فتى العثماني هل ينسق مع الكيان! عادل سماره

فتى العثماني هل ينسق مع الكيان!

د. عادل سماره

نشر أحدهم تغريدة تشكك في حركة القومين العرب بأنهم تصنيع غربي ضد ما تسمى “الأمة” وحقيقة ما يرمي إليه هو طعن العروبة.

بداية في التوقيت، كيف حصل أن وضع هذا تغريدته مترافقة مع:

• هجمة قمع لأحفاد القوميين العرب في الضفة الغربية اي كوادر حتى قديمة من الجبهة الشعبية (مثلا بشير الخيري 80 عاما) ، ناهيك عن تُهم لشباب.

• هجمة الكيان على مؤسسات مدنية بزعم أنها إرهابية ولها علاقة بالجبهة الشعبية

• قطع السلطة برام الله مخصصات الجبهة الشعبية

• دور مؤسسات فتى الموساد في شراء متهافتين كانوا يسارا إلى حد جلبهم بالمال من أمريكا إلى الأردن .

في عالم اليوم لا تحدث الأمور صدفة! وحبذا لم يهتم القارىء/ة بقانون فرعي في الديالكتيك

“قانون الترابط الشامل: اي أن الأحداث والظواهر مترابطة مع بعضها عبر قانون آخر هو قانون التطور الشامل”.

ومن جهة أخرى، من قال أن سفير الكيان في امريكا “لا ينطق عن الهوى” ! فلو أحصينا الأكاذيب في الكون لكان للصهاينة 99 في المئة منها أي بعكس عددهم من سكان العالم ، وأخطر أكاذيبهم أنهم كانوا في فلسطين (أنظر تفنيد ذلك في أبحاث المفكر فاضل الربيعي). وطالما السفير الصهيوني بكل تلك المصداقية لدى فتى العثماني وقوى الدين السياسي التي توجهه، إذن فهو يُجيز لهم اغتصاب وطننا.

وإذا كان السفير صادقاً، أليست هيلاري كلينتون وأوباما ووزير خارجية فرنسا “دوما” وكثيرين أكدوا أنهم خلقوا القاعدة وداعش والنصرة وجميع هذه تفريخات قوى الدين السياسي الذي مركزه تركيا. لذلك فموجة الإرهاب هذه هي موجة جديدة ضدنا اسميها “الاستشراق الإرهابي.”

وإذا كانت الأمور قيد القياس بالأعمال، فالقوميون العرب لهم نضالاتهم لتوحيد الأمة العربية وتحرير فلسطين وحتى اليوم وليس هذا مكان التفصيل.

أما ما يقصده فتى العثماني في ما تسمى “الأمة الإسلامية” ! اين هي؟ فلم توجد ولن توجد أمة على اساس الدين لأنه جزء من الثقافة. والإسلام عربي منبتاً ولغةً وبشراً حملوه لمعظم الكوكب.

إن الدعوة لأمة على أساس الدين هي بوحي وتعاليم وأوامر الصهيونية التي تنادي بدولة يهودية وحتى بدون اي آخرين وهذا يعني أن لهم الحق في دولة يهودية على أرض وطننا. فهل يُعقل أن فتى العثماني لا يدرك هذا؟

ثم ما المشترك بين مسلم في كندا ومسلم في اندونيسيا ومسلم عربي في الجزائر؟ والدعوة لأمة دينية يتقاطع ولو لا مباشرة مع الطرح الوحشي ل هنتجتون الذي يسمي طرحه صراع الحضارات وجوهره صراع الأديان.

ألا يكفينا يا فتى العثماني “صراع الطوائف” وهي كالقبائل إذا حكمت فتكت وإذا هُزمت خانت. وها هي الطوائف حيث فتكت بسوريا وانكشفت خيانتها.

بل ما المشترك بين العربي وبين التركي الذي اهلك الأمة العربية 400 سنة ويقوم بتجديد ذلك؟ أليس التركي هو الذي ألغى الخلافة ؟ كان صادقا لأنها هناك مزعومة.

وبعيدا عن السياسة، هل يعلم فتى العثماني أن نتاج الدعارة تشكل نسبة عالية من الدخل القومي التركي وأن أحد اسباب ممالئة اردوغان لروسيا هو لاستمرار سياحة الدعارة لاغتصاب النساء في تركيا”؟. ولكن لا ننسى أن عقائديي الدين السياسي لهم مساهمات هائلة في الدعارة المغطاة ومنها حتى زواج ومضاجعة الغلمان. أما آن الأوان لفصل هؤلاء عن المؤمنين المقاومين!!!

هل هذه قلعة الإسلام؟ أليست تركيا هي حاضنة جيوش إرهاب الدين السياسي وتوفر لهم “جهاد النكاح”؟

لأختم بواقعتين:

الأولى: في عام 1978 أجرت مجلة امريكية كانت يسارية هي MERIP Report مقابلة مع المشايخ:حسن الترابي ومحمود الزهار وراشد الغنوشي (تلميذ فتى المموساد)، وأجمع الثلاثة على أنهم ليسوا ضد امريكا وأن المشكلة فقط مع “إسرائيل”! فهل هؤلاء أعمدة أمة الإسلام. المجلة تحولت ضد العرب وخاصة بعد استرجاع صدام للكويت وايدت بقوة العدوان 1991 (آمل أن لا يزعل الرفاق الذين لا يحبون صدام) لأن العروبة تجمعنا. أنا كنت أوزع تلك المجلة في رام الله حتى اعتقالي 1979 حيث صورد معظم مكتبتي.

والثانية: عام 2001 دُعيت إلى لندن من قناة الجزيرة ،قبل انكشافها وقيامي بمقاطعتها، وهذا يعرفه مراسلها وليد العمري ومعن الشريتي. كانت الدعوة لنقاش كتابي Epidemic of Globalization مع الرفيق يعقوب دواني ومدير البرنامج خالد الحروب. في المساء دُعينا للعشاء وكنا، أنا نفسي، و د. اسعد عبد الرحمن، و د. ناصر الدين الأسد وسامي حداد وفتى العثماني “أحمد منصور”. ليلتها شرب فتى العثماني من العرق أكثر من الماء أما الراحل ناصر الدين الأسد فأمطرنا بمفردات بذيئة استغربت من كميتها، فوجئت بذلك. أعطيت فتى العثماني كتابي بالإنجليزية وكتابي عن اللاجئين على ان يتحدث عن التطبيع والصهيونية…الخ ولم يفعل شيئاً ولم يرد على اية رسالة؟

ولأن الشيىء بالشيء يُذكر فإن د. ناصر الدين الأسد كان عام 1965 رئيس الجامعة الأردنية وكان رئيس دائرة الإقتصاد السوري رشيد الدين الدكر (الذي اشغل منصب وزير الإقتصاد في أول حكومة الانفصال عن الوحدة مع مصر 1961) ولأنني كنت خرجت من السجن ومُنعت من السفر إلى الجامعة اللبنانية/بيروت قررت الانتقال للجامعة الأردنية، لكنهما رفضاني مع انني قلت لهما إن ما أخذناه في سنة أولى ضعف مواد نفس السنة في الأردنية.

إذا كنت عروبياً فانتبه لهجمة الثورة المضادة ضد هذه الأمة.

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.