انتبهوا انتبهوا نحن الرفض الفلسطيني، محمود فنون 

الشعب العربي الفلسطيني يناضل وبكل الوسائل ومنذ بدايات بدايات تهويد فلسطين ، وحتى الآن. 

والحركة الصهيونية تنفذ مشروعها منذ بدايات البدايات وحتى الان. 

والصراع كان ولا زال  محتدما ويتعلق بالارض والاقتلاع والتهويد والقمع والترحيل الداخلي والترحيل الخارجي .أ​​ي هو منذ البداية صراع وجود بوضوح وبدون أي لبس . 

إما أن ينجح مشروعهم ( وهو الآن يتقدم ) أو نطردهم من أرضنا ونحن لا زلنا نناضل لتحقيق هذا الهدف.  

هذه هي المعادلة بوضوح ، ولم تنجح كل محاولات طمسها على يد العدو الخارجي ولا على يد العدو الداخلي المكون من الرجعيات العربية والفلسطينية والمتآمرون الفلسطينيون الذين يتشدقون بالتسويات السلمية التي تحفظ الوجود الإستيطاني الصهيوني وتعززه ، وتحاول طمس الرؤيا الجذرية لعروبة فلسطين والمساس بعقلية الرفض الفلسطيني والعربي . 

لقد مارس الشعب العربي  الفلسطيني كل أشكال النضال بما فيها الثورة المسلحة ودافع عن شعاراته الوطنية وبكل الوسائل والسبل . 

ولكنني اسجل ما يلي : 

كل أشكال المقاومة الفلسطينية ابتداء من حرق المستوطنات في بدايات القرن العشرين والمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات والعرائض والبيانات واطلاق الرصاص والانتفاضات الشعبية والمسلحة كلها تشترك في شيء واحد وعبرت عنه بوضوح وهو ” رفض الوجود الصهيوني على أرض فلسطين العربية “، وذلك في سياق مقاومته ومحاولات افشاله . 

إن التصريحات النارية التي سمعناها هذه الأيام وعلى ألسنة ناطقين متنوعين بخصوص الأقصى والقدس هي كذلك تعبير عن الرفض الفلسطيني وربما في حدود هذا التعبير . 

إن المرابطين في الأقصى والقدس والذين يشتبكون يوميا مع العدو بأشكاله هم حالة وطنية فلسطينية مناضلة وتعبر عن الرفض الفلسطيني لانتهاك الأقصى والقدس وفرض الحالة الصهيونية عليها . 

إن كل مواجهة دفاعا عن قطعة أرض قرر العدو تهويدها هي تعبير عن رفض الوجود الصهيوني وسياسة قضم الأراضي وتوسيع الإستيطان . وكل احتجاج على قتل العدو للمواطنين الفلسطينيين كذلك وعلى هذا المنوال . 

لماذا لا زالت نتيجة نضالنا في حدود الرفض ومنذ البدايات حتى الآن ؟ 

هذا يحتاج لدراسة نقدية لمسار الكفاح الفلسطيني وظروفه الذاتية بشكل خاص والموضوعية بشكل عام ، وهذا مررت عليه في دراستين وواحدة تخص ثورة 1936-1939 مقدمات ونتائج والثانية تتعلق بالقيادة الفلسطينة منذ تشكيل اللجنة التنفيذية العربية  مرورا باللجنة العربية العليا والهيئىة العربية العليا ثم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي كذلك تحولت لأداة ضد الشعب الفلسطيني . 

إنني أقدر كل تضحية عبرت عن هذا الرفض وأدين دور كل القيادات التي تطربشت على نضالات الشعب الفلسطيني وأهانته وبددت نضالاته ، وأدين دور السلطنة العثمانية منذ عهد السلطان عبد الجيد ومن بعده وحتى الآن في عهد أردوغان أداة الإمبريالية والصهيونية ورأس حربتهما في المنطقة . 

وأدين الحكام العرب الذين في غالبيتهم تساوقوا مع برنامج تهويد فلسطين وبعضهم أيده وبعضهم لم يتورع عن التواطؤ معه ودعمه وخيانة الشعب الفلسطيني ونضاله بل وضرب مقاومته. 

والدور الإمبريالي القذر للدول الأوروبية وأمريكا الذين نظموا  للبرنامج ودعموا تأسيسه خطوة خطوة حتى يومنا هذا . 

كل هذا العدو كان يتربص بنضال الشعب الفلسطيني في كل مراحل الكفاح ولا زالوا . 

ولم تكسر هذا السياق سوى المقاومة اللبنانية التي حطمت وجود العدو واعوانه في الجنوب اللبناني وطردتهم شر طردة . 

هذا هو النموذج المقاوم الوحيد الذي يحتذى وتحتذى تجربته وتجربة حاضنته التي تمثلت بسوريا وإيران . 

لا بد من صحوة عربية يفجرها محور المقاومة وقوى فلسطينية مرتبطة به وملتزمة بخط التحرير والنصر حتى دحر العدو عن أرضنا وسحق كل من عاونه بالكلمة والتنسيق الأمني والخيانة والتطبيع الذي هو ذروة من ذرى الخيانة والتآمر والعداء للشعب العربي الفلسطيني. 

وتلتف حوله جماهير الأمة العربية وتناضل ضد حكامها وسياساتهم المعادية للامة والقضية. 

والشعب الفلسطيني وهو الحربة المقاومة الرافضة وبشكل يومي وفي مجابهة دائمة مع الإحتلال وكل ممارسة من ممارساته ، حيث كل ممارسة هي تهويد بدون لبس أو ابهام . 

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.