الرد السوري على العدوان، محمود فنون

26/6/2022م​​

سوريا تحارب على جبهات عدة  خارجية وداخلية وكل عدوان عليها او على جيشها ومدنها وقراها ، يثير حقدنا على العدو وكما يثير ألمنا. ويثير حقدنا والمنا أكثر فأكثر ما يحصل من قصف صهيوني بين الفترة والاخرى .

ومن المعلوم أن العدو الإسرائيلي شريك أساسي في الحرب على سوريا إلى جانب أمريكا وتركيا وكل قوى العدوان .

ولكن عقلية الثأر فينا تدفعنا لتوقع رد فعل سوري على إسرائيل خصوصا، وهذا حقنا .فاسرائيل معتدية على سوريا وإيران في سوريا وخارجها وعلى فلسطين وعلى كل الأمة العربية . وهذا هو دورها منذ تأسيسها في منطقتنا  كرأس حربة للاستعمار الغربي في بلادنا.

ومع أن إسرائيل تعتدي على الاراضي السورية  بالطيران من الأجواء اللبنانية أو بقصف صاروخي أو بأي شكل ، ومع أن دفاعات الجو السورية تتصدى للعدوان ، إلا أننا نشعر بالغضب من عدم اتخاذ رد فعل على اسرائيل نفسها وقواتها ومؤسساتها :

من عدم موازاة العدوان برد فعل مناسب ، ومن روسيا التي نفترض أن من واجبها ردع العدوان الإسرائيلي على سوريا .

ونوازعنا تجعلنا نتجاهل أن سوريا تهاجم وتدافع على عدة جبهات في آن واحد ، وأن العدوان منتشر ومتجذر بشكل عميق يصعب اجتثاثه بعملية عسكرية واحدة بل هو سياق من العمليات العسكرية الدائمة حاليا بالإضافة إلى مجابهة الآثار المدمرة للاقتصاد والبنية التحتية والمجتمعية التي طالها كلها دمار كبير.

سوريا ليست دولة عظمى وموارد عظمى وهي ساحة حرب منهكة منذ ما يزيد على عشر سنوات ، حرب تدميرية على كل الصعد . ولا زالت قيادتها السياسية صامدة ومصممة ولا زال جيشها وقواها المختلفة موحدين في مجابهة العدوان الاطلسي الغاشم  ويتقدمون وهذه نقطة أساسية .

وها هي تركيا تهم بفتح جبهة جديدة تزيد الامر سوءا على سوء. علما أن العدو التركي يشكل رأس حربة الناتو في هذا العدوان وله أطماعه الخاصة في الجغرافيا والموارد وتثبيت العدوان واطالته أكثر فأكثر ويفعّل كتائب اعوانه في مجال النهب وزعزعة الأمن وتشديد الحرب .

وإذا تصورنا ساحات المعارك المتعددة الدائرة على الاراضي السورية فإنه يصعب علينا تحديد أين تكون الضربات الرئيسية وعلى ماذا يتوجب أن تركز القيادة السورية قواتها وسلاحها لاستخدام طاقاتها  المحدودة المتوفرة بأعلى درجات الكفاءة وتحديد خيار الأولويات  .

ونحن دائما نطالب الحليف الروسي والإيراني بدعم أكثر فأكثر لأهمية سوريا للحليفين ولموقعها في المنطقة عموما والمنطقة العربية خصوصا  ولدورها المركزي في حلف المقاومة العربي والشرق أوسطي ومجابهة إسرائيل. وكي لا تصبح ميدانا لعصابات متناحرة تجعل من سوريا مستنقعا للإرهاب الدولي الرجعي خصوصا .

والواقع يطرح أسئلة حارقة :

هل الجبهة الجنوبية جاهزة لردع عدوان عسكري اسرائيلي فيما لو قررت اسرائيل وحلفاؤها اجتياح أراضي سورية ؟

هل سوريا جاهزة لرد عدوان من جهة الاردن أو منع تسلل قوات معادية ؟

هل سوريا مستعدة لرد الغزو التركي الذي يستهدف الشمال السوري؟

وهل سوريا تجري الاستعدادات اللازمة لتحرير إدلب والشمال؟

هل سوريا مستعدة لمنازلة أمريكا في التّنف وما حولها ؟

وبعد الأسئلة عن مختلف الجبهات: ماذا عن الجبهة الداخلية لجهة تأمين الموارد وتلبية احتياجات الحياة للناس ؟

إن دروس العراق وليبيا واليمن ماثلة في الأذهان . ونرى أنها ماثلة في أذهان الجماهير السورية ويجب أن تظل ماثلة كي يتعزز الصمود السوري وتظل سوريا قادرة على رد مختلف أشكال العدوان وتنتصر مهما على الثمن وننتصر مهما على الثمن .

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.