(1) نسخة تونسية عن عزمي بشاره
(2) لم أعد أفهم رسالة كثير من الفضائيات!
(3) هل أسعد أبو خليل والأخبار صادقين!!!
● ● ●
(1)
نسخة تونسية عن عزمي بشاره
بداية لست متخصصاً في شؤون تونس، ولذا أقرأ كما استمع، وأكتب فقط من مدخل كوني عروبي وكون لا قيمة لأي نضال لا يتجه إلى الدولة العربية المركزية، وأقصد لا قيمة اي انه خطير.
استمعت لحديث مع السيد الصافي سعيد وهو عضو برلمان وأعتقد مرشح للرئاسة لم يفز. المهم، وجدت نفسي استمع لعزمي بشاره حيث كل الكلام عن “الديمقراطية” وهي وصفة الغرب الذي غادرها وداس عليها الغرب نفسه، ولم يكن ذلك على يد ترامب فقط. والسيد الصافي عضو برلمان وفي نظام “ديمقراطي” لعشر سنوات، ألا يرى أن هذه العشرية من حيث سوئها كعشرية الجزائر وعشرية سوريا؟ الصافي سعيد يحتقر القومية والماركسية وحرب العصابات …الخ. وهذا ما يكرره عزمي بشاره ليل نهار. السيد الصافي سعيد لم يقل ومنذ ايام اية كلمة عن قوى الدين السياسي لولا أن المذيع انتقده على تغييب ذلك!
وعلى مهارته في الكلام زج كلمة لم ينتبه لها احد بقوله: “فليسألني لأعطيه عشرين برنامج”! عجيب، ومن قال له أن الرئيس لم يسأل أحداً؟ وهل لا يعرف في ذلك غيرك أنت؟ أم أنت غاضب لأنه لم يسألك وتريد أن يفعل؟
السيد الصافي يريد الرئيس ان يفهم في كل شيء! ربما، لكن هذا لا يعني أن فهمه وحده يكفي.
السيد الصافي وهو متكلم غزير، لم يُشر إلى أية ميزة في قيس سعيد ولذا مثلا لم يأت على التطبيع والكيان والإمبريالية وهذه جميعهارسخت في تونس لعشر سنوات.
وكما كتبت، قدم الرجل/الرئيس مقدمات خطة يمكنني وصفها بالأقرب إلى “التنمية بالحماية الشعبية” وليست طبعة امريكية “خريطة طريق”. كم أكره هذه الخريطة التي طبقها رامسفيلد لذبح العراق وإذلال نسائه ورجاله وتنصيب أعداء الشعب من داخل الشعب.
لماذا لا ننتظر قليلا لنرى جدية الرئيس وخاصة أنه لا وجود لبديل افضل يمكن تبوؤه قلوبنا اليوم تحديداً، أي أن نفي كل ما قام به الرئيس يعني العودة إلى الغنوشي وقطر وفرنسا والكيان.
ما لم يكرره الصافي من تهريجات عزمي بشارة كلمة “الاستبداد” وذلك لأن الرجل لم يستبد ، ولنقل لم يستبد بعد. لذا “تعرقل الصافي واعتكر صفاؤه فغض الطرف عن نصف مقولات بشارة. وهي المقولات التي يكررها فريق فلسطيني “صاعد جدا” هو المسار الجديد…لا ندري إلى اين، ربما إلى ….!!!
مختصر القول: لا أعتقد أن قيس إسعيد مجرد مغامر، وستظهر نتائج خطوته قريباً ويخضع للتقييم، لكن من الخطورة والخبث أن نطالبه بذلك في ايام. بل وأكثر، إن من لا يحق لهم نقد إسعيد ولا حتى الغنوشي هم الذين لم يفعلوا شيئا لتغيير الكارثة على مدار عشر سنوات.
(2)
لم أعد أفهم رسالة كثير من الفضائيات!
إستمعت بالصدفة لتقرير في الميادين/باب التحليلية، عن العنصرية في الرياضة استمر قرابة نصف ساعة اساسه أن : رياضي ألماني وصف درَّاجاً عربياً جزائرياً بأنه “راكب الجِمال” ورياضي يوناني وصف رياضياً كورياً بأن ” عيونه صغيرة”.
طبعاً لن أسأل اليوناني كم إهانة وجهتها المانيا لبلاده في العقد الأخير وأذلتها إقتصاديا على الأقل كما يقول الاقتصادي اللبرالي اليوناني من حزب سيريزا يانس فاروفاكيس.
تركزت أسئلة المذيعة والمحللين من موظفي الميادين على نقد عنصرية الغرب وتحليل أصولها وأسبابها ببلاغة وتفاصيل. وكل هذا صحيح.
لكن أيَّاً منهم لم يتطرق حتى بكلمة واحدة أن الأنظمة العربية ومثقفي الطابور السادس هم أكثر المساهمين في احتقار العرب وتبرير إذلالهم! حتى السيد قاسم عز الدين وهو نقدي ومثقف هو ايضاً أخفق في هذا الموقف! وهل هناك أخطر وأشنع من وجود طبقات حاكمة ضد الأمة، يدعمها فكريا وسياسياً مثقفون كمثقفين عضويين لها؟
إن النقد الحقيقي هو نقد الواقع القائم لأنه هو الذي يستدعي الاحتقار والاستعمار والذل والنهب والاستغلال وفي أحس الأحوال التبادل اللامتكافىء لصالح المركز الاستعماري الإمبريالي الغربي.
إن عدم نقد الواقع العربي هو خيانة ضد الوعي. إنه تعليق كوارثنا على الآخر كعدو. هو عدو ولكن، عدونا الداخلي هو الأخطر.
ويبقى السؤال: لماذا يفعل هذا الإعلام ويعمِّق هذا الإعماء! هل هذا موقف وطني، قومي إنساني أي في التغطية على حكامٍ تابعين قتَلة لصوص اذلاء في الخارج جلاوزة في الداخل؟
ملاحظة: هذا السلوك يتقاطع مع عملاء الصهيونية الذين يروجون بأن كل عربي هو مأجور، لا يناضل أبدا بل يخدم بالمال.
جميل أن نعرف أعداءنا والجواسيس ايضاً.
(3)
هل أسعد أبو خليل والأخبار صادقين!!!
قرأت المقال أدناه للكاتب اسعد أبو خليل حيث يؤكد أن الرئيس التونسي قام بانقلاب بدفع ودعم الإمارات والسعودية وبأنه سوف “يخرس” عن التطبيع وسيقوم بالتطبيع”.
من جهتي، لا أعرف مدى دقة معلومات أبو خليل وموافقة الأخبار عليها. هل هي موثوقة؟ وهذا يشترط السؤال الآخر: إذا كان كل النظام التونسي عميلاً سواء النهضة و/أو قيس إسعيِّد، تكون معلومات ابو خليل أو توقعاته صحيحة. ولكن هذا يعني أن من حق الرئيس إزاحة الآخرين طالما ليسوا أفضل منه وهذا دارج عربياً.
ولكن، هل يقصد ابو خليل القول لنا بأن قيس إسعيد سيئ وخطير دون ان يؤكد لنا أن معلوماته صحيحة؟ إن صح أن معلومات ابو خليل كاذبة، فهو يندرج في إطار الفكر الصهيوني الذي يعتبر كل العرب خونة ومأجورين من عامل النظافة وحتى رئيس الجمهورية.
إن التسابق على الجزم بهذا او ذاك أمر خطير إلا إذا كان موثقا. لقد كتبت عن تونس ولا زلت ارى ما حصل “ثوقلابية/ اي مركَّبة من ثورة وإنقلاب” وبأن هذا ضروري. فليس نظام الدين السياسي سوى الأسوأ.
وهذا يعيدنا إلى مصر ومرسي والسيسي. فمن حيث الأمركة لم يختلفا، ولكن من حيث المرأة هناك اختلاف. فبقاء نظام الدين السياسي في مصر كان سيقمع بالسواد 50 مليون إمرأة. كما أن السيسي لم يعلن الجهاد ضد سوريا، أي هو تابع مؤدب!!! وطبعاً للشعب المصري دور الثورة ضد السيسي.
ما الاحظه أن أبو خليل يحمل ثوب مصر ويُلبسه لتونس. ربما. ولكن لماذا لا نراقب بحذر لا سيما وأننا لسنا في جيب احد، وحينما تظهر بوادر سيئة، نقف ضدها. نقول هذا وخاصة لأنه لم تتقدم اية قوة سياسية تونسية بمشروع وخطوة عملية أعلى من قامة قيس إسعيد. فهل الجزم سلفا بعمالة إسعيد هو حقيقي أم هو ضمن سياق أن التغيير للأفضل مستحيل. فالتعامل الساخن واللحظي مع ما يدور في تونس هو شأن الناس هناك في الميدان وليس دورنا كعروبيين نراقب ونتمنى لتونس المجد والثراء والكرامة.
بقي أن نضيف بأن من يتابع مقالات ابو خليل يلاحظ أن الرجل يستسهل توزيع المواقف والوصف والتهم بحرية مطلقة! ربما لهذا يسمي نفسه “العربي الغاضب”
أعتقد أن الزعيم الوحيد الذي لم يهاجمه أبو خليل هو الحكيم/أقصد د. جورج حبش.
■■■
هذه الفقرة التي أقصدها:
“… لم يكن الانقلاب في تونس ممكناً من دون رعاية خارجيّة له. قيس سعيد نال مباركة سعوديّة وإماراتيّة قبل أن يخطو خطوته، وتباحث هاتفيّاً مع محمد بن زايد قبل إعلان فرمان الانقلاب. ومن المستحيل أن يقوم الجيش التونسي (الخاضع كما معظم الجيوش العربيّة الحاليّة لسيطرة أميركيّة مباشرة) بدعم الانقلاب من دون إستشارة واشنطن. والتلاعب اللفظي الذي صدر من إدارة بايدن عن الانقلاب (خصوصاً عندما جعلت الإدارة مسألة الحكم في الانقلاب بأنها مسألة نظريّة تدخل في علم السياسة وليس في ممارسة السياسة. لكن صدر ما يكفي للدلالة على رعاية الحكومة الأميركيّة للانقلاب التونسي. لو أن الانقلاب كان ضد نظام مستزلم بالكامل لأميركا لما كان هناك تلكؤ نظري من قبل الإدارة الأميركيّة للفصل في صوابية تصنيف الانقلاب على الحدث). ولو استقرّ الحكم الانفرادي لقيس سعيد في تونس فإن أوّل ما سيستوجب عليه دفعه لحساب الإمارات والسعوديّة هو تطبيع بالكامل مع العدوّ. وفي تونس، كانت «النهضة» معارضة لتجريم التطبيع منذ تلك الزيارة لراشد الغنوشي في عام ٢٠١١ إلى واشنطن حيث قدّم واجب الطاعة ل«مؤسّسة واشنطن» وتعهّد للوبي الإسرائيلي بمحاربة تجريم التطبيع في الدستور التونسي، قد وفى الغنوشي بوعده للوبي مذّاك. وبالفعل، فإن كل عرقلة لمساعي تجريم التطبيع في البرلمان كانت بفضل «النهضة». والرئيس التونسي الذي صعد في شعبيّته بناءً على مواقفه الحادة والقاطعة ضد التطبيع لأن بعد أن وصل إلى السلطة، وأصبح يعتبر أن تحالف الإمارات مع إسرائيل هو شأن داخلي. من المستبعد أن يستطيع قيس سعيد، في ظل رعاية النظاميْن وإعلامهما له، أن ينطق بكلمة ضد التطبيع. أن ما حدث في تونس جانب من إعادة رسم الخريطة السياسيّة للعالم العربي وفق أجندة إسرائيليّة-إماراتيّة. إذا كان موت عبد الناصر قد أذن لصعود الحقبة السعوديّة، فإن النظام الإماراتي يدشّن دخول المنطقة العربيّة في الحقبة الاسرائيليّة في التاريخ العربي المعاصر.
* كاتب عربي – حسابه على تويتر asadabukhalil@
https://al-akhbar.com/Opinion/312738
_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.