(1)
أوسلو …. الفساد قبل الميلاد
أتتنا م. ت. ف ببنية فاسدة بطبيعتها. ولذا كان طبيعيا ان تخصم من الوطن ٧٨ بالمئة والباقي قيد المساومة.وعليه كتبت بحثا قبل ٢٢ سنة بعنوان “الاقتصاد السياسي للفساد”. واقصد انه ليس وليد الأرض المحتلة لكنه اخترقها.
واقعة: اذكر حينما كنت في لندن لبحثي في رسالة الدكتوراة حيث عرفت من فلسطيني يعمل مع الجامعة العربية وله تواصل مع مكتب م. ت. ف في لندن اي بالعامية “له رجل إلى هناك”. قال لي جاء قيادي فلسطيني من تونس لعلاج أسنانه وكلف م. ت. ف ثمانية آلاف جنيه إسترليني وكان الجنيه بقرابة ٣ دولار. لم يخطر ببالي سوى القول له: يعني الان في فمه سيارة بي. ام. دبليو. وذهبت نكتة بين الشباب.
التقاني في نشاط السيد فيصل عويضة مدير مكتب م. ت. ف حينها وقال:ليش َمقاطع المكتب وكانت معه السيدة نادية عويضة زوجته حيث اعرفها منذ أن كانت في دار نشر صلاح الدين في القدس في السبعينات. قلت له على سبيل النكتة: يا اخ فيصل تصليح اسناني بدو مرسيدس.
واصلنا الدردشة وذكرت له واقعة مع الرفيق عبد اللطيف عبيد من قطاع غزة كنا معا في سجن السبع ١٩٧١وكان الكيان يأخذنا بين حين وآخر دورات تأديب يعني تعذيب في سجن عسقلان وهو اصلا من هناك أي مجدل/عسقلان . عاد للسجن بعد دورة وسالته: كيف مسقط راسك. فقال قصدك مسقط اسناني. فهل يحظى كل سجين بنفس المعاملة.
(2)
الجسر الجوي الثاني ضد العروبة
كان الجسر الأول أمريكي لإنقاذ الكيان عام ١٩٧٣ من الجيشين المصري والسوري. أما اليوم فالجسر الجوي الثاني لإنقاذ العدو الإثيوبي ليكمل مشروع تعطيش بل إبادة مصر. لم تتغير الامم الجارات الثلاث القديمة تركيا واثيوبيا وحتى إيران . لا نقبل من إيران صداقة مع بعض العرب بالمفرق وتقويض العروبة بالجملة. مساعدة إثيوبيا مشاركة في الحرب ضد مصر مهما كان حاكمها تابعا.
من لم يفهم دور الإمارات كنظام صهيوني عليه أن يدرك الآن ماذا وراء حراكها المحموم إلى انقره وطهران والكيان. ان وراء ذلك ثمرة زقوم بضرب مصر مع التغطية بتدنيس سوريا.
اذا كنت عروبيا مشتبكا تذكر أن يكن موقفك محكوم بمجموع البعد العروبي وليس انحصار في “قن/خم” دجاج قطري.
_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.