لأنهم إحتضنوا أعضاء الكنيست … والرد بالعروبة، عادل سماره

ملاحظة: نشر السيد رفعت سيد أحمد نقداً لقناة الميادين نظراً لاحتضانها أعضاء كنيست من الفلسطينيين مع فيديو لصيهوني يؤنب هؤلاء الأعضاء لأنهم صوَّتوا بالعبرية. (أنظر أدناه)

عزيزي السيد رفعت سيد أحمد،

لفتتني مقالتكم الموجزة والمميزة فيما يخص أعضاء الكنيست الصهيوني من الفلسطينيين والتي أتت في سياق توبيخ صهيوني لأعضاء الكنيست الفلسطينيين الحاليين على عدم استعمالهم اللغةالعربية في جلسات الكنيست نفسه. فالتوبيخ بحد ذاته مفارقة!.

لا يتسع المجال هنا لحديث موسع عن هذه المسألة والتي هي أحد أهم عوامل تقويض الحق العربي الفلسطيني في فلسطين وبأيدي فلسطينة ثم عربية.

يرتد الموقف من عضوية عرب في الكنيست إلى بداية اغتصاب فلسطين حيث شارك في هذه العضوية تياران من فلسطينيي  المحتل 1948:

·        تيار الوجاهات التقليدية التي لم يصل وعيها السياسي حدود الوعي القومي

·        وتيار التحريفية السوفييتية التي اعترفت بالكيان الصهيوني واعتبرت حرب 1948 “حرباً قذرة” من العرب هدفت العدوان على “دولة إسرائيل”.

منذ تلك الفترة وحتى اليوم وقف تياران من الفلسطينيين والعرب ضد عضوية الكنيست وضد وجود الكيان نفسه وهما:

·        التيار القومي بالمفهوم العروبي الكلاسيكي

·        والتيار العروبي الماركسي الذي لا يرى تناقضاً بين الماركسية والقومية بما هي حركة تحرر وطني.

شارك العديد من  الأنظمة العربية منذ ما قبل 1948 في بناء الكيان سواء بقبول منحه فلسطين (آل سعود، والهاشميين) أو بدعمه بمئات آلاف اليهود العرب أو بعدم النضال لتحرير فلسطين، أو بالارتباط بالإمبريالية التي جزَّأت الوطن العربي وزرعت ولا تزال ترعى الكيان الصهيوني. وحيث كان كل هذا قيد الإخفاء، فلم يحتضن، علانية ، ايي من الحكام العرب أعضاء الكنيست العرب في الفترة التي تلت اغتصاب فلسطين 1948.

لكن قيادة م.ت.ف بعد 1967، ومجموعة من المثقفين  هي/هم وبتسهيل ووساطات من الحزب الشيوعي “الإسرائيلي”  شرعت في فتح “حوارات” مع الصهاينة وأصدقاء الصهاينة من دول عديدة وخاصة إثر رفع شعارات “السلطة الفلسطينية، ثم حل الدولتين، والدولة الواحدة وأخيرا “دولة مع المستوطنين”…الخ .

ونظراً لهشاشة الوضع الرسمي العربي، أخذت عدة أنظمة عربية تستقبل أعضاء الكنيست من الرعيل الجديد باعتبارهم”مناضلين ومفكرين…الخ” الأمر الذي طبَّع الوعي الجمعي العربي لقبول هؤلاء الذين لم يكونوا سوى احصنة طروادة ضد الإجماع الشعبي العربي الرافض للكيان جملة وتفصيلاً. بقول آخر، أدى هذا الاختراق إلى خلخلة الوعي الجمعي تجاه التطبيع مما جعل الموقف من التطبيع اجتهاداً.

لذا، كنت ترى عزمي بشارة ضيف شرف حتى  في دمشق وفي الضاحية الجنوبية.

من هنا،يمكنك فهم لماذا تحتفي قناة الميادين بأعضاء الكنيست الفلسطينيين وتعطيهم مساحة وقت اضعاف المساحة الممنوحة للفلسطينيين رافضي عضوية الكنيست ورافضي التطبيع ورافضي الكيان اصلاً.

ولا تنسى أن الميادين وخاصة السيد بن جدو كان في قطر، اي في حضن قوى وانظمة الدين السياسي الذي هو معادٍ للعروبة بلا مواربة، لينتقل إلى حضن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي ترى أن الحل في النهاية يجب أن يكون بموجب استفتاء ديني. وهنا المفارقة في موقف إيران بمعنى:

·        دعمها للمقاومة من جهة

·        وتبني حل ديني في النهاية رغم ان اساس الصراع هو صراع وجود صراع سياسي  بين مستوطنين وبين شعب أُقتلع من ارضه.

لذا، لا يرى بن جدو غضاضة في قوله للسيد (  كل يجاهد بطريقته يا سماحة السيد    )….. كما أن صمت السيد يعني شيئا ما مشابه ايضاً.

وتلافياً للإطالة أود تثبيت مسألتين مركزيتين:

الأولى: أن الميادين ومختلف القنوات وأجهزة الإعلام المحسوبة على المقاومة أو التي هي مقاومة حقاً، ترتكز في ترويجها لأعضاء الكنيست على موقف السلطة الفلسطينية ومختلف الفصائل الفلسطينية التي شاركت في أوسلو وإن بدرجات وتقيم علاقات عميقة مع أنظمة عربية هي عدوة حتى للجزء من الشعب العربي الذي تحكمه.

والثانية: إن ما يجب الشغل عليه ومن أجله هو التيار العروبي الذي يدفع باتجاه هدفين حاسمين:

الأول: استعادة مصر لدور الدولة العربية المركزية

والثاني: استعادة الشارع العربي للنضال من أجل القضية العربية المركزية

قضيتان متلازمتان بالضرورة والقطع.

أخيراً، لا بد من إختبار مصداقية كل من ينادي بتحرير الوطن المغتصب.

rbt

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.