هبة القدس مقدمة لحراك شعبي عروبي، د.عادل سمارة

في هذه اللحظات تتحرك كافة قطاعات أهلنا في القدس المحتلة في مواجهة جيش العدو وجيش مستوطنيه.

وفي هذه اللحظات ايضا علينا الانتباه لأمور عديدة.

فالحراك الشعبي بمبادرة شعبية وغياب دولة هو الحراك الحقيقي، هو المبادرة الشعبية التي ستنتج او تفرز قياداتها الميدانية. فكثيرا ما تكون الدولة كتلة انسداد في وجه النضال الشعبي هذا اثبتته تجربة المقاومة اللبنانية، وتجربة القدس اليوم لأن غياب دولة ثورية هو الأفضل.

في هذه اللحظات علينا الانتباه ممن يمتطون الهبة الشعبية ويثرثرون عن النضال بينما هم مطبعون وأوضح مثال على هذا قيام المدعو د. يحي غدار من لبنان وهو رئيس التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة بينما هو نفسه صاحب ورقة “صرخة ونداء من الأعماق” والتي تنادي بدولة مع المستوطنين والتي نُشرت أول مرة باسم أبو احمد فؤاد. يا للخسارة! وهذه فقرة من عشرات فقرات هذه الصرخة

” “… فالحقائق الملموسة الراهنة على ارض فلسطين التاريخية تؤكد ان سكانها اليوم اصليين ومستوطنين … يشكلون كلا واحد ا من حيث مصلحتهم في البقاء على قيد الحياة،”

لاحظوا  ماذا يفعل المستوطنون بشعبنا.

إنني هنا أود التأكيد بأن كل من يشارك فريق الغدار مهما كان موقعه ومرتبته هو على الأقل في ضلال بعييييد. لقد حذرتهم من عزمي بشارة من 1994-2011 ولم يسمعوا حتى خان سوريا.

تجدر الإشارة إلى أن دعاية الكيان بأنه اشترى اماكن في القدس هي كاذبة، فلو اشترى لما قام بهذا الاغتصاب العلني في الشيخ جراح وسلوان وباب العامود حيث المدرَّج الشعبي لبرلمان شعبي.

إن محاولات ترويج المخدرات بين شباب القدس قد اتضح فشلها بهذه الهبة الشاملة.

إن الكيان الصهيوني الذي مزق جغرافيا فلسطين ومزق النسيج الطبقي والاقتصادي والاجتماعي منذ عام 1948 يواجه اليوم تماسك هذه الشعب بدءأ من القدس.

إن الكيان الصهيوني الذي جزَّأ شعبنا هوياتياً  إلى:

·         جزء في المحتل 1948

·         جزء في غزة

·         جزء في الضفة

·         جزء في الشتات

·         وجزء في القدس

لكي يخلق لنا هويات متنافرة لكن الهبة اكدت تماسك شعبنا.

وللأسف فإن مختلف الفصائل والأشخاص الذين اندلقوا على الانتخابات قد حاولوا جر شعبنا من  المشروع الوطني للتحرير إلى مشروع الاستدوال ولو في قرية!

ولكن هبة القدس أعادت للجميع حتمية التمسك بالمشروع الوطني للتحرير ثم العودة.

إن قراءة هبة القدس اي الشيخ جراح وباب العامود يجب أن تعلمنا ما يلي:

أولاً: شديدة الأهمية هذه الهبة وغيرها من موقع لآخر دون أن نقول لكل الناس ان يتحركوا كليا دفعة واحدة ثم يتعبوا ويتوقفوا. يجب أن نحذر من حصر النضال في الفلسطينيين وحدهم ويبقى الجميع متفرجاً. من يطلب من الناس هنا ان يتحركوا وحدهم وبالمطلق هو يهدف استزافهم كي يهمدوا ومن ثم يتم تمرير مشروع التصفية. دعوا الناس تناضل بطريقتها.

ثانيا: بين فترة وأخرى عملية مسلحة مثل زعترة هذا هام

ثالثاً: هذا التكتيك هو الذي يُبقي القضية حية ويحرك الشارع العربي لرفض التطبيع ومقاطعة منتجات الدول العدوة وليس الكيان وحده، وبوصل الشعب العربي إلى تفكيك مصالح/مستعمرات الأعداء في الوطن العربي سواء اقتصادية ثقافية عسكرية

رابعا: هذا يعني ان القضية عربية وليست فقط فلسطينية، وبأن من لا يحرضوا الشارع العربي ويركزون فقط على تحرك وتحريك الفلسطينيين هم يهدفون إرهاق شعبنا وتوقفه. نحن مفجر الثورة ولكن لسنا نيابة عن الأمة

خامساً: كشفت هذه الهبة ومن القدس تحديداً أكذوبة الديانة الإبراهيمية وكذب البابا والمطبعين العرب والمسلمين، فالصراع ليس دينيا ابدا بل هو سياسي ضد الراسمالية العالمية والصهيونية والرأسماليات العربية التابعة التي تشن حربا أهلية ضد الشعب العربي. انه المشروع العروبي لخلق الدولة العربية المركزية وحسم القضية العربية المركزية بتحرير فلسطين.

سادسا: إن 400 ألف فلسطيني يقومون بالنضال نيابة عن 400 مليون عربي، وهذا يجب أن يفهمه الجميع ويقوم بتحريك الشعب العربي لكي يصل إلى حالة الطلاق بين الشعبي والرسمي.

سابعاً: حراك القدس أكد أن الشعب لا يؤمن بانتخابات تحت الاحتلال، وبأن شبر من الأرض أهم من كل هذه الأوهام. ولذا، فإن الصراع في القدس هو على كل شبر.

ملاحظة: هذا رابط حديثي مع الإخبارية السورية مساء امس عن هبة القدس. يبدأ الحديث مع الدقيقة 32 من الفيديو

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.