أهلاً بالمانيا”عدونا الصاعد، د. عادل سماره

  • الظهور المنحنية ، لا السنابل المنحنية، تغري بالامتطاء

البلدان والأحزاب والمثقفون ذوو الهشاشة هم قوة جذب للاستعمار.

في بداية الغزو الجديد تحت تسمية “منظمات غير حكومية اي الأنجزة” كان المستعمرون الغربيين يبحثون عن من يقبل التعامل معهم تحت غطاء الأنجزة حيث لم يكن الغرب قد تمكن بعد من أخفاء وجهه الخطير والقاتل، ، إلى ان اكتشف الغربيون عددا كبيرا من المثقفين/ات الجاهزين لذلك ووصل هؤلاء إلى التنافس على الاستجداء وبالتالي راجت صنعة كتابة أل “بروبوزال- طلب تمويل” إلى كل من لديه مالاً مسموماً أي من الغرب والنفط وحتى الشرق! فكانت ألمانيا من المستجيبين. وذلك:

• لأن المانيا لها اقوى اقتصاد في اوروبا

• لها خبرة استعمارية ونازية بالطبع فتكره العرب وتتوسل وتتذيَّل للصهاينة

• يتجمع فيها كثير من المثقفين العرب الذين تحولوا إلى مروجين للبرالية والنيولبرالية وبالتالي تخارجوا عن اي اهتمام عروبي بل اصبحوا معتاشين على هوامش المؤسسات الإستشراقية الألمانية بما في ذلك الاسشراق الإرهابي. لن اذكر منهم الأحياء، فربما “يخجلوا” ولكن اذكر الراحلين:صادق جلال العظم.

• يتهافت موظفو الأنجزة العرب وخاصة الفلسطينيون على استجداء التمويل، ويصلوا إلى انشقاق انجوزة جديدة عن قديمة مع انهما من نفس الاتجاه وخاصة ال “يسار”! (التفريخ مش عيب) في رام الله أمثلة.

• يدعم كل هذا ما يسمى اليسار الألماني وخاصة حزب “ديلنكه” الماركسي النازي! وأداته مؤسسة روزا لكسمبورغ كأداة استعمارية صهيونية بامتلاء وهذه أخطر من انجوزات اليمين الألمانية مثل فريدريش إيبرت…الخ.

• نادراً ما يتم نقد الأنجزة مما يشجع الأنجوزات المحلية والأجنبية على التغوُّل في تخريب العقل والوعي الجمعي العروبي وصهينته.

• يكتفي مثقفون بنقد تمويل الإمبريالية والخليج لغزة ورام الله اي لليمين ولا يتكلمون عن تمويل اليسار!

نعود إلى ألمانيا، فاليسار الألماني ابتهج ب “الثورة” السورية ومعه كثير من اليسار الفلسطيني والعربي فازداد الغزو التمويلي الثقافي الألماني وخاصة في الأرض المحتلة ولبنان والأردن. ففي 26-27 -28حزيران عام 2009 تعهد مقاول انجزة من اليسار الإستعماري الألماني مدير مؤسسة “روزا لكسمبورغ” بأن يوحد اليسار الفلسطيني فعقد لهم مؤتمرا كلفه عشرات آلاف الدولارات في مبنى الهلال الأحمر في مدينة البيرة. وصدف أن ذهبت هناك.

تحدث مدير الأنجزة الألمانية “بيتر” بشكل استشراقي كولونيالي “استعماري” ووجه لليسار المدعو نقدا حاداً من ضمنه أنهم يزايدون على السلطة وأن الفساد مستشريا بينهم…الخ . وبالصدفة بعد أن اكمل حديثه جلس إلى جانبي حيث لا يعرف اياً منَّا الآخر. فكتبت له:

“طالما انك نقدي إلى هذا الحد، فكيف لك أن تمول هذا اليسار الفاسد؟ أنا أعتقد أن منظمتكم كولونيالية/اي استعمارية”.

فكتب لي:

“المشكلة أن الآخرين لا ينظمون أنفسهم” (انظر كنعان، العدد 139 تشرين أول 2009 ص ص 8-12.

وعبارته هذه ترديد لعبارة ماركس “الذين لا يمثلون أنفنسهم… يمثلهم غيرهم”

الأخطر ان اليسار الألماني بما هو مصاب بالعنصرية والنازية الاعتذارية للكيان اندلق على الكر-صهاينة السوريين بالتمويل والضخ الثقافي والإعلامي زعما ان “دولة اشتراكية ستقوم في الجزء من سوريا الذي تحتله “قسد” هذا مع أن 90 بالمئة من الكرد السوريين هم وافدون بعد ان ذبحتهم تركيا قبل قرن، وبالتالي مقابل الاحتضان لهم اليوم يحاولون اقتطاع الأرض التي حمتهم. للمقارنة، قارنوا بين وفاء الأرمن وخيانة قادة الكرد.

معروف أن كتلة ما يسمى “ثوار” 17 تشرين 2017 ومن ضمنها الحزب الشيوعي اللبناني قد تمولت من منظمات الأنجزة.

اليسار الألماني الذي يغزوا بلادنا هو يسار الناتو حيث يقف مع الإمبريالية ضد روسيا! وهذا يعيد إلى الأذهان التحالف السري العميق بين النازية والدول الغربية قبيل وخلال الحرب الإمبريالية الثانية حيث كان هدف الجميع تدمير الاتحاد السوفييتي. وهذا اليسار من ضمن 42 حزبا شيوعياً في العالم تقف عملياً لصالح الناتو!

ولأن منظمة الأنجزة “روزا لكسمبورغ” تنشط بشكل خطير في الأرض المحتلة وكثير من البلدان العربية نورد لكم موقفها من الحرب الدفاعية الروسية ضد الناتو:

“نشر موقع «روزا لوكسمبورغ» (وهو مركز الأبحاث التابع للحزب اليساري الألماني) افتتاحيّةً تعبّر عن حال اليسار الأوروبي اليوم. بعد أن يلوم الكاتب مختلف تيارات اليسار ويقرّعها لأنّها لم تفهم خطر روسيا بشكلٍ كافٍ في الماضي، ينتهي إلى خلاصةٍ بأن «الناتو» اليوم قد أصبح بمثابة «تحالفٍ دفاعيّ معادٍ للإمبرياليّة».

فهل هناك تخريب للوعي الجمعي الإنساني اكثر من إعتبار “الناتو” الدموي تحالفاً دفاعياً ضد الإمبريالية اي المقصود روسيا ومن ورائها الصين؟

هل هناك أخطر على الوعي من تزييف كهذا حيث اصبح الناتو منظمة ثورية!

ملاحظة: حين استقبلت ستة منظمات أنجزة محلية صهاينة باسم التضامن مع هذه الأنجوزات، كتبنا نقدا عليهم فغضبوا. جميل هذا، لقد أكدت محاكمتي عن التطبيع أن كشف الحقائق للناس هو الأجمل في زمن قبيح الوجه.

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.