المؤتمر القومي العربي: دورة 31، عادل سماره

أود تكرار ما كتبته قبل 20 سنة بأن “القومية الأكاديمية والقومية البرجوازية لا تكفي. المطلوب قومية الطبقات الشعبية القومية الكامنة. قد تتضمن نوايا حسنة، ولكن الأمر والأزمة أكثر تعقيداً.

ليست هذه قراءة موسعة وليست كافة الملاحظات ولكن:

اولاً: هل يعقل أن تكون الدورة ضد التطبيع ولا تتم الدعوة والموقف ضد كافة أنظمة التطبيع بوضوح! بل اقتصر المطلب على إلغاء “اتفاق إعلان المبادىء/أوسلو” .صحيح ان هذه فراخة التطبيع، ولكن منذ كامب ديفيد، وبعد أن فُصل نظام مصر من الجامعة العربية ثم أُعيدت الجامعة لنفس النظام، من حينه فإن كل نظام عربي طبَّع مع نظام مصر وكل حزب وكل مثقف هم/ ن تطبيعيون. وهذا ما نراه اليوم بأن الأكثرية تلهث لتتويج الكيان كمندمج هيمنة على الأمة.

ثانياً: في الفقرة الأولى الحديث عن الوحدة العربية. جميل، ولكن أُردف “مع الحفاظ على الجامعة العربية”! وبينكم من عرب سوريا وليبيا والعراق ، الذين على الأقل يجب أن يرفضوا جامعة دعت الغرب العدو لاحتلال بلدانهم! فهل يمكن ترقيع مؤسسة عدوة للأمة كهذه؟

ثالثاً: وهل حقاً تعتقدون أن الفشل ستحله النخب؟ أليست النخب العربية مثابة قشور لا نخب؟ أليس الفشل في فشل حركة التحرر العربية وفي عجزها عن استعادة وعي الطبقات الشعبية العربية من فايروس “الدين السياسي”؟

رابعاً: كيف يمكن تأكيد ما اسميتموه “الاستقلال الوطني والقومي… مع التأكيد على النضال السلمي!. يفهم المرء أن انظمة بلدانكم تمنع اي خطاب يؤمن بالكفاح المسلح، ولكن، أليست الدعوة للنضال السلمي هي لخصي الوعي! كان يمكن رفض التكفير والإرهاب. فالنضال ضد أنظمة الوطن العربي لا يمكن سوى بالعنف الثوري الطبقي خاصة. لا اريد أن اناقش مواقعكم الطبقية. هل “ناتو” ملك الأردن يُواجه سلمياً.

خامساً: اي استقلال وطني وقومي؟وخاصة بعد أن تمت تعرية نظريات “ما بعد الاستعمار” !

سادساً: كيف يمكن الحديث عن تنمية مستقلة في ظل وجود أنظمة غير مستقلة؟ إن التنمية الوحيدة الممكنة في بلداننا كمحيط هي فقط التنمية بالحماية الشعبية وليست التنمية الدولانية لدولة تحكمها طبقة راسمالية الكمبرادور. ومن التنمية بالحماية الشعبية إلى فك الإرتباط ومن ثم إلى الإشتراكية.

سابعاً: لماذا لا تتم الدعوة لمواجهة “قيصر امريكا” بالمقاطعة التامة من الشعب العربي لثلاثي العدو: الكيان، أنظمة عربية تطبيعية وأنظمة خارجية تطبيعية. تذكرت عام 2000 انني طرحت المقاطعة ورفض التطبيع الثلاثي هذا فكتب أحد ورثة عزمي بشارة في دشمق مستهجنا، ثم عاد وكرر الموقف وكأنه أنتجه. أقصد من اسميته “فتى المحرقة”.

ثامناً: كان الحد الأدنى على الأقل فيما يخص ليبيا ان يكون الموقف: “فلتُرفع يد الأمم المتحدة التي احتلت ودمرت ليبيا عن التحكم بحاضر ومستقبل ليبيا”.

لا يسع المرء إلا أن يبارك اي نشاط عربي وعلى مستوى جغرافيا الوطن، ولكن لماذا لا يكون على مستوى المهام التي يتوق لها الشعب.

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.