- لا لقوى وإيديولوجيا الدين السياسي
- والآن: إلى التنمية بالحماية الشعبية
حين يقول الشعب قولته في أي شبر من الوطن العربي، نتوقف حتى عن فلسطين لأن فلسطين في كل شبر، ونذهب هناك إلى تونس التي تستعيد اخضرارها.
لعل أهم إنجازات هذا الاستفتاء أن الماكينة الإعلامية البرجوازية من واشنطن حتى التوابع العرب والصهاينة عجزت عن مخادعة ومخاتلة الشعب العربي في تونس فقال كلمته. لعلها تجربة فريدة أن يتفوق الوعي الشعبي ربما المحبة الشعبية على قوة التكنولوجيا والمحللين البرجوازيين وثرثاري السوسيولوجيا (علم الاجتماع). وهذا يؤكد أهمية الإعلام الشعبي وضرورة تطوير هذه الماكينة من الحديث اليومي الأسري، من النوادي من النقابات من نشرات الأحزاب من الحديث في المساجد كبديل لسيطرة قوى الدين السياسي من المدارس من الجامعات حيث يتحدث المرء مع المرء مباشرة فحديث الناس هو الدفىء لا حديث الإلكترونيات.
هذا الاستفتاء ضرب ايضا تذبذبات كثير من أجهزة الإعلام التي تنفرج ساقيها بكلمة وضدها أي بحق الشعب وضده لأن ما هو مطلوب موقف تعبوي توعوي واضح يقوم بدور الضِد والصَد للإعلام المأجور وما أكثره، أي بناء الوعي النقدي.
هذا الاستفتاء صدٌ لقوى وإيديولوجيا الدين السياسي، ولنقل بداية إعادة الإسلام عروبيا كما بدأ “بدأ عربيا ويعود عربيا”.
ويبقى السؤال أو المشروع اليوم هو: ماذا عن التنمية؟
لنعُد إلى تجربة الانتفاضة الفلسطينية الكبرى 1987 التي كانت بداية النهوض الشعبي العربي وجرى إجهاضها. لقد أفرزت وأنجبت تلك الانتفاضة استراتيجية والأداء اليومي “للتنمية بالحماية الشعبية”، وهذا ما نتمناه لتونس لأن المناخ الشعبي الواسع هذا هو القاعدة والقوة التي بوسعها بل وبجاهزيتها للتنمية بالحماية الشعبية التي تقود إلى فك الارتباط.
الحماية الشعبية تبدأ من القاعدة من الطبقات الشعبية، وهذا جمال ما يحصل في تونس، اي توفر طوعي للقاعدة الشعبية، وحين تكون السلطة متماهية مع الحراك الشعبي فذلك جيد، وحين لا تكون يتواصل الضغط الشعبي كي تفك السلطة ارتباطها الاقتصادي بالسوق العالمية الرأسمالية. اي ان التنمية بالحماية الشعبية صولا إلى فك الارتباط لا تبدأ من أعلى بل من القاع من القاعدة العريضة.
وهذا ما لم يدركه كثير من الاقتصاديين المرموقين! إنها التنمية بالحماية الشعبية كبديل للتنمية بأوامر الدولة/السلطة.
سلام على تونس وسلام لها
■ ■ ■
أنقل هنا مع الشكر مقالتين واحدة للرفيق وائل بن جدو والأخرى ل أمين خاشو (إن صحت قراءة الإسم)
Wael Benjeddou
بالله خلينا نتذكرو التحاليل الخارقة للعقل و المنطق:
– قالو بعد 3 أشهر شعبية قيس سعيد طاحت
– قالو الانقلاب يترنح
– قالو سعيد شعبيتو هي 500 ألف متاع الاستشارة
– قالو شعبية مسار 25 جويلية هي هاك الكعبتين الي خرجو في مسيرة مساندة في شارع الحبيب بورقيبة.
فيقوا شوي راهي تحليلاتكم ديما خارج التاريخ و فيها إسقاطات ذاتية و رغبات.
تحب تطيح قيس سعيد إنطلق من معطيات صحيحة و مادية بش متتصدمش.
ثمة حقيقة و هي أن قيس سعيد هو السياسي الوحيد الذي حقق هذه الشعبية و إنتزع هذه الثقة منذ سنوات.
على جميع الأطراف أن تعرف حجمها الحقيقي فمن هناك تبدأ السياسة و خططها.
النهضة حين حكمت البلاد بتكبر و عنجهية، و كانت تشتم المعارضين بكونهم «صفر فاصل»، نسيت أن موازين القوى تاريخية و ظرفية و قابلة للإنقلاب. و هذا ينطبق على قيس سعيد و غيره. تحقيق آمال الناس و أشواقهم هو ما يضمن الشعبية و يحافظ عليها و هو المعركة القادمة، و هذا المسار يتمتع بشعبية حقيقية. و إحدى أسبابها ما حصل خلال العشرية الماضية. إذا كنت رافضا لتلك العشرية و لا نسمع لك نقدا حقيقيا لها فهذا يعني أنك كنت تشكل خطرا على البلاد مهما كانت مرجعيتك.
الإنطلاق من المعطيات الحقيقية لا يترك مجالا للحديث الحالم.
هذا المسار له نقاط ضعف لكنها حتما ليست «سلطة الأمر الواقع» و «فرض نفسه» كما يدعون، هنا بالضبط نقطة قوة المسار لأنه لم يخضع للضغط و المساومات و هي شيء كان مطلوبا من قيس سعيد و قد فعله، و زاد من ثقة الناس فيه.
مازال أمام البلاد معارك كثيرة لكنها لن تكون معارك تخوضها القوى التي تراهن على السفارات و العمل التخريبي ضد البلاد في «الغرف المظلمة».
التاريخ مليء بغرف مظلمة حاكت مآمرات كثيرة، يمكنك أن تعارض قيس سعيد لكن إنكار الجانب التآمري و غير الوطني يجعلك في خندق المستعمر.
الذين لا يراهنون على شعبهم و يراهنون على الخارج لا يعول عليهم.
الذين يتحالفون مع من يسمون أنفسهم «ديمقراطيين إجتماعيين» حين كانوا يطرقون أبواب السفارات و يراسلونهم لا يعول عليهم.
هذه هي الحقيقة دون مجاملات.
■ ■ ■
Amine Kchaou
عدد المقترعين بالداخل 2.5 مليون
عدد المقترعين بالخارج يناهز 300 ألف، تقريبا 2.8 مليون منهم قرابة 2.5 مليون صوتوا ب #نعم
—كيف نقارنوهم بمجمل الأصوات اللي تحصلو عليها النهضة و قلب تونس و ائتلاف الكرامة و تحيا تونس و التيار مجتمعين في 2019 اللي ما يفوتوش 1.8 مليون ، الفرق كبير وواضح
— كيف تحبوا نقارنوهم بالأصوات اللي تحصل عليها الباجي قائد السبسي اللي هوما 1.8 مليون ناخب الفرق كبير وواضح.
— نزيدوا نوخروا شوية لانتخابات التأسيسي في 2011… انتخابات جات في سياق ثوري و الناس كان عندها أمل كبير في تغيير حياتهم.. صوتوا تقريبا 4 ملاين، قرابة مليون أصواتهم لم تجد صدى في المجلس.. ثلاثة ملاين تونسي لقاو اللي صوتولوا موجود داخل المجلس اما بالنسبة للدستور صاغوه بالمغالبة النواب اللي مالمفروض يمثلوا المليون و نص متاع النهضة زيدهم اللي يمثلو ال 500 ألف متاع المؤتمر و التكتل.. يعني في الاقصى ما يفترض أنهم ممثلين لمليوني تونسي.. طبعا الدستور هذاكة(دستور 2014) لم يعرض على الاستفتاء لأنو كان حتما سيسقط..
— في ما يخص نسبة المشاركة… ايجابي أنو تم تسجيل الناخبين آليا ليعلم الجميع أن الجسم الانتخابي فيه أكثر من 9 مليون ناخب و نعلم جيدا أنكم طيلة عشرية الخراب قمتم بكل ما يتحتم القيام به ليستقيل جل التونسيين من الشأن العام و لاثنائهم عن المشاركة السياسية… واحدة من معاركنا هي تحرير السياسة من قبضتكم و اعادتها للتونسيين ، اليوم نجحنا رغم كل الصعوبات المرتبطة أساسا بعادات التونسيين في فصل الصيف و بآداء هيئة الانتخابات و بقصفكم اليومي، في اقناع قرابة 3 مليون تونسي بالمشاركة في تأسيس تونس الجديدة… 17 ديسمبر 2022 ستبدأ أولى نتائج معركة تحرير السياسة بالظهور و ستكون واضحة و جلية بالأرقام…
■ ■ ■
الكتاب “التعاونيات/الحماية الشعبية: إصلاح أم تقويض للرأسمالية”
المؤلف: د. عادل سمارة
سنة النشر: فلسطين المحتلة، 2018
إقرأ النص الكامل للكتاب على الرابط التالي:
هذا دمي، خذوه لأجل غدِكم
ملاحظة: مشاع لكل الناس ما عدا جريدة الأخبار/بيروت
■ ■ ■
Imprisoned Ideas: A Discussion of Palestinian, Arab, Israeli and International Issues,
By Adel Samara (1998)
Publisher: Al-Mashriq/AlA’mil for Cultural and Development Studies, Occupied Palestine
الرابط في موقع كنعان:
https://kanaanonline.org/en/category/ebulletin/


_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.