاب السياسيّة وقادتها ينشرون خطاب كراهية يحمّل مسؤولية مساوئ المجتمع لأولئك الذين يسمّونهم ِ”الآخَرين”. جائحة “كوفيد-19” والأزمات التي فاقمتها تكشف بصورة أكبر بعد عن النظامٍالدولي الظالم الذي جعل، وعلى مرّ عقود من الزمن، من الفقير، ومن ذي الأصول الأفريقية أو من المهاجر، موضعاً لكل نوع من التمييز.

سيدي الرئيس:

في كوبا، ومنذ ذات اللحظة التي انتصرت فيها الثورة، جرت عملية تحوّلات جذريّة وجّهت ضربة ساحقة للأسس الهيكلية للتمييز العنصري واستأصلت التمييز العرقي المؤسساتي. نسجّل قفزات ونتائج هامّة في مكافحة العنصريّة والتمييز، ولكن ما زال لدينا ما نفعله.

على هذا الصعيد، قال رئيس الجمهوريّة، ميغيل دياز-كانيلبيرموديز: “يعترف الجميع بأن الثورة هي العملية الاجتماعيّة والسياسية التي لعلّها أسهمت أكثر ما أسهمت في القضاء على التمييز العنصري، ولكن ما يزال هناك بعض الآثار، التي ليست السياسة في المجتمع مرد بقائها، وإنما ثقافة مجموعة من الأشخاص. لدينا كل الحق والإمكانية لفعل شيئاً متماسكاً، ذا أثر، يساعدنا على حل هذه الإشكاليّات في مجتمعنا، وعلى أن نُظهر مجدداً مستوى العدالة والحسّ الإنساني عند الثورة”.

استرشاداً بهذا المبدأ وكجزء من الالتزام الحكومي، تم في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2019، إقرار “البرنامج الوطني لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري”، الذي تنسّقه لجنة حكوميّة يتقدّمها رئيس الجمهوريّة.

لكن الثورة الكوبية لم تكتفِ بمكافحة هذه الآفة ضمن حدودها. فآلاف الكوبيين قد ساندوا، حتى بتكلفة أراوحهم، نضالات الشعوب الأفريقية من أجل استقلالها وفي وجه نظام الأبارثيد الكريه. وآخرون غيرهم قدّموا مساعدتهم التضامنيّة لهذه الشعوب، لا سيّما في مجال الصحة.

سنواصل تقدّمنا بتحركات ملموسة تنسجم مع الحس بالعدالة الاجتماعية والحسّ الإنساني اللذين يميّزان اشتراكيّتنا. البطل الوطني الكوبي، خوسيه مارتيه، أطلق حُكمه بالقول: “لا وجود للكراهية العرقية لأن لا وجود للأعراق”. وهذا ما ستظل عليه قاعدتنا.

شكراً جزيلاً

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.