(1)
وداعاً رفيق سماح
محمد العبد الله
دمشق – صباح يوم الجمعة 26 / 11 / 2021
مساء أمس ترجل فارس فدائي ثوري، الكاتب والمثقف ” سماح إدريس ” .
غيب الموت بعد صراع مع المرض – لم يمهله كثيراً – مناضلاً وطنياً، قومياً تقدمياً، ومُثقفاً من طراز رفيع، وهب حياته للنضال القومي التحرري ومجابهة الغزو الإمبريالي، الصهيوني ، الرجعي لوطننا العربي.
قاتل بالموقف والكلمة الغزو الصهيوني لفلسطين، وكان أحد أبرز المبادرين والمشتغلين بمقاطعة كل من يدعم كيان الغزاة .
ترأس تحرير مجلة ” الآداب ” وأعطى جزءاً كبيراً من حياته، لتطويرها، وحولها لمنارة ثقافية، تضيء في ملفاتها الشهرية على قضايا التحرر ورموزها المتوهجة.
برحيله، فقدت الحركة القومية التقدمية في لبنان وعلى امتداد الوطن الكبير ، والمقاومة في فلسطين أحد مناضليها البارزين .
وداعاً رفيق سماح ، وسَلّم على من سبقوك من رفاق نضالك، خاصة، من كان أحبهم إليك ،الرفيق القائد ماهر اليماني .
عهداً لك ولكل من فقدناهم في ميادين المواجهة مع الأعداء، سنحافظ على الوصية ونُكمل الطريق حتى نلقاكم .
(2)
بعد صراع مع مرض السرطان رحل الدكتور سماح إدريس (1961-2021) في بيروت يوم 25 نوفمبر 2021.
آمن بالفكر العلمانيّ وتجديد الفكر القوميّ العربيّ والتزام النضال من أجل العروبة وهويتها.
دافع عن فلسطين وقضيتها واعتبرها قضية العرب والإنسانية المصيرية وناضل من أجل مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وشارك في تأسيس “حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان”.
درس اللغة العربية وحاز على ماجستير اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأميركية في بيروت وليسانس في الاقتصاد من الجامعة نفسه، ثم شهادة الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط من جامعة كولومبيا الأميركية.
أحد أركان أسرة “دار الآداب”ورئيس تحرير مجلة “الآداب” (منذ 1992 لغاية 2012) التي أسّسها والده سماح إدريس.
كتب في النقد الأدبيّ وفي القضايا الأدبية واللغويّة والمقالة، في هذا المضمار: “رئيف خوري وتراث العرب” (1986)، و”المثقف العربي والسلطة: بحث في روايات التحربة الناصريّة” (1992). وكان في طور إنجاز معجم عربيّ من ثلاثة أجزاء بعنوان “المنهل العربي الكبير” مستأنفاً مساهمة والده الدكتور سهيل إدريس ومشاركة العلامة صبحي الصالح.
شارك في ترجمة “صناعة الهولوكوست: تأمّلات في استغلال المعاناة اليهوديّة” (2001) و”إسرائيل، فلسطين، لبنان: رحلة أميركي يهودي بحثاً عن الحقيقة والعدالة” (2008) لنورمان فينكلشتاين، و”الماركسية والدين والاستشراق” (2015) لجيلبير الأشقر.
له أربع روايات للناشئة وأحدى عشرة قصّة مصوّرة للأطفال، أهمها:
“تحت السرير”
“حين قرّر أبي”
“أمّ جديدة”
“طابتي الذكيّة”
“الشبّاك”
“الملجأ”
“عالم يَسَع الجميع”
“خلف الأبواب المقفلة”
“فلافل النازحين”
_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.