رسالة الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل الى قمة الشعوب
(الموازية لقمة الامريكتين / المترجم). 10 حزيران يونيو 2022.
عزيزي مانولو ، ايتها الرفيقات وايها الرفاق المشاركين في قمة الشعوب:
لم أخطيء عندما قلت أنني لن أكون موجودا في قمة الأمريكتين، و لكن صوت كوبا سيكون موجودا هناك.
أنتم صوتنا. و قد كانت الثورة تعرف ذلك بشكل واضح دائما: هناك حيث الحكومات ترفض اعطاءنا الكلمة، سوف تتواجد الشعوب لتمثلنا، ولتتحدث باسمنا.
هكذا كان الأمر منذ زمن وزارة المستعمرات (منظمة الدول الامريكية / المترجم) ، حكومات دفعتها الامبراطورية حتى لقطع علاقاتها مع كوبا، و اطاعت اوامر السيّد، باستثناء المكسيك المشرف .
من هذا الفهم ، ولد معهد الصداقة الكوبية مع الشعوب ” إكاب”.
إن التضامن ليس مبدأ لا يتجزأ من الممارسة الثورية فحسب. بل و إنه أروع سلاح بيد الذين يؤمنون بسلطة الجماهير، وبالقوة الزلزالية التي تختزنها الشعوب المعبئة و بالنضال الملهم في سبيل العدالة الاجتماعية.
حيثما توجد شعوب تخوض النضال، فان كوبا ستكون هناك دائما. وحيثما تتواجد كوبا ستتواجد الشعوب المناضلة.
ان نضالنا المشترك اليوم ، يشكل امتدادا لنضال على مدى قرون أخرى، و قد كلف اراقة دماء خيرة أبناء الوطن الكبير (امريكا اللاتينية / المترجم). إنه مُوجّه ضد محاولة جارنا الجبّار (الولايات المتحدة الامريكية / المترجم) لفرض الاستعمار من جديد على أراضينا في القارة الأمريكية. إنه مُوجّه ضد روح عقيدة مونرو، التي لا تزال تشكل الدليل و النظرة السياسية للولايات المتحدة تجاه منطقتنا.
إنه نضال ضد سياسات الامبراطورية التي تعتمد على فرض العقوبات و معاقبة الحكومات التي لا تخضع لها. إنه موجه ضد مساعي الساسة الأمريكيين في تنصيب انفسهم شرطة و قضاة علاة ، مُصِرّين على اقرار من ينبغي عليهم أن يكونوا حكامنا و حتى مجتمعنا المدني.
كانت كوبا أول بلد أمريكي لاتيني تمّ اقصاؤه عن التحالفات في هذا النصف من الكرة الأرضية بسبب تمرُّدها على الامبراطورية. حاولت بلدان أخرى تحقيق ذلك سابقا و فرضوا عليها الانقلابات،والدكتاتوريات، والشركات الارهابية عابرة القوميات مثل عملية كوندور.
لقد طردوا كوبا من منظمة الدول الامريكية وسلخوها عن محيطها الطبيعي، ومولوا الغزوات و ما زالوا يمولون الاعتداءات المتنوعة ضد الثورة. إننا نتشرف ببقائنا على قيد الحياة بعد 63 سنة من الحصار و لما فيه من عار على تلك الامبراطورية الجبّارة، وهي أكبر من جزيرتنا بـ 30 مرة، إننا نقف بين بلدان هذا النصف من الكرة الأرضية، التي لديها أفضل مؤشرات في التربية ، والصحة و التطور العلمي الذاتي.
اليوم وبعجرفة تتم معاقبة فينيزويلا التضامنية، ويسرقون مدخراتها و أصولها في الخارج و يتجاهلون حكومتها الشرعية. و ينقضّون بشراسة على رقبة نيكاراغوا، التي حاولوا الاستيلاء عليها مرارا على امتداد التاريخ، و ذات مرة أخضعوها بدكتاتورية كانت واشنطن تتبنّاها بشدة.
إن الشعوب تعرف. ولديها ذاكرة. الشعوب التي عقدت القمة التي حاولت الامبراطورية منعنا من حضورها، و أيضا الحكومات صاحبة الكرامة، التي لم تبتلع الاستنكار و تحدثت نيابة عنا، الجميع يفهم أنه كان في السابق يوجد بلد واحد تحت العقاب ، اما الان فتتم معاقبة ثلاثة بلدان و غدا سيصبح عددها عشرة، و لكن إذا ما الشعوب رصت الصفوف ، فلن يمر العملاق ذو الفراسخ السبعة (حسب تعبير خوسيه مارتي في اشارة الى الولايات المتحدة الامريكية ـ المترجم) الذي يحوم في السماء و هو يبتلع الكثيرين.
بفضل هذا الفهم، لم تكن قمة الأمريكتين التاسعة ما كان يسعى إليه منظموها بالضبط. و قد حضر التضامن دون دعوة، حيثما كانوا لا يريدونه.
لذلك اطلب منكم أن تبلغوا اصدق شكرنا لحكومات المنطقة التي عارضت بشدة اقصاء كوبا، وفينيزويلا و نيكاراغوا عن قمة الأمريكتين.
و يستحق عِرفاننا الخاص الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، و رئيس وزراء سان فيسينتي و غراناديناس، رالف غونسالفيس، و رئيس بوليفيا لوسيو أرسي و رئيسة هوندوراس، سيومارا كاسترو، و العديد من الزعماء الآخرين و رؤساء الوفود الكاريبية و الأمريكية اللاتينية الذين رفضوا خلال القمة نفسها، اقصاء كوبا و الحصار الاجرامي ضد شعبنا.
أمريكا الشمالية ليست العدو.أمريكا الشمالية بعمالها، بشعوبها الأصلية، بالمهاجرين، الذين يتم اقصائهم أيضا، ، ليس مرة واحدة، بل كل يوم، من قبل امبراطورية السوق الجائرة، هذه أمريكا الشمالية، التي تظهرونها لنا، ثائرة وندِّيَّة، بنّاءة و تضامنية، ، إنها لا و لن تكون أبدا هي العدو.
شكرا للإخوة و الأخوات لاظهار ما أرادت الامبراطورية أن تخفيه و تحجبه على امتداد زمن طويل .
شكرا لاعطائكم الصوت للذين تم اقصاؤهم. شكرا لرسم الأفق بالآمال. شكرا لأنكم تؤكدون لنا من جديد أنه من الممكن تحقيق عالم أفضل.
النص باللغة الاسبانية على الرابط
_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.