إعلام مضاد للأمة مضاد للمرأة، مضاد للوطن ايضاً حلقة (2): إعلام ذكوري متواشج مع ثقافوية مخابراتية، عادل سماره

بعيداً عن ما تفوَّه به مَنْ أسميته الآخر في هجومه على المقاومة من على شاشة فضائية “رؤية”، يهمني هنا التركيز على ما لا يقل خطورة عن إنكار دور المقاومة وتشويهها.

يمكن لمن يتابع الفضائية المذكورة اي “رؤية” أن يرى قيامها منهجياً بضخ مادة  مؤداها تخلف المرأة وتعميق الذكورة. ولا نقصد هنا زيجات متعددة، بل برامج ما يسمى مطبخ هذه الفضائية.

إنها ساعات مديدة يوميا في شرح انواع عديدة من المأكولات واختيار ساعات الصباح التي يجب ان تكون ساعات عمل للمرأة في بواكير النهار حيث إنتاجية العمل أعلى ، والعمل كحق وليست ساعات عمل منزلي محض. وهنا يلاحظ المرء أمرين:

الأول: حصر ذهنية المرأة في الطبخ مما يجعلها  مجرد “عبدة” للعمل المنزلي لا أكثر، عبدة شريطة أن لا تعي ذلك. وخطورة هذا في كونه ينسجم ويعزز الدارج في المجتمع الشرقي بأن المرأة ليست سوى ماكينة الطبخ وتنظيف المنزل والإنجاب. وهذا يزيد ويركز تعالي الذكورة على الأنثى عبر طريقة تبدو مشوقة!

والثاني: وهو أمر طبقي حيث أن معظم المأكولات التي يتم عرضها و “التفنن” في إعدادها لا توجد المواد المعروضة لطبخها في معظم بيوت الفقراء في الأردن أو الأرض المحتلة ، وهما مجال أساسي لبث ومشاهدة هذه الفضائية،  حيث الفقر وتدني الدخل والبطالة.

وبهذا يكون الدور الأساسي لهذه الفضائية هو تعزيز الذكورة التي لا تحتاج اساسا إلى تعزيز وهيمنة، وكذلك وضع المرأة بل والأسرة الفقيرة في وضع نفسي مؤلم نظراً لما تعانيه من حرمان.

وبالطبع، يتفاقم دور المطبخ  في شهر رمضان الذي يُفترض في الأغنياء فيه مساعدة الفقراء.

يفرض علينا سياق أداء هكذا فضائية السؤال: ما هي العقلية والثقافة التي تكمن وراء هكذا دور؟

هل هي الحداثة الغربية التي عبر اللبرالية الغربية تقصد تشويه المرأة الشرقية ثقافيا ونفسياً عبر زعم “تحريرها ونقلها إلى وضعية المرأة الغربية، وهذا لا يحصل قط”؟ إن صح هذا ، فنحن أمام شكل استعماري من نوع مختلف تم تغليفه بشكل دقيق ليؤدي غرضاً خبيثاً. وهذا يطرح الشك بأن هناك دور ما للفرع “الإعلامي الثقافي” للمخابرات الأمريكية.

ولا شك من جهة ثانية، أن هذا الدور الذكوري المصمم من الخارج يخدم وينسجم مع ثقافة الدين السياسي لهذا الرجل الذي بلا شك يتمتع بتعزيز هذه الفضائية لذكورته.

 ​​

وهنا نلاحظ الحبل السُّري الذي يمثل تحالف الدين السياسي مع اللبرالية الغربية مع الثقافوية المخابراتية  بما هي استعمار بثوب جديد. والمهم أن هذا التحالف هو ضد نصف المجتمع! فهل تتنبه المؤسسات النسائية والنسوية لهذا؟

ملاحظة (1): قد يتسائل البعض: وماذا عن عشرات محطات التجهيل وتشجيع الجنس والتطبيع التي تقيئتها أنظمة الدين السياسي الخليجية؟ هذه في حقيقة الأمر مؤسسات الصهيونية العربية.

ملاحظة (2): ننشر هنا الحلقة كاملة حيث قامت الفضائية بتقطيع الكثير من حديث الصديق الروسان!!

https://l.facebook.com/l.php?u=https%3A%2F%2Fyoutu.be%2FzbG8nXdp_fM%3Ffbclid%3DIwAR065unjT1U4unSHxNwJqb8b8UfKh6SmWiQFXvkFXus_p4gZhvjJeqrPMhk&h=AT05CP5WyrmRqnOjwEkNyuqYOTOi9nk10cb0g9gCDlnPdCSoQOK1CL7tVPLh_xRuq1JPXZJxZ0mUx_A1_eQI-jnboVAFlWr13SJLaf3m4_grqAEMY9hnwEtGz9zrdQO7-uJ39w

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.