لا تمحض أي نظام ثقتك … حتى الجزائر، عادل سماره

إذا كان للإنسان أن يكون تاريخياً وعاقلاً وقادراً على التفكير والتجريد وربط القضايا، فإن العرب هم الأحوج لهذا نظراً للزمن العصيب.

حين تسمع حديث وزير خارجية الجزائر عن فلسطين تخالُ بأنه يقصد حيفا. ولكنه لا يلبث أن يعود داخل “الثلْم” فيوضح موقف حكومته، لا موقف الشعب الجزائري، وهو تمسك النظام بالمبادرة العربية سيئة الصيت والسطور.

يعلم الجميع عنها الكثير ومنه:

أولاً: أن كاتبها هو الصحفي الصهيوني الأمريكي ثوماس فريدمان حيث أملاها على عبد الله آل سعود والأخير أملاها على كل الحكام العرب والتهمومها بلا خجل ولا خوف وهي تحصر فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة، او ما قد يتبقى منهما.

وثانياً: أن الكيان الصهيوني اعتبرها مثابة كرة يضربها يومياً بقدمه منذ عقدين من الزمان.

وثالثاً: فإن أي فلسطيني أو عربي حقيقي يرفضها كصفعة وإهانة من حكام هم أعداء للأمة.

دائماً نتوسم في نظام الجزائر أن يكون كالشعب لكنه في قضية فلسطين يرفض ذلك!

في عام 2011 حينما باعت سلطة الحكم الذاتي رئاستها لدورة الجامعة العربية في قطر لحاكم قطر الذي أمرته أمريكا بخيانة سوريا، تململ مراد الدلنسي وزير خارجية الجزائر، فأهانه وزير خارجية قطر! وللأسف لم ينسحب من ذلك المكان الذي عجَّ برائحة الخنازير حيث قال حمد بن جاسم للدلنسي دوركم آتٍ.

عجيب! ممثل كيان مطية لأمريكا يتطاول على بلد تراثه عالمي!

قريباً سيكون مؤتمر للجامعة العربية في الجزائر، ما الذي سينجم عنه؟

 لا شيء سوى تكريس الاعتراف بالكيان أي المساهمة في تصفية القضية الفلسطينية. لذا، لو كانت السلطة سلطة بلد المليون شهيد، لرمت هذه الجثة الهامدة بل المليئة بالألغام على نظام يفتخر بالتبعية.

ليس أمامنا سوى القول: إن فلسطين هي فلسطين كاملة، هذا ما قالته الناس قبل وبعد سيف القدس، فلا تثلموه. وغير هذا هي خيانة نرفضها، وللمفارقة يرفضها الكيان الذي لا يخفي أهدافه بأبعد من فلسطين. نعم: لا تبايعوا أحداً من هؤلاء.

ملاحظة: حين تشاهدوا فضائية تذكر خبراً كهذا اي “المبادرة العربية” دون النقد وتأكيد عروبة فلسطين، إعلموا أنها فضائية صهيونية مهما تلونت باللغة سواء باختيار نُغلٍ ذكوري أو ضحايا جميلات كي يبثثن الخبر كما السُمْ.

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.