جلبير أشقر يؤكد صهيونية التروتسك، عادل سماره

  • ·      “شكراً قطر”!

ويبقى النقد مهماز التطور والتنظيف حتى لو غضب من يكرهون النقد. وبغير النقد، فإننا نكذب طالما هناك ما يوجب النقد، لك انت أو أنتِ أن تتموضع هنا او هناك.​​

جريدة القدس العربي القطرية الهوى والتموُّل بالطبع، وقطر بالطبع قاعدة أمريكية فيها بعض العرب وقاعدة إيديولوجيا الدين السياسي والتي تطبع مع الكيان من لحظة خلقها على يد بريطانيا كغيرها من كيانات الخليج، نشرت مقالاً للتروتسكي جلبير أشقر/صلاح جابر بعنوان “مصير غزة والمصير الفلسطيني: عودٌ على بدء9 -” (9 أغسطس 2022). ملخصه إظهار أن لا جدوى من النضال ضد الكيان ليصل في النهاية إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى أول يوم بعد نكبة 1948، اي:

1-     كل المحتل 1948 هو للكيان الصهيوني الأشكنازي، اي ان هذا لا يُمس. لم يذكر هذا بالكلمات ولكن بالمضمون رغم ثرثرته عن الكيان والقمع…الخ.

2-     تُعاد الضفة الغربية إلى الأردن حيث يأسف على قيام نظام الأردن بفك الارتباط عام 1988.

3-     ويُعاد قطاع غزة إلى مصر حيث يرى في ترك الكيان للقطاع إراحة للكيان من هذا العبء، فالهدف أوسع راحة للكيان.

وبهذا يشطب هذا اللبرالي الغربي “الماركسي” معاً كل نضال الفلسطينيين للتحرير والعودة ورفض الأنظمة العربية. إنه نسف تراث كامل بكل تضحيات اهله.

لم يقل لنا أشقر كيف فهم أن الشعب الفلسطيني في الوطن وحتى في الشتات والمهاجر سوف يقبل بمشروعه “العبقري”! ولأن أشقر ضد القومية العربية ويؤمن بالثورة المضادة، ويحمل جينات ديكتاتورية ليون تروتسكي وبيروقراطيته، فقد اعتبر أن لا رأي للفلسطينيين، وبالتالي لم يسال رأيهم؟

هل استعاد أشقر دعوة بعض الوجوه التقليدية التي دعت للانضمام للنظام الأردني لأنها من جهة لا تؤمن بالتحرير ومن جهة ثانية فقت دورها لصالح الفصائل على الرغم من إشكالات الفصائل؟ طبعاً كثيرا من الزعامات التقليدية باعت أرضاً قبيل 1948 وحماها النظام الأردني.

وربما لم يسأل لأنه يعرف ان الشعب الفلسطيني عروبي ولكن الأنظمة المذكورة ليست عروبية ولا عربية، لذا، لدعم اقتراحه الوضيع، تغاضى عن السؤال او التساؤل.

هل ارتكز أشقر على الشكلانية الدولانية/الاستدوال في نظامي الانقسام في غزة والضفة؟ وبالتالي وجد أن تكريس هذا الانقسام سيكون بإعادة أنظمة لا وطنية على هذين الجزئين من فلسطين ليكون المسح النهائي لفلسطين؟

ام أن في راس أشقر عقل شارون الذي اعتبر الدولة الفلسطينية هي الأردن. وهو ما يرفضه الفلسطينيون.

كيف نام أشقر هكذا وحلم بأن الكيان المهذب المؤدب والمتعفف سوف يمنح غزة لنظام مصر والضفة لنظام الأردن؟  أم ان أحداً أوحى له شيئا كهذا في هذه اللحظة الاختناقية ضد شعبنا؟

ولكن أشقر، وهم تلميذ السلفي الصهيوني تشومسكي حيث يتدثران دائما بانهما ضد الإمبريالية وضد الحروب بما فيها حروب التحرير، ولكنهما يدعمان بعواطف ساخنة حروب الثورة المضادة، حروب الإرهاب الديني السياسي ضد سوريا وليبيا والعراق واليمن.! ولذا، يرى ضمن هذه المدرسة أن “أفضل” حل من حلول الثورة المضادة هو ذبح القضية والشعب الفلسطينيين. ولذا، في مدرسة تشومسكي يشطب نضال الفلسطينيين ولا يقول لنا مثلاً:

أن يقوم النظام المصري والنظام الأردني بواجبهما بتحرير غزة والضفة من الاحتلال حيث تم احتلال هذين الجزئين من فلسطين اثناء وجود نظاميهما في ذلكم الجزئين، ومن ثم إعادة الأمور لما كانت عليه قبل 5 حزيران 1967. إلا أنه يُعفي هذين النظامين من استسلامهما للكيان، ولكن بالتالي لم يقل لنا ما هي آلية خروج الاحتلال من الضفة والقطاع لصالح الملك والرئيس! وبالمناسبة، فإن هذين النظامين ومختلف المطبعين العرب انظمة ومثقفيها طالما طالبوا سوريا باستعادة الجولان، وكأن الضفة والقطاع كانتا في العهدة السورية!

ما يتجاهله أشقر أن الشعب الفلسطيني عروبي بلا مواربة، ولكن ليس عروبي أنظمة تطبيعية اي لا عروبية ولا حتى وطنية كلٌ في قُطره/بلده. بل انظمة تحتل قٌطريْهما، وبالتالي فهو يمنحهما أرضا عربية أخرى كي يُبقي معظم فلسطين بيد الكيان! تماماً كما يدعو عملاء الغرب، أعداء الجزائر، لإخضاع الشعب الصحراوي لنظام المخزن التطبيعي المغربي مع الكيان!

أنت هنا أمام تروتسكي حقيقي اي صهيوني، ضد أية علاقة للعرب بتحرير فلسطين بل بتقسيمها الثلاثي كما هو أعلاه وضد أي ذكر لمشروع عروبي، وضد الشخصية الوطنية الفلسطينية، وكل هذا لتثبيت الكيان في فلسطين وحده في فلسطين، وحتى دون أن يقدم أشقر ضماناً ان يقبل الكيان بمصر في غزة والأردن في الضفة الغربية، أو على الأقل، دون أن يتسائل: هل يقبل الكيان بهذا؟

فهل تحدث أشقر من منطق مندوب سامي صهيو/تروتسكي أم من باب كراهيته للشعب الفلسطيني؟

وسواء كان هذا او ذاك، فإن نشر الجريدة المذكورة لمقالات كهذه تعيد إلى الأذهان تحالف قوى الدين السياسي مع التروتسك كما حدث في مصر قبل نصف الانقلاب السيسوي، وشعار رابعة…الخ وموقف التروتسك من تحطيم الدولة السورية في دعمهم للإرهاب الإمبريالي والصهيوني والكردي/الاستيطاني والتركي وقوى الدين السياسي. هذا ناهيك عن دعمهم للعدوان الإمبريالي ضد العراق 1991 ومن ثم احتلاله 2003 باسم الديمقراطية ليصل العراق إلى صراع داخل حكم الطائفة الواحدة وهو صراع على الفساد بينما البلد محتل من امريكا وتركيا مع نفوذ سعودي وإيراني! وبالمثل تغنى التروتسك بتدمير ليبيا التي وصل الاقتتال فيها إلى قتال فريقين من مصراتة (الدبيبة وباش آغا) والمثير للسخرية المُرة أن الوسيط تركيا!

هنا في تروتسك العرب نجد التحالف مع جميع انظمة وقوى العدوان وهي رأسمالية، إمبريالية استيطانية عنصرية، وهذا تحالف تجد بعضه في أكثر من بلد في العالم ولكن ليس بهذا الاكتمال وذلك لأن التروتسكية صهيونية قبل أن تكون مدهونة بالأحمر. وللتوضيح، ما يجمع التروتسك وقوى الدين السياسي في الوطن العربي عداؤهما للعروبة، وهذا بعكس قوى الدين السياسي في كل العالم، وحتى التروتسك في بلدان اخرى ليسوا ضد أرض وطنهم كوطن وإن كانوا بالطبع يزعمون أنهم ضد الرأسمالية…الخ وهذا أمر آخر.

_________

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.