25 أيار ذكريات رحيل الوالد والسجون، عادل سماره

أولاً: حُرِّرت من المعتقل لدى النظام الأردني يوم 11 نيسان 1965، وكما ذكرت في جزء آخر من مذكراتي، أُعيد اعتقالي من مخابرات النظام الأردني بعد اربعة ايام حيث كان النظام قد شنَّ عملية اعتقال اجتثاثي لكل من حركة القوميين العرب ,;KJ LK KTS HGJK/DL وحزب البعث العربي الإشتراكي. لن أعيد شرح ملابسات الاعتقال والتحقيق والتعذيب لنا جميعاً وانتهائنا بعد ذلك في سجن المحطة في عمان.

في عصر يوم 25 أيار 1965، نادى الشرطي على اسمي. هذا النداء، وفي هذا الوقت، لم يكن يعني سوى إعادتي إلى التحقيق في زنازين العبدلي في عمان نفسها. وكنت اتوقع ذلك لأن مدير المخابرات حينها محمد رسول الكيلاني، كان يرسل لي رسائل تهديد مع من يُغادروا الزنازين إلى سجن المحطة:

“قول لرسول الغرام أننا لم نُنهي معه”.

وكما قلت سابقاً، أجلسني ضابط الجيش إلى جانبه في سيارة لاندروفر وطبعاً قلت لنفسي: “معاملة حسنة كي أُصدم حين اصل الزنازين.

أخبرني الضابط أن والدي قد تُوفي.

وصلت القدس ومن ثم رام الله وأخيرا إلى القرية.

كان والدي مُسجَّى في غرفة صالون المنزل يحيطه ربما كل أهل القرية.

إنحنيت عليه وقبَّلته وجلست متماسكاً مع الحضور الذين يمتلىء بهم البيت.

كان يجب تأجيل الدفن إلى اليوم التالي كي يحضر الناس من القرى الأخرى.

وقفت بجانب النعش والقيت كلمة ، وكان الفراق الأبدي.

ثانياً: وتكرر التاريخ نفسه ولكن في سنة أخرى.

كان ذلك أيضاً يوم 25 ايار 1979 حيث حُرّرت للمرة الثانية من سجون الكيان بعد ستة اشهر من الاعتقال بتهمة عضوية قديمة في تنظيم فلسطيني.

لا زلت اذكر انني كنت الأصغر سناً في معتقل رام الله في نيسان 1963 في فترة الحكم الأردني حيث اعتقلت لمشاركتي في مظاهرات تطالب بضم الأردن للوحدة المصرية السورية العراقية، وحينما حُرِّرت عام 1979 كنت الأكبر سناً في نفس معتقل رام الله.

الوالد في الصورة الأولى وأنا خلفه، كانوا في القرية يسمونه الطويل وبجانب الصورة الآخر الشاب ذو الشعر الأجعد هو الرفيق جميل سماره وبجانبه الرفيق أحمد الجمل ، وفي الصورة الثانية صورة الوالد في الكفن وأنا اضع إصبعبين من كفي إشارة إليه، والصورة الثالثة لبقايا بيتنا الذي هدمه الاحتلال يوم 17 ديسمبر 1967 إثر اعتقالي يوم 15 ديسمير 1967 وجرف حجارته بعيدا عن القرية كي لا يراها السواح ولكن لصوصا سرقوا جميع حجارته العتيقة، والصورة الرابعة لبيتنا الذي ابتنيناه مكانه بعد أن منعني الاحتلال من إعادة البناء ل 13 سنه، والصورة الخامسة للوالد حيث كان يعتني جدا بشاربيه.والصورة السادسة لبقايا بيتنا (يظهر منه القوس) وهو جزء من “حوش” العائلة وتبدو البوابة الكبيرة كمدخل.وهو بيتنا الآخر الذي هدمه الاحتلال يوم 19 آذار 1969 إثر اعتقال أخي محمود وطبعا سرقوا حجارته.

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.