تأملات في نهاية العام، عادل سماره

(1)

لاحظت ان اليوم شبيه الأمس وليس ٢٠٢١ ثم ٢٠٢٢. التقيت باكرا بمحاضرة المفكر المميز خزعل الماجدي ملحمة جلجامش” التأريخ والعود الأبدي”. يلفتك الرجل بعلميته الصافية وحرارته وهو يروي علما لا تخيلات. وبمناسبة التزمين بين امس واليوم “نهاية وبداية” لفتني حديثه عن العود الابدي بمعنى او بتأويل ان المقصود العودة للبدايات . وأعتقد أيضا ان المقصود بهذا العود هو تأكيد او محاولة تأكيد الخلود وبأن الزمان متصل ولو شابته تقطعات مما يعني ان المهم ماذا فعلنا بما هو أهم من متى. ف الزمان هو فعل الإنسان في الواقع المادي او ما يسمى في فلسفة الاقتصاد السياسي “نمط الإنتاج”. لذا أشار الماجدي في تاويله لملحمة جلجامش إلى أن خلود الإنسان بعمله.

كم أنصح بمتابعة محاضراته وكم اتمنى ان لا تطاله انياب قوى الدين السياسي التي توقعت ان تذهب لتكفيره وها هي تفعل.

في إحدى محاضراته ذكر هذا المصطلح والذي اهتديت لنحته و استخدمته منذ قرابة ١٥ سنة. لقد اسعدني هذا التلاقي.

واحزنني ان يكون العراق أعرق حضارة البشرية مدنسا من حوافر الرقاب الحمراء read nicks

(2)

حضرت الضحايا المفترضة …فغاب الإرهاب!!!…كيف؟

احتفلت المسيحية في المشرق والعالم بعيد الميلاد المجيد واحتفلت البشرية بأكملها براس السنة الميلادية.

لن نتحدث عن أعياد اليهودية في الكيان لأن كثيرين سيقولون بأن الكيان محصن أمنياً!!! فلنتجاوز عن هذا.

جميل أن كل هذا الإزدحام والتدفق للشوارع وفي الليل بملايين لا عد لها وفي بضع ساعات في الكوكب بأجمعه. ومع ذلك “وهذا رائع” لم تحصل اية عملية إرهابية! أليس هذا غريباً؟ هل اصبح الإرهابيون إنسانيين وحمائم سلام؟ لقد شهدنا عمليات إرهابية في العديد من المناسبات الدينية والطائفية في الوطن العربي والعالم الإسلامي سواء في المساجد أو التجمعات أو الشوارع…الخ.

هل يعني هذا صحة ما نعتقد بأن العشرية الحالية هي “عشرية الإستشراق الإرهابي” أي أن هذا الإرهاب هو تصنيع المركز الراسمالي الغربي وتمويل وتجنيد وتسليح انظمة التبعية العربية النفطية وأن رجالها من قوى الدين السياسي؟ وأن هدف هذا الإرهاب هو الإسلام من حيث التشويه وصولا إلى تصفية الأمة العربية وبعض فقراء العالم كما في إفريقيا؟

هل السبب أن هذه أوامر وتخطيط القيادة الراسمالية المخابراتية الغربية مصممة “الاستشراق الإرهابي Terrorist Orientaliam” من جهة والتزام القيادات الإقليمية للإرهاب بالأوامر سواء في قطر، تركيا ،السعودية الإمارات…الخ.

لا أطرح هذا كقرار أو افتراض ولكنه أمر للتساؤل والتحليل. ليس لدي استنتاجاً قاطعاً، ولكن:

من هي القوة القيادية كونية أو كوكبية السيطرة والتحكم بحيث تضبط هؤلاء الإرهابيين ضبطاً كهذا؟ .

ملاحظة: صورة لالإرهابي الابيض جون ماكين يهندم إرهابي إسلامي.

(3)


تمنوا مثلكم وتمنيتم كثيرا. للكل جمال الحلم لكنه لا يخفى الواقع الصلد فهو لا يتغير بذاته ولا عبر يوم اسمه الاخير وآخر اسمه الأول اذا صح التوقيت والتزمين. نعم سيبقى اللص لصا والقاتل قاتلا والمستوطن مستوطنا والمطبع مطبعا والراسمالي جشعا والامبريالي يقرع كأس الدم باختها ويبقى الخائن خائنا… وتبقى ضحاياهم بين بؤ س وحلم الصد والرد.

علمتني جيوب المقاومة وما اشرفها فهي حين ينكسر الجميع تشاغل وتهارش العدو كي لا يلاحق الجميع كي يتمكن الجميع من إعادة تجميع نفسه ويشتبك مجددا. على قلتنا نحن جيوب المقاومة نشتبك كل يوم في امتداد لا اول يوم فيه ولا آخر ويكفينا شرف لجم تقدم العدو باصنافه كي لا يثب من جسدنا إلى روحنا.

لذا قبل أكثر من ألف عام بتزمين غير هذا خط لنا ابا الطيب المتنبي:

عيد بأية حال عدت يا عيد… بما مضى ام لأمر فيك تجديد”

تمتعوا بالحلم واحتفلوا ونحن سنواصل حراسة القلعة ورعاية والروح.

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.