(1) يقول المثل: “مجنون يحكي وعاقل يسمع”
(2) انتفاضة نزار وعزمي بشاره
(3) تحويل وملاحظة: رسالة إلى إلى السيد عزمي بشارة ..
■ ■ ■
(1)
يقول المثل: “مجنون يحكي وعاقل يسمع”
عاشت الصحافية الأمريكية من اصل سوري 95 عاما اي بين ثلث ونصف عمر امريكا كان من آخر ما كتبته “أن الدول العربية سوف تتلاشى” وأكدت ان فلسطين لنا وحدنا.
طيب: إذا كانت الدول العربية سوف تتلاشى وها هي تتلاشى، فهل سيسمحوا بإقامة دولة فلسطينية؟ اساسا إزالة الدول العربية هو في خدمة الكيان فهل يسمح الكيان بإقامة دولة على ما اغتصب! والكيان أصدق من معظم قيادات العرب والفسطينيين لأنه يقول: “أخذنا كل الأرض وسنأخذ البقية” فهل هناك ما هو أوضح!!!
الدولة بمفهومها الفعلي هنا في فلسطين المحتلة لن تحصل مطلقا، قلتها الف مرة وخاصة بعد انتفاضة 1987 باشهر وأصر.
وعلى كل من يتعاطى مع السلطة كدولة أن يعيد حساباته لأن وهمه أعلى من وهم أهل السلطة. الدولة في افضل حالاتها كالحصان يحملك إلى حد وفي النهاية تنزل عنه لتقاتل على الأرض فهي اصلب.
لذا قال بشر بن المعتمر وهو من أول النقاد العرب حينما لاقاه أسد فخاف الحصان فقال:
تبهنس إذ تقاعس عنه مُهري…محاذرة فقلت عُقرت مهرا
أنِل قدميَّ ظهر الأرض إني…رايت الأرض اصلب منك ظهرا
إبحثوا عن الأرض واسترجعوها ودعكم من الحصان. لذا دمرت امريكا الدولة والأرض أي احتلت الأرض بأدوات محلية (إرهاب الدين السياسي) في العراق وسوريا وليبيا ومصر وووووو
(2)
انتفاضة نزار وعزمي بشاره
أدين للشهيد نزار بنات انه اول من حذرني من عزمي بشاره في نيسان ٢٠١٦ حيث أتى لمكتبي في مجلة كنعان مع سيدة لا اعرفها ولم اسأل عن اسمها وقال :”انا أتيت من الخليل خصيصا لاحذرك ان عزمي بشاره يجهز لك مشكلة وقد أخبرني بذلك شخص من بطانته كان يساريا”. وذكرلي في اسمه الأول أو الثاني رامي. . كان ذلك قبل اخذي للتحقيق في البيان الذي أدان يحيى غدار وآمل وهدان وصبري امسلم بانهم يدعون لدولة مع المستوطنين ووضعت توقيعي عليه. لم اتابع الأمر. وحتى لو تابعته فليست لي يدا إلى هناك. لكنني اتسائل كيف تقوم هذه العلاقات من يبنيها بين العميل د. يحيى غدار والمفكر العربي الذي ركعت له المقاومة الفلسطينية كلها يمينا ويسارا ودمشق وحزب ابو العمامة السوداء ركعوا ل اقصد عزمي بشاره. وما أكثر من وقفوا ضدي لصالحه. ايها الناس الوطن لا يسامح. وانا لن أنسى. بل واقعة بشاره تزيد قناعتي بانني نقدت كل م. ت. ف وخرجت من صفوفعها غير آسف ١٩٧٧ وبقيت اخدم المقاومة كما أرى. فليعرف الجميع أن ما يحصل اليوم بأيدي قادتهم. والسؤال مقابل ما نسمعه من نقد متأخر من هذا لذاك هل هناك نقدا ذاتيا. لان المطلوب قول الحقيقة للجيل المتاهب َكي لا يغوص في متاهاتنا.
ملاحظة:هناك صديق محترم في اتحاد الكتاب قيل له عن التنسيق بين بشاره وفريق غدار. اترك له الاختيار بين الصمت والبوح.
(3)
تحويل وملاحظة: رسالة إلى
السيد عزمي بشارة ..
تحية طيبة .. وبعد
استمعت ولا أقول استمتعت ، إلى حوارك المطول مع تلفزيون سورية بتاريخ ٩ مايو ( أيار )
٢٠٢١ ، وقد هالني افتقارك إلى الحدود الدنيا التي تجعلك مؤهلا لحيازة وصف مفكر ..وهذا ليس سبا وليس قدحا حاشا لله ، وإنما قراءة منهجية لما تفضلت بعرضه من افكار حول سورية بعد عشر سنوات مما تسميه ثورة ..
ودعني أطمئنك أنني سألتزم بقواعد المنازلات النظيفة ، ولن أضربك تحت الحزام بتناول واقعك الذي يتناقض ويتصادم ويتعارض مع قداسة ما تعلنه ، وما تحاول الإيهام به …
كمفكر كما يطلقون عليك أسألك : ما هو مفهوم الثورة في نظريات المعرفة ؟ .. ووفقا لأي مفهوم ترى أن ما شهدته سورية كان ثورة ؟ .. وهل تجمع مجموعة من البشر كبر عددها ام صغر ، في ميدان عام او عدة ميادين ، بمدينة او عدة مدن ، والهتاف بسقوط النظام ..هو الثورة ..؟!!
فالثورة هي علم تغيير المجتمعات ، تغييرا ذي طبيعة طبقية من حيث الرؤية للتغيير وأيديولوجيته ، ومن حيث من يقود الجماهير التي تخمر لديها فكر التغيير ، وتغييرا يشمل البنية التحتية او البناء التحتي بالقضاء على علاقات الإنتاج الراهنة والتي تقف حجر عثرة في طريق الإنتقال إلى تكوين إجتماعي اعلي ..وتغيير البناء العلوي الذي يشمل المؤسسة السياسية الحاكمة ومنظومة القيم والأفكار أي الأيديولوجية السائدة السائدة ..على ضوء ذلك هل لك أن تقول لنا : ثورة من ضد من وضد ماذا ؟ .. ماهي رؤى ثوارك وطروحاتهم الثورية للتغيير ؟ ..ومن ذا الذي كان يقود تلك الثورة تحديدا ؟
ولو افترضنا ان القيادة السورية فعلت مثل مبارك وتركت لهم القيادة ..ما الذي كانوا سيفعلونه بالسلطة والدولة والوطن ؟ ..هل لك أن تجبنا يا حضرة المفكر …
إذا لم تكن لديك إجابة وأنا أثق انك لا تملك إجابه ، فإن هذا معناه أن ماحدث كان عملا غوغائيا ، فوضويا ، غايته الهدم والتخريب فقط وفقط وفقط ، ولعل رصد الإيقاعات منذ اللحظة الاولى تشي ، بل تؤكد وتقطع بأن الغاية الحقيقية كانت في إندلاع الفوضي السورية وليس الثورة السورية …
واللافت أنك قد أخذت سورية إلى المعمل ، وأظلمت نوافذه كي لا يتدخل الضوء في نتيجة التفاعل ..فلم تتطرق من قريب أو بعيد إلى العامل الخارجي ، فلا أمريكا لها دور ولا إسرائيل ولا تركيا ، ولا انظمة الخليج ، ولا التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ..وكأنك تناقش فرضية نظرية لا علاقة لها بعالم الأشياء ..وواقع غير موجود سوى في ذهنك … وهذا سلوك يجردك من حياد الباحث وموضوعية المفكر ، ويضعك في خانة أخرى تحتاج لغة أخري غير التي احادثك بها
قلت يا سيد عزمي وكررتها مرارا بأن سورية تشهد حربا أهلية ..ودعني اسألك : ماهو تعريفك للحرب الاهلية ؟ وتعريف المعاجم ومدارس الفقه ، للحرب الاهلية ؟ وما هو مدى إنطباق اي تعريف تعتنقه على الواقع السوري ؟ .. فليس بسوريا شمال وجنوب كما الحرب الأهلية الامريكية ، وليس بها توتسي وهوتو كما في الحرب الاهلية الرواندية .. وليس بها وضع مماثل لما شهدته يوغوسلافيا بعد تفككها ( بوسنة وهرسك ، وكروات ، وصرب ) ..فمن هم اطراف تلك الحرب الاهلية ..دينيا لا توجد حرب عقائدية ، ومناطقيا لا توجد حروب اهلية ، بل ان سلطة الدولة ممتدة حتى إلى المناطق المحتلة بمجموعات إرهاببة وهذا عامل مهم ينفي وجود الحروب الاهلية .. بل أن مصطلح الحرب الأهلية يستخدم للتورية وإخفاء حقيقة ما يحدث على الارض ..
أما ما جعلني أصدم في ضحالة معلوماتك ، ومحدودية فكرك ، فهو تعريفك للدولة ..فلقد فضحت نفسك فعرفتها بما تتمنى حدوثه ..وبما ينسجم مع حقيقة دورك الذي تضطلع به منذ ما يسمى بالربيع العربي
فالدولة ليست ارض وشعب كما اعلنت ..فهذا تعريف المجتمع .. والدولة ليست التعريف الساذج لماكس فيبر الذي قلته مشوها وترتب عليه عجزك الفاضح عن تحليل طبيعة المؤسسة السياسية الحاكمة في سوريا وأرضيتها الإجتماعية والمصالح التي تحابيها لأن ذلك كان سيفضي بك إلى ما خشيت الوقوع فيه وهو سر صمود تلك المؤسسة ..
وإذا كانت الهالة التي تحيط بك مفهومة لدي رغم تواضع فكرك ومحدودية ادواتك ..فإن مالايمكن اغتفاره لك هو سقوطك الإنساني حين أعلنت ان مشاعرك مزدوجة حيال الحصار الذي يتعرض له المواطن السوري ..
مزدوج مثل شعور اي مواطن إسرائيلي …أليس كذلك ؟
دمت ودامت قطر مركزا
للإشعاع الفكري والحضاري
محمد أبوزيد عبدالله
ملاحظة: لعل الخلل ليس في عزمي بشارة حيث المبادىء، وحتى الوطنية مصدر “رزق” لا سيما لدى “مثقفين/ات” وليس في المطبعين والتصفويين والمعترفين بالكيان ولا حتى في الفاشيست (حيث المفارقة ان الفاشيست متعصبين قوميا على طريقتهم) وليس في أسعار النفط …الخ، بل الخلل في مختلف القوميين والشيوعيين الذين احتضنوا الرجل وحولوه أيقونه وخاصة بعد دخوله الكنيست. هذه مسألة مفصلية، فمن لا يرفض الكنيست عليه أن يُعيد اختبار موقفه. أما وقد جرى كل ذلك التطامن والطبطبة بل وحتى الإطراء على الرجل وأمثاله فهل هناك من ينتقد نفسه ويعتذر للناس لتنظيف عقولهم!

_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.