(1) “رأسمالية أم اشتراكيّة”
(2) التظاهر والاحتجاج
● ● ●
( 1 )
“رأسمالية أم اشتراكيّة”
في أواخر القرن العشرين وبداية قرننا، انتشرت قناعة بأنّ الصين هجرت الاشتراكية. لكن في 2018 أشاد الرئيس تشي جينبينغ بأنّ ماركس هو أعظم مفكّر في العصر الحديث، وأكّد مجدداً التزام الصين برؤيته عن الشيوعية، الأمر الذي يرغب الكثيرون من اليسار بالتعاطي معه جديّاً متزامناً مع كمّ هائل من الأسئلة التي تخطر بالبال. تقدّم قاسيون ترجمة تلخيصيّة في جزأين لحوار طويل أجراه ألكسندر نورتون مع كيث لامب: الشيوعي الإسكتلندي الذي يعيش في الصين ويدرّس فيها ويعمل معلقاً في عدد من وسائل الإعلام، محاولاً الإجابة عن بعض هذه الأسئلة.
ترجمة: قاسيون
- هل أنت حرّ في إجراء هذه المقابلة؟ هناك انطباع في الغرب بأنّ اللقاءات مراقبة، ويتم ملاحقة ناقدي الحكومة ومعاقبتهم. هل مسموح لك الحديث عمّا هو غير مسموح الحديث عنه؟
يمكنك التحدث في أيّ شيء تريده، ولم أجد يوماً مشكلة في ذلك. في الحقيقة أرى أحياناً بأنّ هذه الحرية بحدّ ذاتها مشكلة لعدم وجود تصحيح سياسي لازم من الجهات المعنية. أمّا أن تنشر في الصحف فهو أمر يخضع لمعايير رقابية مختلفة. يمكنك إيجاد كافة الأحاديث على الشبكة، الناس يقولون ما يريدون ولا أحد يحذف شيئاً، بينما في الحقيقة تمّ حذف كلامي عدّة مرات في الغرب، مثلما حدث في الغارديان البريطانية. أنا لا أقول بأنّه لا توجد رقابة على الإطلاق، فهناك مواقع محظورة في الصين.
الرقابة هنا لها شكل مختلف، فمثلاً لا يتم منع التحدث في أيّ موضوع، يجري التدقيق على الكيفية والمكان الذي يتم تناوله فيه. كمثال: في الكثير من الجامعات والمدارس، يرد شرط في العقد معهم ينصّ على عدم القيام بعمل تبشيري ديني أو التحدّث عن استقلال تايوان والتيبت. أمّا الحديث خارج الصفوف الدراسية فلا أحد يضع عليه رقابة، حتّى أنني قابلت عدداً كبيراً من الأمريكيين الذين يصرحون علناً بأنّهم موجودون في الصين بهدف تحويل الناس إلى المسيحية.
- ألا يتمّ إرسال هؤلاء إلى معسكرات الاعتقال أو «الإرشاد»؟
لا، بل يتم استقبالهم عادة بشكل جيّد جداً لأنّ الكثير من الصينيين يرغبون في تعلّم الإنكليزية، والمبشرون يميلون ليكونوا صبورين. لكن إذا ما توخينا الدقة، فعندما يوقعون عقداً مع مؤسسة، فسيحوي عادة شرطاً يحظر القيام بأعمال التبشير الديني.
- عادة ما تكون رواية الغربيين كالتالي: «كان ماو مؤمناً بحق، بقدر ستالين أو أكثر منه حتّى، وقد حاول في سنواته الأخيرة القفز إلى نمط شيوعيّة أنقى بلا طبقات، لهذا أطلق الفوضى بثورته الثقافية ليتجنّب ما كان يتوقّعه من فوز أنصار السوق. كان الأمر كارثيّاً، وسيطر أنصار السوق في النهاية وأنشأوا البلد المعاصر المفرط في الرأسمالية، مع إبقاء الحزب الشيوعي في السلطة فقط ليحافظوا على سيطرتهم ويجنبهم مصير يشبه مصير تشاوشيسكو». هل بعض أو كامل هذه الرواية مقبولة في الصين؟ وماهي النسخة الصينية؟
يحكم الصينيون على ماو بأنّ ثلثي ما قام به صحيح، وثلث ما قام به خاطئ. يرون الأخطاء التي ارتكبها جزءاً من العملية الثورية، لكنّهم يميزون الأشياء الجيدة أيضاً مثل القضاء على الأوبئة الرئيسة والأميّة والانتقال إلى التصنيع. لكنّ مسألة الماويّة ضدّ السوق هي جدال خاطئ، فهي تتناسى سياق التاريخ.
ففيما يخص النظام المؤيد للسوق الذي يملكونه اليوم، فهو مجرّد وسيلة لبناء الاقتصاد. لقد حلّ الكثير من المشكلات للمواطنين الصينيين الذين طالبوا بمنتجات للاستهلاك، وأنقذ ملايين البشر من الفقر – وهذا يعاكس مطلقاً الكثير من الدول في العالم النامي التي اتبعت سياسات السوق لأعوام وبقيت غارقة في الفقر. لا يمكنك أن تقول بأنّ الصين تحولت إلى الرأسمالية دون أن يتبادر إلى ذهنك الاختلافات مع بلدان كإندونيسيا والفلبين.
إذا ما وضعنا نصب أعيننا أنّ معظم القيمة الزائدة المنتجة في الصين تذهب خارج البلاد– يمكن أخذ آي-فون كمثال بارز: حيث لا يبقى من الأرباح سوى 3% في الصين– فالمتبقي يستخدم لتطوير البلاد. العديد ممّا تبقى من الشركات المملوكة للدولة صناعية احتكاريّة إلى حدّ كبير، ويتم توجيهها بشكل مباشر نحو التنمية، في حين تمّت خصخصة الصناعات التي تعمل بشكل أفضل في ظروف السوق.
تكمن هنا مشكلة الديمقراطية الليبرالية. رأينا في الغرب قوى رأس المال وهي تسلبنا صناعاتنا الوطنية وأرباحها التي خصخصتها. في بريطانيا كمثال، تمّ إطلاق حملة علاقات عامة هائلة في عهد تاتشر تهدف لإقناع البريطانيين بأنّ ما يجري هو الأمر الصائب، كلّ ذلك أثناء تدمير هذه الصناعات من الداخل. لم يحدث هذا الأمر بشكل غير ديمقراطي، بل تمّ تحقيقه من خلال الديمقراطية الليبرالية.
وعندما تؤدي هذه الديمقراطية إلى وصول اشتراكيين إلى الحكم، كما هو الحال في فنزويلا، تتم معاقبتها من قبل الولايات المتحدة ورأس المال العالمي، والأسوأ هو تمويل ودعم وسائل لإعادة الدكتاتوريين اليمينيين إلى الحكم بعد الإطاحة بالحكومات المنتخبة.
- هل يفهم أو يقبل الجميع ذلك؟ هل هناك غالبية تقول: «حسناً في الستينات قاتلنا ضمن الحرس الأحمر وملكنا السلطة لنسائل كلّ من يملك عقلية رأسمالية، ثمّ بعد ماو وافقنا على أنّ نجعل الصين المكان الأزهد ثمناً لإنتاج أيّ شيء، وذلك بهدف تأمين الموارد لبناء الاشتراكية غداً»؟
إنّهم يفهمون السياسة المتبعة. قاتلوا مرتين في كوريا وفيتنام، لهذا يدركون الوضع الجيوسياسي والتاريخي. وفيما يخص السوق، فهم يقبلونها على أنّها ديناميكية ضرورية. بالنسبة للكثيرين هناك الكثير من الضغط وساعات العمل الطويلة…إلخ، لكن تمّ إقناعهم بها بوصفها حقبة عابرة وليس نهاية التاريخ.
حتّى 2012 كنت نفسي أشكّ في هذا. كمثال: قال دينغ «مهندس الانفتاح الصيني» بأنّهم سيطورون شرق الصين أولاً، ثمّ سينتقلون إلى غربها. لكنّ ذلك لم يحدث، وهو في الحقيقة لم يكن أمراً مربحاً إلى الإطلاق. ولهذا كنت كبقيّة الماركسيين الغربيين الذين ينظرون إلى الصين بوصفها مجرّد دولة نيوليبرالية أخرى.
لكن بدءاً من 2012 «مع أنّهم بدأوا قبل ذلك في الواقع» شهدت تغييرات مذهلة في غرب الصين. أحد الأمثلة التي يمكنني استحضارها هي مدينة ينتشوان في الغرب. كانت فقيرة وقذرة عندما اعتدت الذهاب إليها– أكشاك سكنيّة في كلّ مكان، والناس لم تكن قادرة حتّى على الاستحمام، ولديهم بنية تحتيّة سيئة. في 2012 كانت المدينة قد حوّلت نفسها: لم يعد هناك أحياء فقيرة. أصبح الناس نظيفين، والمكان أصبح نظيفاً. سافرت على طول غرب الصين، وينتشوان ليست حالة خاصة. كان عليّ أن أقرّ بأنّ الحزب الشيوعي الصيني وفّى بوعده.
- قلت: «تمّ إقناعهم بها بوصفها حقبة عابرة وليس نهاية التاريخ»، كيف تمّ إقناعهم بذلك؟
أهدافهم الاشتراكية ليست سراً، فهم يتعلمونها في كلّ مكان: في كتبهم المدرسية وفي الصحف…إلخ، ويتم نقاشها علناً. يتم منحهم مواعيد دقيقة مع كلّ خطّة خمسية. كان 2020 هو العام الذي وضعوه للقضاء على الفقر المدقع. لو كنت سألتني في 2012 إن كان هذا سيتم، لكنت أجبتك بالنفي. لكنّهم حققوه قبل شهر من ميعاد الاستحقاق. لهذا عندما يقولون بأنّهم وضعوا 2030 موعداً لتحقيق مجتمع متوسط الثراء، مثل البرتغال أو اليونان، فعليك أن تصدقهم.
كان القضاء على الفقر في 2020 أمراً كبيراً واستغرق عملاً كثيراً. تمّ إرسال عدد من أصدقائي الذين عملت معهم في التدريس وكانوا ينتمون إلى كوادر الحزب إلى الأرياف للمساعدة. تمّ إرسال الكوادر إلى القرى للبحث عن الأسباب واقتراح الطرق للتعامل مع الفقر. في الحقيقة خصّ هذا الأمر الفلاحين أكثر ممّا تعلّق بالعمّال. قد لا يكون عامل المصنع ثرياً، لكنّه ليس واقعاً في الفقر المدقع كذلك. بينما في 2030 سيكون الأمر أشبه ببناء أسس لدولة الرفاه.
- ما لذي تعرفه عن المسألة اليوغورية؟
قبل 2016، كان اليوغوريون الوحيدين الذين قابلتهم هم باعة جوالون وتلامذتي. كان الباعة الجوالون غير سعيدين بالحزب الشيوعي الصيني وعبّروا عن رغباتهم بالاستقلال. كانوا دائماً شديدي الفقر ومن شمالي تشينغيانغ.
بدءاً من 2014 بات هناك فجأة عددٌ كبير من التلاميذ اليوغور الذين وصلوا للجامعة وباتوا تلامذتي. تحدثت معهم عن الوضع في تشينغيانغ، ولمفاجأتي لم يكونوا يشاطرون الباعة الجوالين آراءهم. كانوا يوغور بشكل مميّز، لديهم لغتهم الخاصة وفخورون جداً بانتمائهم، لكنّهم كانوا مؤيدين للصين.
قادني هذا في 2016 للرغبة بالاستطلاع بنفسي. وجدت هناك مجتمعاً منقسماً. زرت العديد من القرى، وتفاجأت بالعدد الكبير من اليوغور الذين يدعمون الدولة الصينية.
قمت بجولة مع سائق تاكسي في تشينغيانغ، وكان مناهضاً بشكل كبير للصينيين من عرق الهان. سألته عن الشرطة، فأجابني بأنّ جميعهم من اليوغور، لكنّه رأى بأنّهم كلاب للهان وبأنّهم سيسجنونك إذا ما تجرأت على رفع علم الاستقلال. بدا غريباً بالنسبة لي أن يكون هناك شرطة من اليوغور– تخيّل مثلاً بأنّ الشرطة في إيرلندا الشمالية أثناء التوترات كانوا من الكاثوليك! وفي جولة مع سائق تاكسي آخر من اليوغور، اعتبر أني أهنته عندما أطريت على لغته الماندارين، فقد اعتبرها تقليلاً من شأنه. تحدثت مع فتيات من اليوغور اعتبروا بأنّ كونهم جزءاً من الدولة الصينية يقويهم، فهم يرون بأنّ الدفع نحو استقلال تشينغيانغ ذو طابع إسلامي، وهنّ لا يردن أن تصبح بلدهن إسلامية.
المشكلة المعقدة هناك أنّ اليوغور في أقصى غرب تشينغيانع شعروا بأنّه قد تمّ هجرهم، لكنني أرى بأنّ الكثير من التنمية تحدث هناك اليوم. هناك بالتأكيد توتر عرقي، لكنّه أمر شديد التعقيد. كما أنّ هناك الهجمات الإرهابية وأبرزها في محطة كونمينغ للقطارات. حدثني صديقي وهو من الهان، بأنّ الكثيرين من الهان قد تجمعوا وبنيتهم مهاجمة اليوغور انتقاماً من التفجيرات، لولا تدخّل الجيش وإغلاق المنطقة.
الادعاءات الغربية بأنّ هناك 3 ملايين من أصل 10 ملايين يوغور هم الموجودون في الصين، أي كامل البالغين من اليوغور، موجودون في ما سموه معسكرات الاعتقال، سخيفة. لو كان هذه الحال لرأينا أزمة لاجئين على الحدود الصينية، وليس أعلى نسب ولادات.
إنّ الذين ينساقون وراء الآلة الدعائية الغربية يجب عليهم أن يتذكروا بأنّ ذات الآلة كانت مسؤولة عن إخفاء جرائم الحرب الإمبريالية. يمكننا أخذ مثال «الناشط اليوغوري» الأمريكي روشان عبّاس، والذي تبيّن بأنّه كان يعمل مترجماً لعمليات استجواب اليوغور في سجون غوانتانمو العسكرية غير الرسمية الأمريكية.
لكن عندما نقول بأنّه لا يوجد لا معسكرات اعتقال ولا إبادة جماعية في تشينغيانغ، فهذا لا يعني بأنّنا نقول بأنّ الأمور «ورديّة» ولا يوجد مشاكل. تمّ وضع قرابة 100 ألف شخص في مراكز إعادة التأهيل بعد اضطلاعهم بأعمال متطرفة وإرهابية، لتعليمهم مهارات ووظائف حياتية. والآن علينا أن نسأل: هل هذا مثالي؟ ربّما لا، لكنّه بالتأكيد أفضل من الحلّ الغربي للتطرّف والإرهاب الذي قاد إلى ملايين القتلى، ولم يؤدِّ إلّا إلى مزيد من التطرّف والهجمات الإرهابية.
كما أنّ علينا عند التحدث عن هذه المراكز أن نذكر بأنّ الهجمات الإرهابيّة التي حدثت في تشينغيانغ كانت أسوأ من أيّ شيء اختبره الغرب. لكنّ هناك عدد من القوى في الغرب تودّ تحويل المنطقة إلى عراق أو أفغانستان أخرى، وهم يريدون شيطنة الصين لتبرير أيّ أعمال عدوانية مستقبلية.
- تمّت مؤخراً إذاعة وثائقي مكثّف الدعاية على شبكة نتفليكس بعنوان: «المصنع الأمريكي»، يتحدث عن شركة صينية استولت على مصنع للزجاج في ديترويت، وكانت مشتركة في الأجور المنخفضة وممارسات العمالة السيئة وإفشال العمل النقابي. يعرض الفلم إحضار مدراء المصنع الأمريكي إلى الشركة الأم في الصين لتدريبهم، حيث أثارت إعجابهم أنظمة العمل لساعات طويلة والعطل القليلة وظروف العمل السيئة. كان شقيق الملياردير الرأسمالي الذي يملك المصنعين هو رئيس الفرع المحلي للحزب الشيوعي. عندما يقوم نظام بشكل نشط بدعم وتعزيز استغلال العمّال على أساس عالمي، هل يمكن حقاً تسميته اشتراكياً؟
هذا سؤال ممتاز، ويضيء على التناقضات الموجودة في الصين. أولاً: يوجد في الصين الكثير من القوانين الجيدة لصالح العمّال، ولكنّها لا تطبق دوماً بالصرامة اللازمة. يمكن رؤية بعض هذه الممارسات العمالية السيئة بوصفها طريقة لتعلّم تفاديها، بينما علينا النظر إلى أخرى ضمن منطق مراكمة رأس المال. أمّا بالنسبة لإفشال العمل النقابي، فلا وجود لنقابات مستقلة في الصين.
لكن إذا ما تفحصنا الأمر عن قرب، فهذه الممارسات هي التي جذبت رأس المال الأجنبي الذي أحضر بدوره التكنولوجيا التي بنيت التنمية الصينية عليها. أنا هنا لا أدافع عن مجمل العملية، وقد يبدو ما سأقوله قاسياً: أنا أفضل أن أرى عمّالاً يعرقون لبناء الاشتراكية، على أن أراهم يموتون في ميادين المعارك ومن الفقر.
وبالنسبة للاشتراكية، فلست أظنّ بأننا قادرون على تسميتها بالاشتراكية الآن. غير أنّ الصينيين يدركون هذا التناقض أيضاً، فهم لا يدّعون بأنّهم في طور الاشتراكية أيضاً. إنّهم يسمونها «المرحلة الأولى من الاشتراكية»: أي أسواق تقودها الدولة لبناء القاعدة الصناعية والتكنولوجيّة. لكن بالرغم من كلّ ذلك، من المؤكد أنّ ساعات العمل الطويلة والاستغلالية، لا تقارن بالأيام الأولى للتصنيع في الغرب. وبكل تأكيد القوى العاملة الصينية أفضل حالاً بكثير من أترابهم، في الهند كمثال.
لكن علينا الإقرار بأنّ مثل هذه الممارسات يمكنها أن تقوّض كلّ من النوايا الحسنة للعمّال، وقيم الاشتراكية، وحتّى الثورة. ذهب ماو أولاً إلى سياسة «الديمقراطية الجديدة»، والتي تشبه سياسة النيب التي اتبعها لينين. إنّها عودة إلى نظرية بناء الاشتراكية بخطوتين، وعندما تكون البلاد متطورة كفاية يصبح هذا غير ضروري. يشعر الحزب الشيوعي الصيني بأنّه اكتشف بالفعل طرقاً أخرى أيضاً.
(2)
التظاهر والاحتجاج
في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الذي يليه، انتشرت قناعة بأنّ الصين هجرت الاشتراكية. لكن في 2018 أشاد الرئيس تشي جينبينغ بأنّ ماركس هو أعظم مفكّر في العصر الحديث، وأكّد مجدداً التزام الصين برؤيته عن الشيوعية، الأمر الذي يرغب الكثيرون من اليسار بالتعاطي معه جديّاً مع كمّ هائل من الأسئلة التي تخطر بالبال. تقدّم قاسيون ترجمة تلخيصية في جزأين لحوار طويل أجراه ألكسندر نورتون مع كيث لامب، الشيوعي الإسكتلندي الذي يعيش في الصين ويدرّس في جامعاتها ويعمل معلقاً في عدد من وسائل الإعلام، محاولاً الإجابة عن بعض هذه الأسئلة.
ترجمة: قاسيون
- يقول البعض بأنّ تشي جينبينغ قام بعودة مفاجئة وغير متوقعة إلى الماركسية، هل هذا صحيح؟
يستمع الناس إلى خطب تشي عندما يعلن بأنّه مؤمن حقيقي بالماركسيّة- اللينينية. إن كان هناك أيّة مخاوف من أنّ الصين كانت على وشك هجر الدرب الاشتراكي، فقد أزالها بمحاربته للفساد ووضع التخلص من الفقر في الممارسة الفعلية، بذات وقت تشديده على أولوية النظرية الماركسية- اللينينيّة السياسية والنظرية.
أظنّ بأنّه قبل قدوم تشي كانت المشكلة هي الفساد داخل الحزب، والذي انتشر بشكل مقرف هدد الحزب الشيوعي الصيني بالسقوط لو لم يتم أخذ إجراءات لمكافحته. إن سألت أيّ صيني عمّا إذا كان الفساد قد تراجع فسيجيبك بنعم. أمّا بالنسبة «للعودة المفاجئة وغير المتوقعة إلى الماركسيّة»، فلا يمكنني التأكيد، لكن يمكن رؤية خطب وأفعال تشي على الغالب ضمن سياق التعبير بشكل أكثر ثقة عن أفكار الحزب. فكما قلت من قبل، يتم تعليم الماركسية في المدارس إلى اليوم ولم يتوقف ذلك.
- يتساءل البعض: ألا يشكّل تعزيز ماركس ولينين خطراً على النخب الصينية في بلد لديه قاعدة بروليتاريّة صناعية كبيرة كالصين؟
بالتأكيد، ولهذا على الحكومة أن تعمل بشكل حثيث لإرضاء الناس. الشعب يدعم الحكومة لأنّ حياته تتحسن بشكل سريع، فإن وعدتك حكومتك بأنّ تصبح ظروف حياتك في 2030 شبيهة بالبرتغال، وقد أوفوا بالفعل بوعودهم السابقة، سيبدو من الجنون أن تحاول تخريب الأمر.
- ما وضع الرعاية الصحية والتعليم وظروف العمل والإسكان والحركيّة الاجتماعية؟ كيف تراها بالمقارنة بدول الرفاه الغربية؟
بالنسبة للتعليم: التعليم الجامعي زهيد الثمن بشكل كبير. لدى الصين أكبر توسع في التعليم في العالم. درّست الكثير من التلاميذ المنحدرين من عمّال مصانع أو فلاحين. الأمر شائع جداً: جميع الطبقات ومن جميع الخلفيات تمنح الأولوية للتعليم. أمّا في الغرب، وتحديداً في بريطانيا حيث كنت أعيش، هناك نوع من الإحجام عن التعليم والثقافة بين عناصر الطبقة العاملة والطبقات المتدنية، الأمر الذي لا يمكن أن ترى مثيلاً له في الصين.
بالنسبة للحركيّة الاجتماعية: من الشائع أن ينتقل الفلاحون من الأرض إلى المكتب. أفضل المدارس والجامعات عامّة وليست خاصّة، دون أن يتعارض ما أقول مع وجود أثرياء يرسلون أبناءهم للدراسة في الخارج ليحصلوا على تعليم ممتاز ومدرسين خاصين، كما أنّ هناك منشآت تعليمية بأكملها مخصصة للتلاميذ الأثرياء الذين لا يحققون العلامات اللازمة للدخول إلى الجامعات العامّة.
يحصل التلاميذ الفقراء على المنح والبرامج المجانية، والرسوم عموماً زهيدة الثمن. كما أنّهم يعيشون في سكن جامعي يحوي 4 إلى 8 تلاميذ لإبقاء التكاليف منخفضة. إيجارات السكن زهيدة الثمن نسبياً، لكنّ أسعار المنازل باهظة بشكل كبير الآن.
قلّدوا في مجال الرعاية الصحيّة النظام الصحي الأمريكي، والآن هناك اعتراف عام بأنّها كانت غلطة يجب تفادي آثارها.
المشكلتان المحليتان الأكثر إلحاحاً اليوم في الصين هما: الرعاية الصحية والإسكان. إن حلّت هاتان المشكلتان بحلول 2030 أو تحسنتا فيمكننا القول بأنّ الصين تسير في الدرب الصحيح. هاتان مشكلتان كبيرتان لا يمكن التسليم بهما، وليس هناك أيّ طرف ينكر وجودهما. الجدال حول كيفيّة هندسة النظام واللوجستيات أكثر من كونه تيّاراً مع الإصلاح وآخر ضدّه.
- هل هناك ما يشبه «مجلس الإسكان» الذي وجد في بريطانيا؟
هناك إسكان مدعوم من الدولة. لكن المشكلة أنّ الناس عندما تتحدث عن الصين، تتناولها باعتبارها كتلة واحدة متراصّة، وهو الأمر غير الدقيق، لكن بشكل عام لكل منطقة نظامها الخاص. لا يفهم الغربيون هذه النقطة كما ينبغي. تتمتّع الحكومات المحليّة بسلطات أكبر بكثير ممّا قد يعتقد البعض. لا يزال الإسكان الحكومي ضئيلاً في العموم، والأمر متفاوت على طول الصين، لكن هناك الكثير من الوظائف العامّة التي تمنحك منزلاً إن كنت تشغلها، فإن بقيت في العمل لفترة طويلة فمن المعتاد أن يمنحوك إيّاه بعد تقاعدك.
أنا أتحدث هنا عن تجربتي في التدريس في الجامعة، فمعظم المنشآت التعليمية توفّر أماكن عمل لمدرسيها. بالنسبة لمن لم يتمكن من شراء منزل من المدرسين، يمكنهم العيش في مجمّع سكني للجامعة، وعادة ما يكون ذلك بلا مبالغ مادية لا لقاء الإيجار ولا الكهرباء ولا الماء. يعيش الكثير من المدرسين المتقاعدين في مجمّع السكن الجامعي أيضاً. لكنّ الصينيين اليوم مشغولون بالاحتشاد لامتلاك منزل خاصّ بهم.
- عندما تكون الأشياء «غير مقبولة» ماذا يحدث؟ كيف يقوم الناس بتغيير الأشياء؟ هل هذا خيار لديهم؟ ألديك أمثلة على الأمر؟
لدى الناس خيار التظاهر وهم يقومون به. كما يمكنهم تقديم التماس إلى فرع الحزب المحلي، كما أنّ لديهم آلية تقديم شكوى لمكاتب العمّال. قمت بنفسي بتقديم شكوى حول مدفوعات الرفاه الخاصة بي التي لم تدفعها لي الجامعة ذات مرّة. لم أدرك حتّى بأنّ النموذج الذي ملأته سيذهب إلى المحكمة، لهذا سافرت وكنت خارج البلاد يوم المحاكمة. وعندما عدت أرسلوا لي الحكم لصالحي.
من الطبيعي أن ترى أناساً ينزلون إلى الشارع ليحتجوا. رأيت منذ فترة قريبة مجموعة من سكّان بناء في الحي القريب مني يحتجون ضدّ المطوّر العقاري، وكانوا يحملون الشعارات ويهتفون ضدّه. رأيت احتجاجاً عاطفيّاً جداً خارج مشفى من قبل مجموعة صغيرة يقودهم رجل يقول بأنّ قلّة كفاءة الأطباء أدّت إلى موت زوجته وطفلهما أثناء الإنجاب… جاءت الشرطة واعتقدنا بأنّهم سيسكتونه ويستخدمون القوّة ضده، لكنّهم وقفوا جانباً ووضعوا حواجز أمام المحتجين كي لا يغلقوا طريق السيارات، وتركوهم يستمرون باحتجاجهم.
توفّر أنظمتنا الغربيّة مساحة أكبر لإحداث الضجيج، لكنّها في الحقيقة تسمح لنا بإحراز تقدمات أقل. عندما عدت في 2020 إلى المملكة المتحدة لم أشاهد أيّ تغيير منذ 2004 سوى المزيد من المشردين والمتاجر الصغيرة المغلقة. بينما تعمل الصين باستمرار على تغيير نفسها، وهو الأمر الأكثر إثارة فيها.
يغيّر الناس ما لا يعجبهم هنا، وستفعل فيما يخص الرعاية الصحية أو الإسكان. تعني حقيقة أنّ التغيير كان سريعاً وحاسماً في الصين – ربّما كلمة «غير مسبوقة» تلخصه –أنّه لا يمكن للمرء أن ينظر إلى السلبيات الموجودة اليوم في الصين ويقول بأنّ الأمور ستكون على حالها في الغد. ليس لديّ مشكلة في سماع انتقاد الصين عندما أكون في الغرب، لكن يحبطني أن أرى الغرب يصوّر نفسه وكأنّه سيأتي إلى الشعب الصيني الجائع بوصفه المنقذ.
- ما رأيك بوصف الصين «دكتاتورية وطنية» – تدار لمصلحة الأمّة عبر الحزب الشيوعي الصيني، لكنّ الهدف هو تحسين وضع الأمّة وليس تحقيق مجتمع اشتراكي أو لا طبقي؟
هل هذان الأمران متناقضان؟ عند قراءة وصفة الطريق إلى الشيوعية، يعلمون أنّ الأمر لن يحدث عمّا قريب. أحد الشروط التي يرون لزومها لتحقيق الشيوعية هي امتلاك وسائل إنتاج متطورة بشكل هائل عمّا لديهم اليوم، كما أنّ عليهم حلّ التناقضات الاجتماعية والاقتصادية الكثيرة التي تحدثنا عن بعضها.
يؤكدون في الصين على الدوام على كونهم لا يؤمنون بالاشتراكية الطوباوية بل بالاشتراكية العلميّة التي يجب بناؤها. هدفهم تحقيق مجتمع لا طبقي، مع أنّ هذا بحدّ ذاته يتم ربطه بالفكر الصيني: فالمجتمع العادل هو مجتمع «متناغم» لا توجد فيه الانقسامات الطبقية الموجودة اليوم. فيما يتعلق بالتنبؤ بازدياد نفوذ القوى القوميّة، لا يمكننا التنبؤ بالمستقبل، خاصة مع الخلافات الرئيسية فيما يتعلق بصعود الصين مع الخطابات الغربية.
أولاً: علينا أن ننظر بشكل تاريخي لتجربة الحزب الشيوعي الصيني: إنّهم يستخلصون دروساً كثيرة من التاريخ. بالنظر إلى الاستعمار والاستعمار الجديد، يمكننا أن ندرك بأنّ لهذه القوى تأثيراً سلبياً عليهم، فهم لن يسمحوا لأحد بتحويل دولتهم إلى تابع يحكمه الآخرون. ينظرون إلى النظام العالمي بوصفه غير أخلاقي ولا يمكن أن يستمر.
تخطط الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق أن تفعل ذات ما فعلته لديها في بقيّة دول آسيا وإفريقيا. إنّها ترى في ذلك ضمانة لاستدامة تطويرها لنفسها ولمن يجاورها في العالم، وفلسفتها تختلف تماماً عن الخصخصة التي قادها الغرب. الصين تبني الجسور، والأمريكيون يقصفونها.
سيواجهون التحديات بكل تأكيد. تمّ تأجيل خط السكك الحديدية التي يجري بناؤها إلى ماليزيا من قبل الحكومة التي قالت بأنّ شروط القرض باهظة للغاية. قفزت الصحافة الغربية في وقتها لتقول بأنّ الصين مقرض مفترس، لكن ما الذي حدث بعدها في الحقيقة؟ تمّت إعادة التفاوض على الصفقة.
أنا لا أقول بأنّه لا يجب أن نحذر ونشكك بكلّ شيء صيني، بل ما أقوله هو أنّ علينا ألّا نستمع للرواية الغربية عن الصين، خاصة إذا ما أخذنا بالاعتبار مئات السنين من الاستغلال الغربي لآسيا وإفريقيا.
- إذا ما أخذنا مقياساً لنا مساعدة الاتحاد السوفييتي لدول العالم الثالث ضدّ الاستعمار وفي مرحلة ما بعد الاستعمار، فأين مساعدة الصين لأمثال كوبا؟ أين مساعدتها للثوّار والاشتراكيين حول العالم، سواء الحركات المسلحة أو الدول الاشتراكية؟
ما أعلمه أنّ الصين تقدم دعماً كثيراً لفنزويلا ولديها علاقات جيدة مع كوبا وكوريا الشمالية. أمّا فيما يتعلق بحرب العصابات فقد اختارت الصين مساراً مختلفاً يسعى إلى العمل مع رأس المال العالمي. هذا أمر خطير بالطبع، فمثلما يمكن للصين استخدام رأس المال لتحقيق غاياتها الخاصة، يبقى هناك دائماً خطر احتواء الصين من قبل رأس المال. وهذا هو جوهر الحملة التي أطلقها تشي لمحاربة الفساد. اختارت الصين اتباع سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، أمّا إن كانت ستبقى على هذه السياسة في المستقبل فهو أمر آخر يحتاج إلى مراقبة.
تخيّل لو أنّ الصينيين يمولون الحزب الشيوعي الفلبيني في حربهم الأهلية، لرأينا المزيد من القوات الأمريكية قد أتت لتطويقه. تنطبق على الصين في الحقيقة عبارة «عالقة بين الشيطان والبحر الأزرق العميق». لكنّ الصين تمتلك الصبر الكافي لتحقيق أهدافها، ولا أعتقد بأنّها تريد الدخول في حروب خارجية. يرون بأنّ الصعود السلمي ضروري لاستمرارهم في التنمية. مرّ الصينيون بالكثير من الاضطرابات جعلتهم يكرهون أيّ حرب بحق، لكنّهم يدركون أيضاً مدى التهديد الذي تشكله القواعد الأمريكية والقوات البحرية على أمن الصين.
ضمن تحليلي الشخصي، أعتقد بوجود تناقض لازم ضمن الاشتراكية الصينية. الأمر على هذا النحو: بعد أن شهدت القوة السياسية والعسكرية الهائلة التي يمكن للقوى الاستعمارية أن توظفها، لم يكن أمام الصين سوى خيار الصعود السلمي، جعل هذا الأمر الحزب الشيوعي الصيني يبدو وكأنّه يعمل في ذات الوقت لصالح رأس المال والاشتراكية. فرض هذا ضرورة على الحزب، هي إعادة التأكيد بشكل مستمر على أنّه يستخدم رأس المال لبناء الاشتراكية، وأقلمة الوسائل اللازمة لضمان عدم الخضوع لرأس المال.
هناك فرق آخر مهم، هو أنّ الصينيين يرون بأنّ تطورهم إلى الاشتراكية لا يقوم فقط على المبادئ، فمثلما كانت وسائل الإنتاج الرأسمالي أفضل بكثير من الإقطاعية، يجب أن تكون وسائل الإنتاج الاشتراكية أفضل بكثير من الرأسمالية، الأمر الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا.
غالباً ما يعتقد الغربيون بأنّ صعود الصين قد يؤدي إلى أمريكا أخرى فقط، لكنّ الظروف مختلفة تماماً، وجزء من هذه الظروف يجبر الصين على النهوض بسلام.
- ما مدى قبول خطّة الدولة لتحقيق مجتمع اشتراكي بحلول عام 2050؟ ماذا سيعني ذلك لأصحاب المليارات في البلاد؟
أودّ القول بأنّ الخطة تحظى بدعم الغالبية العظمى من السكان لأنّ الغالبية تثق وتدعم الحزب الشيوعي، وذلك وفقاً لخبراتي الشخصية وكذلك وفقاً لاستطلاعات مؤسسة PEW.
بالنسبة لأصحاب المليارات والتناقضات الطبقية بشكل عام، فمن المرجّح أن تستمر. علينا أن نأخذ بالاعتبار بأنّ الاشتراكية في عام 2050، إذا ما تمّ تحقيقها، ستعتبر فقط بداية الحقبة الاشتراكية. يناقش الماركسيون الصينيون الانتقال الاشتراكي على أنّه سيعني نهاية الطبقات، وبأنّه قد يتطلّب حتى تمام الاكتمال ما بين 100 إلى 500 عام.
على النقيض من الاشتراكيين الغربيين، يولي الحزب الشيوعي الصيني أهميّة كبيرة للعمل مع البرجوازيّة الصينية. تمثّل النجوم الأربعة الصغيرة على العلم الوطني الصيني البرجوازية، والبرجوازية الصغيرة، والفلاحين، والعمّال، الذين يوحدهم الحزب الشيوعي الصيني ممثلاً بالنجمة الكبيرة.
شهدنا جميعاً تراجع الدول الاشتراكية بسبب موقف رأس المال المعرقل. تتمثّل الحيلة هنا في كيفية منع البرجوازيّة من السعي إلى ثورة مضادّة أو منح الأولوية لمصالحها الطبقيّة. تتمثّل إحدى الطرق في منعهم من احتلال مكانٍ مرتفع في السلطة السياسية عبر السيطرة على وسائل الإعلام.
تتمّ استمالة رأس المال الذي يكون عموماً في أعلى مستويات الاقتصاد. على سبيل المثال جميع الصناعات الاحتكارية مملوكة للدولة، بينما يسمح للبرجوازية بالاحتفاظ بقدر كبير من أرباحها بحيث لا يتم التشجيع على الهروب برأس المال. يتمّ تزويد البرجوازية الصغيرة الصينيّة بسوق منفتحة للغاية بشكل يفوق بكثير تلك الموجودة في الغرب.
في الوقت الذي تمثّل فيه الولايات المتحدة مصالح الاحتكارات الخاصة والمصالح المصرفيّة، تسعى الصين إلى تنفيذ ديناميكية السوق بشكل كلي. مثال: في الغرب يوجد يوتيوب واحد، بينما يوجد في الصين عدد كبير من المتنافسين. البنوك الصينية الكبرى مملوكة للدولة، بينما تحصل البنوك الخاصة الغربية على أموال دافعي الضرائب.
في نهاية المطاف، ما يحدث في هذا الطور من بناء الاشتراكية يجب أن يحدث وأن يصبح الاقتصاد الصيني أكثر إنتاجيّة بكثير من الحقبة الحالية. الانتقال إلى ديمقراطية أكبر على وسائل الإنتاج لا يمكن أن يتحقق فقط من خلال المبدأ الأخلاقي، بل يجب أن يتحقق لأنّه منطقي اقتصادياً واجتماعياً. يعني هذا أن تؤدي الحقبة الاشتراكية إلى تقدّم اقتصادي وتكنولوجي أسرع بسبب وجود ديمقراطية أكبر تحكم وسائل الإنتاج.
بتصرّف عن: All the questions socialists have about China but were too
afraid to ask
*جريدة قاسيون الأسبوعية – العدد رقم 1026 – صفحة شؤون استراتيجية
https://kassioun.org/more-categories/misc-2/item/69444-2
_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.