استهلكت فضائية الميادين الإيرانية الناطقة بالعربية والتي تُملِّح برامجها بفلسطين استهلكت مني صباح 4 أيلول ساعة كاملة وأنا اشاهد لفيفاً من اصحاب العمائم، وخاصة الشيعة العراقيين، يتحدثون في برنامج “نداء الأقصى الدولي”.
لوحتان أمامنا:
لوحة العمائم: التي تستفزك وهي تثرثر بالتمائم اللغوية عن القدس وفلسطين والأقصى باعتبار أن دور كل من هو خارج فلسطين هو التصفيق لا أكثر. وحتى في الكلام لم يقولوا القدس أو الأقصى أو فلسطين المحتلة. وهي محتلة بلا شك.
ولوحة الفدائيين: التي تشتبك عملياً ربما بسلاح ليس سلاحاً مع جيش امريكا وليس جيش الكيان.
المشايخ يصفقون ويغطون على تواطؤ الساسة، بينما الفدائيون يستشهدون كالورود. أليس الموقف سوريالي.
عمائم العراق كما يقول المثل ” تجلب من الشام وتحط في حلب” ولا تذكر كلمة عن صراع برجوازية ومرجعيات الطائفة الواحدة حتى الدم! وتغطي تهافت موقفها بالحديث عن الأقصى.
أليس المطلوب حدا أدني من الصدق بأن ينتقدوا قياداتهم التي تقشط البلد وتعطشه تجوعه وتقتل عروبته أي لا تسرقه خلسةً. حتى ولو الجماهير ضائعة، أليس الإخلاص توعيتها وليس تخديرها!
إنني لأُشفق على الإمام الحسين حيث يحتل تاريخه هؤلاء. فالفداء الحسيني هو الفداء الفلسطيني وليس ساعات الثرثرة على الهواء.
واين؟ في كربلاء/العراق. المكان الذي خُذل فيه الحسين.
لا يا ساده، أعيدوا للعراقيين عروبتهم وثروتهم وحينها تخدمون الأقصى المحتل جداً.
لقد أهلكتم الحسين كذباً، وخدمتم الفتنة بالثرثرة عن يزيد إلى حد تكادوا تدفعوننا للدفاع عن يزيد.
الأقصى لا يحتاج نداء بل يحتج فداءً، وأنتم لا تصنعون هذا. فبالله عليكم افرنقعوا.
من المثير للشك والضحك أن ما تسمى مؤسسة نداء الأقصى زارت كوبا قبل ثلاثة شهور إلى جانب تجمع يحيى غدار الذي يدعو لدولة مع المستوطنين!
من يمول هؤلاء؟
كوبا لم تدعوهم ولم تنفق عليهم؟ ماذا يريد نداء الأقصى من كوبا وهو نداء انطلق من بلد تحت الاحتلال الأمريكي بينما كوبا قاتلت امريكا ستة عقود وأكثر.
وماذا يريد غدار والغدارات اللائي معه من كوبا حيث ينشرون الدعوة لدولة مع المستوطنين.
سينفعل البعض، انفعلوا.
ليس لأحد عليَّ مالاً ولا يداً. وإن لم أصدق، سأكسر قلمي.
لك الله يا عراق، فقد أخذت القشرة الحاكمة في العراق (المرجعيات والساسة) أسوأ ما في لبنان أي الطائفية لتحيي طائفيي العراق واسوأ ما في فلسطين، “ديمقراطية تحت الاحتلال”.
_________
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.