عادل سمارة سبقنا جميعا فيما يخص “ظاهرة” عزمي بشارة. أدرك بذكاء وحس أصيل في وقت مبكر يعود إلى أزيد من عقدين أن بشارة مشروع شخصي لا يهمه أين يكون في سبيل تحقيق مآربه. وأدرك بعمق نادر أن الرجل لا يقدس إلا مصلحته الشخصية التي لا يستطيع أحد أكثر من الاستعمار وذيوله أن يلبيها.
وعلى الرغم مما يمكن قوله بخصوص بشارة، وهو كثير بالطبع، إلا أن الرجل ساهم في كشف معدن المثقف/ الأكاديمي الفلسطيني بكل جدارة.
اتضح بسبب “جهود” بشارة أن المثقف الفلسطيني معروض للبيع بأثمان بخسة لمن يرغب في دفع الثمن.
أحيانا يكون الثمن، لكي نختنق أكثر، بضع سفرات هنا وهناك لا تغني ولا تسمن من جوع.
قبضة المال بوصلة المثقف التي لا يحيد عنها. والمصيبة انه ماهر في خداع الناس وتسويغ صفقاته الرخيصة. فلا يكتفي ببيع نفسه لوحش الاستعمار واذنابه بل يسهم بقوة في فقدان الجماهير كلها للاتجاه.
بعضهم، يا للهول، يتحول إلى طبال في بلاط بشارة، يتوهم نفسه المتنبي مادحاً سيف الدولة. لكن سيف الدولة، مهما كانت فكرة المديح ممجوجة، بطل محارب على امتداد العمر. أما عزمي بشارة فهو أهم المروجين للسياسة الاستعمارية وجهودها الرامية إلى تقويض أية مشاريع كفاحية عربية.
يبقى الأمل موجوداً في القابضين على الجمر من الشرفاء المقاتلين بالسلاح والفكر على السواء. ومهما برع بشارة في اصطياد ضعاف النفوس، فإن هناك في شعبنا وأمتنا ذخيرة لا تفنى من المناضلين الثوريين الحقيقيين.
صباحكم أمل مقاوم يقبض على الجمر ولا يساوم.
_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.