هذا مصطلح خبيث وأمريكي.
هناك ضغط هائل على الرئيس التونسي ليقدم خريطة طريق ناهيك عن فذلكة العودة الى “المسار الديمقراطي”. وهذا أشبه بمن يرددون بأن ما حصل انقلاب وبأن “الصحيح” هو اللجوء إلى القانون!! واي قانون؟ قانون يقوم عليه من عينهم الفاسدين!! وما اشبه تونس ب لبنان والعراق لو تورطت في أكذوبة أن يُحاكم القانون سادته الذين عينوا القضاة!!
ولكن، فإن تصريحات الرئيس هي مقدمات وعناصر خطة، وهذا أنظف وأكثر اصالة من خريطة طريق، فمما صرح به الرئيس:
كف يد مختلف من استغلوا الشعب سواء اقتصاديا أو من حيث إمكاناته الرأسمالية أو ارتباطه بالمال السياسي المحلي والأجنبي.
ضبط مختلف الوثائق التي تدين الفاسدين بالأسماء والمبالغ
ضبط البنك المركزي
منع سفر من عليهم شكوك أو هم جزء من النهابين والقامعين…الخ كي لا يُهربوا ما لم يهربوه بعد.
حث راس المال على ضبط الأسعار
حث دافعي الضرائب على تسديد مستحقات الشعب
إعادة الأموال التي سيتم التحصل عليها لصالح الشعب.
وعليه، فإن الضغط الخبيث بالمطالبة الفورية بخطة طريق وحوار شامل واستعادة الحياة الديمقراطية…الخ هي بهدف إرباك الرئيس وليست من باب الحرص على الشعب. فمن غض الطرف عن كل هذه خلال عشر سنوات لا معنى لضغطه من أجلها في ايام. بل بالعكسن فإذا ما طبق الرئيس وفريقه ما صرح به حتى الآن فإن هذه مقدمات عملية لخطة اقتصادية سياسية اجتماعية.
بل إذا كان ما يقترحه ليس أعلى من خريطة طريق، فما هي خريظة الطريق إذا؟
هل المقصود جلبها من امريكا أو فرنسا.
إن الموقف المفصلي هو قيام الرئيس ومن معه بالبدء بتنفيذ ما يطرحه لأن هذه هي الأمور العاجلة والتي تحقق للشعب ملموسية مادية مباشرة. أما الانتخابات، والحوار فهذا أمر ممكن وقريبا ولكن السؤال مع من؟
هل المقصود أن يتحاور الرئيس مع حركة الدين السياسي/النهضة وهي المتهم الرئيسي بما حدث أو مع قلب تونس أو مع المشيشي اوالجبالي…الخ.
الحوار الوطني واجب ولكن مع من لم يتلطخ ولم تثبت إدانته.
لذا، يقصد البعض الإسراع في الحوار الوطني كي يتجاوز عن محاسبة الفاسدين ومغتصبي حقوق الشعب وبالتالي إجهاض كل ما قام به الرئيس وفريقه.
مرة أخرى، ليس السؤال ما يطالب به هؤلاء بل السؤال هل سينفذ الرئيس ما صرح به؟ هل هو من نمط جمال عبد الناصر؟
_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.