بيان المنظمة التونسية للأطباء الشبان: فلسطين هي مرآة الضمير الإنساني

يتعرض أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة منذ أسبوع إلى محاولة أخرى من جانب الكيان الصهيوني لاغتصاب المزيد من الأراضي الفلسطينية و ذلك من خلال الشروع في طرد متساكني منطقة حي الشيخ جراح في القدس بالقوة و السلاح، و افتكاك منازلهم لفائدة المستوطنين.

و أمام صمود المقاومة المسلحة والهبة الشعبية الفلسطينية دفاعا عن الأرض و ضد محاولات التهجير، يشن العدو الصهيوني منذ أيام قصفا عنيفا على قطاع غزة، أسفر عن سقوط عشرات الشهداء و مئات الجرحى و تشريد عديد العائلات، ليتضح للعالم مرة أخرى من خلال هذه المجازر طبيعة هذا الكيان الوحشية و العنصرية.

إن جسور العلاقة بين الشعب التونسي و الشعب الفلسطيني تمتد جذورها إلى عشرات السنين؛ فمنذ النكبة سنة 1948، إتجه المقاومون التونسيون سيرا على الأقدام من تونس إلى فلسطين للمشاركة في الحرب العربية ضد العصابات الصهيونية، كما شارك عديد التونسيين في عمليات المقاومة التي قادتها مختلف الفصائل الفلسطينية المناضلة مثل «عملية معالوت» سنة 1979 التي قادها التونسي عبد القادر المولوي الجندوبي، و «عملية قبية» سنة 1987 التي إستشهد فيها الميلود بن ناجح نومة ( أصيل المدنين )، و عملية الانتقام لاغتيال القائد أبو جهاد خليل الوزير سنة 1988 و التي سقط فيها التونسي عمران كيلاني مقدمي شهيدا، و عملية 1993 الفدائية و كان الشهيد التونسي هو مصطفى الماجري، إلى جانب العديد من الشهداء التونسيون الذين شاركوا في عمليات أخرى سنوات 1988، 1992, 1993 , 1995…

تجاوزت جرائم الكيان الصهيوني عبر التاريخ حدود الأراضي الفلسطينية لتطال عديد البلدان العربية، و لم تكن تونس إستثناء؛ حيث تعرضت مدينة حمام الشط في غرة أكتوبر 1985 لقصف من الطائرات الصهيونية أدى لاستشهاد عشرات الفلسطينيين و التونسيين. كما تسللت إحدى وحدات الجيش الصهيوني عبر البحر لداخل الأراضي التونسية سنة 1988 و إغتالت المناضل الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) في منطقة سيدي بوسعيد في العاصمة. كانت آخر هذه الجرائم التي إرتكبها العدو الصهيوني هي إغتيال الشهيد محمد الزواري رميا بالرصاص في 15ديسمبر 2016 أمام منزله في مدينة صفاقس.

كل هذه الملاحم المشتركة و المحطات التاريخية تثبت عمق الروابط بين البلدين التي خطتها دماء الشهداء من أجل القضية الفلسطينية، القضية التي تمثل مرآة الضمير الإنساني.

علاوة على ذلك، فنحن كأطباء شبان، نتقاسم مع زملائنا الفلسطينين مقاعد الدراسة في كليات الطب، و نتصدى جنبا لجنب، في مستشفياتنا التونسية، لجائحة كوفيد19، متحدين كل الظروف الكارثية للعمل، لإنقاذ الأرواح البشرية، كما تقاسمنا كل المحطات النضالية للأطباء الشبان تحت لواء منظمتنا.

و عليه، تؤكد المنظمة التونسية للأطباء الشبان على :

– مساندتها الكلية و اللامشروطة لكل أشكال المقاومة، سواء كانت الشعبية في أراضي 48 و في الضفة الغربية، أو كانت المقاومة المسلحة في غزة.

– إدانتها لاستهداف الطواقم الطبية و سيارت الإسعاف من قبل العدو الصهيوني.

– إستعدادها للتنسيق مع الجهات المعنية للمساهمة في توفير الرعاية الصحية لضحايا العدوان الصهيوني بكل الأشكال بما في ذلك إمكانية إرسال وفد من الأطباء للأراضي الفلسطينية المحتلة.

– دعوة عموم منظوريها للمشاركة و دعم كل التحركات الشعبية في تونس ضد الكيان الصهيوني، و لفضح ممارساته الإجرامية، و للضغط على السلطة التشريعية، من أجل المصادقة على قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي ترفض الكتل النيابية النافذة داخل قبة البرلمان المصادقة عليه منذ عشر سنوات.

و ختاما، تعبر المنظمة التونسية للأطباء الشبان عن دعمها لكل نضالات الشعوب ضد كل أشكال الاستعمار و الصهيونية و ضد كل ألوان الاستغلال.

✓عاشت فلسطين حرة مستقلة من النهر إلى البحر.

✓المقاومة هي طريق التحرير و الحرية.

المنظمة التونسية للأطباء الشبان

تونس في 14 ماي 2021

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.