6/7/2022م
من زمان طويل ولازمة ضرورة توحيد اليسار الفلسطيني مطروحة في خطاب ما تسمى بقية اليسار الفلسطيني .
وهو مطروح في أدبيات هذه الفصائل وبرامجها ومطروح كذلك في خطاب أطرها الجماهيرية.
ومن زمان طويل وحتى الآن لم يتوحد هذا اليسار .
في سنوات نهاية السبعينات والثمانينات كان هناك ما يسمى القيادة الموحدة للجبهة الشعبية والديموقراطية ولم يكن الفصيلين موحدين في شيء.
فخيط الجبهة الديموقراطية في يد عرفات دائما، بينما تعج الخطابات ومحاضر الاجتماعات بضرورة الوحدة بين الفصيلين . هذا مع العلم أن الجبهة الديموقراطية كانت قد انشقت عن الجبهة الشعبية عام 1969م.
وكان الحزب الشيوعي يعلن أن من واجب الشيوعيين دعم حركات التحرر الوطني وكان يرى فتح هي حركة التحرر الوطني الفلسطيني ولا يرى ولا يحس حتى بوجود الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولا هي بجزء من حركة التحرر الوطني الفلسطينية أصلا ولا هي باليسار .
وظل الحال على حاله حتى بعد ان دعمت الجبهة الاعتراف بالحزب في أطر منظمة التحرير .
وقد شاركت أكثر من مرة في اجتماعات مشتركة بين ما يسمى فصائل اليسار وتستهدف هذه اللقاءات توحيد اليسار المسمى من الشعبية والديموقراطية وحزب الشعب وفدا . فدا هي شظية انشقت عن الجبهة الديموقراطية وخيطها بيد عرفات بأعمق مما كان حال الديموقراطية .
ثم جاءت المبادرة التي انشقت عن حزب الشعب وهو الحزب الشيوعي سابقا ،لتصبح في قائمة اليسار وترفع شعار وحدة اليسار.
وعرفات كان يرى هذه المحاولات تهدف إلى إقامة تكتلا ضده، وهذه الفصائل من أعماق أعماقها لا توافق على ذلك وتردد لازمة توحيد اليسار باستثناء الشعبية التي تغرد بهذا الشعار وفي نفس الوقت تعرف الحقيقة وتعرف دواخل الأفراد والقيادات وتعرف جيدا جدا أن اثنين ممن يخطبون ويلحّون في اللقاءات، يغادران اللقاء ويذهبا لعرفات لوضعه في الصورة ونقل الوقائع كلها ويحظيان برضى عرفات أحيانا وبتوبيخه في أحيان أخرى .
نحن في عام 2022م ولا زال جميع الأطراف المذكورة أعلاه ينادون بوحدة اليسار ويكتبون ويحللون ويدبجون المقالات في محاولة لاجتراح الحلول لأزمة الحركة الفلسطينية ويستخلصون أنه لا بد من وحدة اليسار وتشكيل قطب ثالث مقابل فتح وحماس …. ونسمع جعجعة ولا نرى طحين .
والسؤال الحارق الذي يطرح نفسه : ما دامت كل الأحزاب التي ترى نفسها يسارا تنادي بهذا الشعار وبحرقة في أحيان كثيرة فلماذا لم يتوحدوا حتى الآن ؟ والاهم : لمن يوجهون خطابهم ؟ من هي الجهة الأخرى التي يروا أنه من واجبها توحيد اليسار ؟
ربما محمود عباس !!!
من ناحية أخرى :
الديموقراطية شاركت في حكومة أوسلو وكذلك فدا والمبادرة وحزب الشعب !!
وجميع هذه القوى مع التسويات وتطرح لذلك برامج من تلقاء نفسها وتلح ولا زالت تعتز وتفتخر بمبادراتها التسووية . بينما الجبهة ترفع شعار الرفض وتشخص أفكار التسوية بأنها هبوطا وتنازلات وتخلّ عن الوطن. ولا زالت ترفع شعار الكفاح المسلح وتمارسه قدر المستطاع في الضفة الغربية وتمارسه في أوضاع قطاع غزة المعروفة .
إذن : لا فكر ولا برنامج سياسي جامع ولا مواقف متقاربة من التسويات وأشكال النضال، فكيف تكون الوحدة وما هدفها ؟
وحدة اليسار في الحال الملموس هي عبارة عن لازمة تغنيها الأطراف استكمالا لتحليلات هشة ولا تهدف إلى شيء.
_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.