لا تعتبي … لا تعتبي لومك على من خان، وليد هلس

محمود عبد الله عارضة ويعقوب قادري ومحمد قاسم عارضة وزكريا زبيدي وأيهم نايف كممجي ويعقوب انفيعات: أسماءٌ لها صليل وضوء، ووجوه لها رفعة وكرامة. لقد حفرتم بأظافركم نفق الضوء إلى الحرية، لأنكم أنتم الرجال الأحرار، فالحرية فعل إرادة حرة برغم الأصفاد، الحرية كف عاريةٌ تنازل النصل وعين لا تهاب المخرز وعنق تهزأ بالسكين.

الحرية ليست فضاءً مفتوحاً أمام الهوام وبغاث الطير وذباب الخيل، إنها فضاء تشرعه الأجنحة الكبيرة، وسماء لا يرتقيها سوى أرواح الأحرار، وأنتم أرواح حرة ذات أجنحة كبيرة.

لن ننسى ابتسامة التحدي التي أشرقت وسط عتمة القيد وعلت وسامة وجوهكم المنهكة بعد مطاردة تواصلت على مدى أيام طويلة طويلة. أيها الرجال الأبطال لقد ثقبتم قلب الأعداء بقوة الإرادة والبصيرة. ومنه خرجتم إلينا وأطلت وجوهكم علينا لتلقوا تحيتكم الجميلة القاسية:

يا ديرتي لا تعتبي

لا تعتبي ما لك علينا لوم

لا تعتبي .

لا تعتبي لومك على من خان

وكان في هذا وحده من المجد ما يكفي ويفيض. لقد وصل الضوء من عيونكم إلى كل أحرار العالم، كل عبيد الأرض وأقنانها الذين ينتظرون لحظة حرية يتقاسمونها فيما بينهم، وأنتم من قدم لهم ولشعبكم الراسف في أغلاله كل هذا الضوء، وفي آخره ابتسامة التحدي بينما يحاصرونكم ثانيةً، ابتسامة بددت فرحة الأعداء ومنحتنا نحن رفاقكم وإخوتكم القدرة، التي لم تكن لولا ابتسامتكم، على لجم صرختنا الغاضبة، وحبس دمعتنا.

لقد صنعتم ما لا يقدر عليه سوى أبناء الآلهة والأبطال في الأساطير القديمة.

أنتم كسرتم قيودكم وحلقتم عالياً؛

لكن أجنحتكم يا أبطال فلسطين كانت أوسع من فضائنا الحسير

وأعلى من سمائنا الخفيضة.

أنتم الأحرار حقاً برغم القيد والأسوار والحرس الأعمى،

ونحن جميعنا أسرى حقاً؛

ندور داخل أسوار عالية، ونحلق بأجنحة موهومة في فضاء كاذب وحرية وهمية.

الحرية لا تليق بأحد كما تليق بكم أنتم

يا أحرار فلسطين الستة

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.