أحفاد سايكس-بيكو … أنظمة حكم ذاتي، عادل سماره

وطننا مجزَّء إلى أكثر من عشرين كيان وقُطر بما رافق ذلك من رايات وسجاد أحمر وحرس “شرف” ونشيد قُطري ومخابرات وعسس ومناديب. هذا في الشكل. لكن الخطورة في المضمون الإعلامي والثقافي حيث يوم “إستقلال” لكل كيان. واشد خطرا وخداعاً الكتابة أو/اي الخطاب عن ما بعد الاستعمار Post-Colonialism كنظريات من مثقفين هم جوهريا أدوات ثقافية ضد إستقلال بلدانهم. إذاً أيها الناس ها نحن نحصل على ما ينفي كل هذه الروث الذي أوقعونا فيه منذ قرن وأكثر، بصراحة نحن “صيد طِراد مقدس بأيديهم ولكن لسادتهم” . هل يُعقل أن تقع أمة في روث هؤلاء لقرن ولا تعي!!

يثرثر الإعلام وقرابة 99% منه مأجور وبفلوس أعداء داخليين وخارجيين عن استقلال وديمقراطية وحريات… نعم يثرثرون. لا تهتزوا، اليس اي نظام غير وطني هو عدو؟ ألا تقوم هذه الأنظمة بحرب “أهلية” ضد الأمة. آخر ثرثرة مسمومة للإعلام العربي ومنه إعلام المقاومة، أي معظمه أن الولايات المتحدة سمحت لمصر والأردن ولبنان أن تستخدم الغاز المصري والكهرباء من الأردن عبر سوريا إلى لبنان. فكيف إذا توجه لبنان شرقاً!!!

ولكي يقلل الإعلام من قيمة القذيفة النووية التي أطلقتها العمامة السوداء باستجلاب نفط إيراني يردد هذا الإعلام أن هذه الأمور كانت مطروحة منذ عام 2005 . يا للشيطان! ما هذا الكذب عيانا وعلى رؤوس الأشهاد؟ ماذا يقول هؤلاء لو سألهم أحد بشكل جانبي: ولكن الأمر بيد أمريكا، فلماذا لا تقل ذلك؟ هنا الكذب والتعمية، لأن المطلوب إكمال الجملة كما يلي: “كانت مطروحة منذ 2005 ولكن أمريكا رفضت التنفيذ ورفضت الكثير غيره وسترفض ما لم تُقلع أدواتها”.

هذا يعني أن هذه الدول الثلاث بلا سيادة وبأنها مجرد “حكم ذاتي” لا أكثر. وبأن القرار لأمريكا عليها وخاصة في مقاطعة سوريا.

سيهرهر وتتلوى ألسنة مثقفي الطابور السادس وحتى مثقفين منشبكين بالقول:

“ألم نقل لكم أن هذا الكاتب اداة لسوريا، ههههههه ومخابرات كما يهرف عملاء كل من يدفع فمن يقبض لا يتخيل أن أحداً يعمل لوجه الوطن وحسب!

قولوا ما يأمركم به سادتكم/ن ، ولكن ما معنى أن في مصر والأردن ولبنان قرابة 130 مليون شخص تحكمهم عمليا أمريكا؟ وما معنى أن النظام السوري بكل أخطائه السابقة يُحاصر بالمقابل ومن أمريكا. أليست هذه الأنظمة مجرد حكم ذاتي؟

وفي الجانب الآخر، أليست مختلف أنظمة التطبيع العربية سواء التطبيع المعلن مصر، الأردن، المحتل 1967، نظام المخزن في الرباط، البحرين، الإمارات، عُمان، والأنظمة التطبيعية بلا إعلان: تونس “النهضة” ، الكويت، عراق ما بعد صدام، ليبيا ما بعد القذافي، يمن غير الحوثي،ونظام آل سعود…الخ، جميعها مجرد أنظمة حكم ذاتي لا أعلى ابداً. هذا دون أن نذكر الصومال وجيبوتي وموريتانيا والجزائر …الخ حيث لا ندري عنها بدقة..

أمَّا والوطن باسره أو معظمه مثابة “حكم ذاتي” اي خيراته بيد سادة الحكام المحكومين، ألا يعني هذا أن اي مواطن عربي لا يقاتل هذه الأنظمة باية طريقة هو في الحقيقة لا يستحق ماء ولا قمح هذا الوطن.

ملاحظة: فوق أنظمة الحكم الذاتي هذه يقف نفتالي بينيت”كآمر كيان مستقل يندمج اندماجا مهمينا على وفي وطننا”!. يا للهول!!!

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.