تقول غالبية الآراء المضادة للحراك الصدري في العراق الآن و الذي تم تتويجه بإحتلال مبنى البرلمان و الإعتصام فيه بأن هدف الحراك هو قطع الطريق على تشكيل حكومة لن تكون على ما يبدو طيّعة تماماً بيد الأمريكان و حلفائهم في مستوطنات الخليج، إضافة للكيان الصهيوني طبعاً و أن الحكومة ستكون ربما قريبة من إيران بشكل ما.
لذلك لاحظنا شعارات الحراك المعادية لإيران و لكل الأحزاب القريبة من إيران و طالب بإنتخابات و حتى تفاهمات جديدة بعد فتح حوارات “وطنية جامعة” رغم أن الجامع الوحيد لكل أحزاب العراق الرسمية هي الولاء للأمريكي و الصهيوني و ثم الإيراني الذين قاموا بتنصيبها على أنقاض مؤسسات العراق القومية و العروبية من خلال إغتصاب إرادة العراق بدستور بريمر الذي إعترف بالطائفية و الإثنية و بالمرتزقة الكرد كمرجعيات أساسية و مقررة.
اللافت للإنتباه و منذ بداية الحراك أن بعض الأصوات و المعروفة بطائفيتها الشديدة و المقيتة كانت تتهم البعثيين و الصداميين بالوقوف خلف الحراك بوصفهم عملاء أمريكا كما تتهمهم تلك الأبواق.
نعرف جميعاً و يقيناً و سواء إعترفنا بذلك أم لم نعترف بأن البعثيين العرب في العراق و هم من كل الطوائف طبعاً هم أشدّ و أشرس من قاتل الإحتلال الأمريكي الأطلسي و أن هذه الأحزاب التي تحكم العراق الآن هي من قاتل إلى جانب الإحتلال ضد شعبها و دولتها و هي من تبنّت قانون إجتثاث البعث و هو الحزب الوحيد العربي و الجامع لكل الشعب العراقي.
الآن و بعد إقتحام الحشود للبرلمان و الإعتصام فيه حصل هناك تطور دراماتيكي يشير أن تلك الجموع إبتدأت بالتطور بمعزل عن القيادات الصدرية !!
المعتصمون في البرلمان الآن يطالبون بإلغاء دستور بريمر الذي لم تكتبه أيادٍ عراقية و إجراء إنتخابات برلمانية جديدة.
هذا يعني إنقلاب ثوري حقيقي و صحّي و تصويب للثورة و أهدافها.
السؤال هو: هل ستسكت المرجعيات الدينية عن ذلك و خصوصاً أنها دعمت هذا الدستور الطائفي و أصدرت الفتاوى بالتصويت له ؟!
و هل يبقى التيار الصدري مسيطراً على قرار المعتصمين و خصوصاً أن مطالبهم الجديدة بإلغاء الدستور لا ترضي أمريكا و الصهاينة و كازيات الخليج ؟!
ثم هل يلتقط العروبيون الحقيقيون و الشرفاء الفرصة و ينضمّون للحراك على قاعدة إلغاء الدستور ؟
إنها مجرد تساؤلات!
_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.