كنعان النشرة الإلكترونية
السنة الثانية والعشرون – العدد 6380
12 أيلول (سبتمبر) 2022
في هذا العدد:
■ لا لدولة مع المستوطنين، د. عادل سماره
- لا ل نضال يفك مقاومة عن مقاومة وفلسطين عن العروبة
- لا لخلط المقاومة بالتطبيع
■ ترجمات من الروسية، تعريب د. زياد الزبيدي
الدولة العبرية: جزيرة صغيرة، يفر الجميع إليها في حالة الخطر
- حوار مع ليف فيرشينين، مؤرخ يهودي سوفياتي يحمل الجنسيتين الأوكرانية والإسرائيلية
✺ ✺ ✺
لا لدولة مع المستوطنين
لا ل نضال يفك مقاومة عن مقاومة وفلسطين عن العروبة
لا لخلط المقاومة بالتطبيع
د. عادل سماره
تحية للجميع:
أصدر التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة تحت اسمه الجديد العالمي بدل العربي والإسلامي البيان أدناه، ينكر علاقته بورقة “نداء وصرخة من الأعماق” والتي تنادي صراحة بدولة مع المستوطنين وتشتم وتُهين جميع فصائل م.ت.ف يمينا ويسارا…الخ.
وهنا أكتب ما يلي:
1- هذا التنصلُ رغم عدم اكتماله هو نصف خطوة للأمام
2- هل قرأ الموقعون على بيان التجمع هذا نص الصرخة!!!فليقرؤوا أو ليشاهدوها في فيديو د. حلوم أدناه.
3- لماذا انسحبت جميع الفصائل الفلسطينية من التجمع بعد مؤتمره (16-19 آذار 2016) وبعد أن اصدرت بيانا ضد الصرخة وحامليها! في (10-آذار 2016). ومع ذلك تمت في المؤتمر محاولة تمرير الصرخة باسم كافة الفصائل الفلسطينية وتم منع ذلك كما ورد في فيديو د. حلوم أدناه، وكما أخبرني الرفيق محمد العبد الله الرفاعي أن الفصائل قررت سلفا قبل 16 آذار منع تبني الصرخة وحصل. ولكن وفي اليوم التالي ل 16 آذار 2016 ذهب حامِلَيْ الصرخة وأخذوا صورة مع الرئيس الأسد (الصورة موجودة لمن يرغب ليكتب لي) والغريب أن من أخذهم للرئيس لم يخبر الرئيس من هؤلاء وماذا يحملان!!!!!!!!!
4- نفس نص الصرخة نُشر (8 ايار 2015) في موقع العالمية في إيران تزويرا باسم أبو أحمد فؤاد النائب السابق للأمين العام للجبهة الشعبية، وقد تأكد أن أبا أحمد لم يطلع عليها! ولذا اصدرت الجبهة بياناً ينفي علاقتها بالصرخة وحامليها. وبعد ان اثرنا الموضوع قام موقع العالمية بنزع الصرخة بدل ان يعتذر ويقول لا نتبناها!!!!!! تماما نصف موقف!
5- مع ان حركة الجهاد الإسلامي وقعت بيان الفصائل في (10آذار 2016) باسم إسماعيل السنداوي أبو مجاهد “عضو في قيادة حركة الجهاد الإسلامي، وها هي توقع عكسه في بيان التجمع هذا أدناه بإسم إحسان عطايا!!!!!! ليش يا جهاد!!!!
6- والأهم لماذا لم يذكر بيان التجمع هذا من الذين بل الذي والتي قاتلا لتقديم ورقة الصرخة في مؤتمر (16-19 آذار 2026) باسم فلسطين!!!! هل قدمها مجهول؟ هل لبس طاقية خفاء، هل هو نفر من الجن؟ ارجعوا لبيان الفصائل المنشور (10 آذار 2016) قبل بضعة ايام من انعقاد مؤتمر التجمع هذا. والسؤال: لماذا التغطية على حاملة وحامل الصرخة لأنهما من صلب هذا التجمع؟ هل فُصلت؟ إذن أكتبوا. هل الصدق عيب!
من ليس له الصبر على قراءة الصرخة (30) صفحة A4 فليشاهد فيديو د. ربحي حلوم عن كل ما المشكلة اي الصرخة والتجمع ومن قدم الصرخة…الخ
7- أخيراً، تنصُل التجمع من الصرخة نأمل ان يكون حقيقياً. ومع ذلك ليس أمامي في المحكمة في عامها السابع إلا أن اذكر حقيقة ما حصل وبأن الصرخة تطبيع موصوف تماماً وهذا اساس قضيتي وهي كيدية سياسية بكل الامتياز.
✺ ✺ ✺
“الدولة العبرية – جزيرة صغيرة، يفر الجميع إليها في حالة الخطر.”
ليف فيرشينين يجيب على اسئلة مراسلة جريدة كومرسانت المولدوفية
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
22/8/2022
منذ بداية الحرب، وصل أكثر من 31 ألف مهاجر جديد إلى دولة إسرائيل من روسيا وأوكرانيا، وهو ما يزيد ثلاث مرات عن نفس الفترة من عام 2019 وأكثر من عدد مهاجري العام الماضي الذين جاؤوا من جميع دول العالم. يُلاحظ أن معدل الهجرة من روسيا أعلى من أوكرانيا، على الرغم من أن يهود البلد الأخير يُعاملون معاملة خاصة.
هل يرتبط الوافدون الجدد بإسرائيل، أو يريدون الاندماج، أو الحصول على الجنسية الإسرائيلية “للاحتياط”، في انتظار انتهاء “الأوقات العصيبة” هنا؟ وكيف تشعر دولة إسرائيل حيال ذلك؟ تم الرد على أسئلتي من قبل مؤلفنا الدائم، الخبير الدولي من الاتحاد الأوروبي، ليف فيرشينين.
- السيد فيرشينين، في وقت من الأوقات، ألغت ألمانيا والولايات المتحدة برامج استقبال اليهود، والآن يتدفقون بالكامل إلى إسرائيل، وقد انضم إليهم اللاجئون. على جدول الأعمال في هذا البلد أيضًا دفع تعويضات لسكان المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة عن فترة عملية الفجر الأخيرة، والإعفاء الكامل لمن تزيد أعمارهم عن 75 عامًا من دفع تكاليف النقل العام في جميع أنحاء البلاد، وأكثر من ذلك بكثير ضمن برامج الرعاية الاجتماعية للمواطنين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتخابات المقبلة للكنيست قادمة. إلى أي مدى تعتقد أن هناك توازنا بين الالتزامات المالية المتزايدة التي تتحملها حكومة إسرائيل مع الزيادة السكانية الطارئة؟
- “سأخبرك على الفور: العبء كبير حقًا. ومع ذلك، يرتبط ذلك بمساعدة اللاجئين، لذلك فهو مؤقت. إذا كنا نتحدث عن مفهوم السياسة الإسرائيلية ذاته، فإن أي حكومة، حتى المؤقتة كما هي الآن، ستشجع الهجرة دائمًا. إنها حجر الزاوية الذي تقوم عليه دولة إسرائيل. أي أن كل شخص مرتبط مع الشعب اليهودي له الحق في أن يكون مواطنًا في إسرائيل وأن يعيش على هذه الأرض. هذا الحق محدد، كما تعلم، من خلال قانون “العودة”، وهو أمر خطير للغاية.
لا يمكنك أن تصبح مواطنا إسرائيليا فقط، ولكن إذا كان لديك، على الأقل الحد الأدنى من المعايير الصارمة للغاية حسب القانون، يتم منحك الحق، ولا يمكن لأي حكومة أن تتدخل في ذلك.
الدولة اليهودية – لليهود ولأولئك المرتبطين بهم بطريقة أو بأخرى. أي هجرة في أي وقت مرغوب بها في إسرائيل، ومن الواجب الوطني لأية حكومة قبولها، بغض النظر عن التكاليف الحالية. لماذا ا؟ – أولاً، تنطلق الحكومة الإسرائيلية من حقيقة أن تكاليف استقبال وترتيب الهجرة ستؤتي ثمارها بالعقول الجديدة والأيدي العاملة. هناك العديد من غير اليهود في إسرائيل الذين لا يحاولون حتى أن يصبحوا يهودا، لكنهم يربطون أنفسهم – بوعي – بالدولة: “نحن إسرائيليون”.
أي فرد من أفراد الأسرة مشمول بـقانون العودة هو مواطن كامل ومتساوي في إسرائيل، بغض النظر عن القومية او الدين. في البداية، منذ عام 1949، أي هجرة – كلما كانت أكبر عددا فإن ذلك أفضل. وهذا يؤتي ثماره على المدى البعيد.
الحكومة الإسرائيلية تتغير بسرعة. النظام السياسي للدولة عفا عليه الزمن، والحكومات غير مستقرة للغاية. الحكومة الحالية منذ البداية كانت هشة ومصيرها محتوم، حيث تم تشكيلها بطريقة غير طبيعية تمامًا. المهمة الوحيدة أمامها كانت – مهما كان الثمن – خلع بنيامين نتنياهو تحت شعار “أي شيء عدا بيبي”.
اليوم، ظهرت نكتة في إسرائيل: “بيبي، بالطبع، لا يوجد أسوأ منه، لكن ذنب من أنه الوحيد القادر على إدارة إسرائيل بفعالية؟”
ليس هناك سوى جزء بسيط من النكتة في هذه النكتة، لأن نتنياهو، واستمرارا لخط شارون، كان قادرا على حماية مصالح إسرائيل. بالمعنى الكامل للكلمة – هو سياسي إسرائيلي، وفي هذا الصدد يشبه فيكتور أوربان ولوكاشينكو الحاليين. لديه صلات جيدة في الولايات المتحدة، وكان يعرف كيف يتعامل مع تلك الدوائر هناك، ومعظمها ديمقراطية، التي كانت تحاول تحويل إسرائيل إلى دمية.
أعتقد أنه لن يكون من الخطأ الكبير أن نقول إن هذه العملية غير الطبيعية المتمثلة في “التقارب بين القنفذ والثعبان”، والتي تهدف فقط إلى إزالة بيبي، كانت في وقت من الأوقات جزءًا من مجموعة من العمليات المماثلة، عندما، عشية تفاقم الأزمة الأوكرانية المعروفة، تم العمل على إزالة الزعماء المشكوك فيهم من السياسة، من وجهة نظر طاعة الولايات المتحدة.
لقد نجح الأمر مع شخص ما، على سبيل المثال، مع سباستيان كورتز (مستشار النمسا السابق)، فقد أُجبر على ترك السياسة عن طريق الابتزاز. لم ينجح الأمر مع شخص اخر، على سبيل المثال، مع لوكاشينكو، الذي قاوم. ومع أوربان، الذي صوت له الكثير من المجريين حتى أنه قيل في أمريكا أن مثل هذا التصويت الضخم كان غير أخلاقي.
هؤلاء هم الأمريكيون، كل ما لا يتناسب مع نظامهم هو غير أخلاقي.
هنا، دعنا نضيف رحيل ميركل، الذي نتج عنه تحالف غير كفء للغاية ومطيع للولايات المتحدة، يتألف إلى حد كبير من مرشحي جورج سوروس.
والآن ينهار التحالف الإسرائيلي الجديد أمام أعيننا. يائير لابيد، رئيس الوزراء الحالي لإسرائيل، الذي يتصرف لمصلحة أولئك الذين جعلوه رئيسا للوزراء، يعلم أنه ليس له مستقبل سياسي، ويتمتع بمنصب “الخليفة لمدة ساعة”. نفتالي بينيت، وهو شخص أكثر ذكاءً وواقعية، تقاعد من السياسة لفترة من الوقت، مدركًا ما حصل معه. يعتمد الكثير الآن، بالطبع، على الاصطفاف المستقبلي في الكنيست.
بالأمس فقط تحدثت مع زملائي الإسرائيليين: حقيقة أن القوى التي يمثلها نتنياهو ستنتصر – أمر مفهوم. السؤال هو ما إذا كانوا سيحصلون على 60 صوتًا. إذا لم يتم ذلك، فإن الحكومة ستكون غير مستقرة، ويمكن إجراء انتخابات جديدة. إذا حصلوا عليها، فإن صوتا واحداً اضافيا – لا يمثل مشكلة.
- التكاليف باهظة: يجب إطعام الجميع، ودفع رواتبهم، وتمويل الانتخابات. يكتسب التضخم زخما. بالطبع، هناك قليل من الشبه مقارنة مع مولدوفا في هذا الشأن، ومع ذلك، هل سيصبح مثل هذا الاتجاه حاسمًا للاقتصاد الإسرائيلي أيضًا؟ بالإضافة إلى أن البلد ليس “مطاطًا“، ولم يلغ أحد أيضًا مسألة الحدود والكثافة السكانية.
- في أواخر الثمانينيات كانت دولة إسرائيل فقيرة. وقد إلتقيت شبانًا يتذكرون نظام التقنين والحياة في ثكنات الألمنيوم في حرارة الطقس الإسرائيلية. تم إنقاذ البلاد من قبل موجة كبرى من المهاجرين. وهو الأمر الذي حدث في إسرائيل عندما تضاءلت بشكل حاد الأراضي اللازمة لاستيعاب السكان بعد عملية أوسلو، منذ أن بدأت الدولة الفلسطينية تتشكل من الحكم الذاتي الفلسطيني.
أكرر مرة أخرى: من المستحيل عدم قبول هجرة جديدة دون إلغاء قانون العودة. وإلغائه يعني حرمان دولة إسرائيل من حق الوجود.
السؤال الثاني – اقتصادي.
دولة إسرائيل – ليست دولة “مطاطية”، لكن هناك العديد من الدول على هذا الكوكب الأكثر كثافة سكانيا وأقل تنظيماً.
أي عدد في العالم المستعد لادعاء الارتباط مع الشعب اليهودي، ستقبله إسرائيل وتطعمه وتشغله، وستكون لها فائدة اقتصادية وسياسية مباشرة من ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، لم تحدث أي هجرة تقريبًا الا خلال الظروف القاسية. الآن يهرب الناس، بشكل عام، من الحرب أو عواقبها المحتملة. هل توافقين معي؟
- لا يمكنك المجادلة في ذلك.
- لذلك كانت الهجرة الكبرى إلى حد كبير بسبب توقعات الحرب الأهلية والمذابح المحتملة. هرب الناس خوفًا من تهديد غامض. قبل ذلك، كان هناك نزوح أيديولوجي صغير من الاتحاد السوفيتي. كانت موجات الهجرة دائمًا نتيجة لبعض الظروف القاسية.
- على سبيل المثال، النزوح الجماعي من مولدوفا وترانسنيستريا في عام 1992.
- وكيف الآن.
- مع بعض الاختلاف. الآن هناك خلاف على الوضع بين القادمين، بالنظر إلى أن اليهود يأتون من أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا.
- كل من اليهود وغير اليهود. أكرر مرة أخرى، ينص قانون العودة على مفهوم أن أي شخص يتم اعتباره يهوديًا، سواء من قبل الأم أو الأب، يمكن لجميع أفراد عائلته وأطفال أفراد عائلته السفر الى اسرائيل. من بين هذه العائلات، بشكل عام، يمكن أن يكون هناك أبًا يهوديًا وفقًا لجدته، لكن 20 شخصًا يسافرون معه بشروط، والسؤال كله هو ما إذا كان يتم استيعابهم مثل بقية الإسرائيليين. بالمناسبة، لست متأكدًا من أن العديد من اليهود يأتون من بيلاروسيا.
ثانيًا، إنهم يفرون من أوكرانيا، حيث تحاول الجالية اليهودية، للأسف الشديد، الحد من عملية الهجرة. فقط الناس يركضون.
لا يُفترض أن يُقال هذا بصوت عالٍ، لكن صدقوني، في الوقت الحالي، لأنه لم يكن من المفترض أن يُقال نفس الشيء فيما يتعلق بالرئيس الأول لكرواتيا المستقلة وحكومته – لأسباب سياسية، اليوم مأساة أوكرانيا وطبيعة النظام القائم فيها لا ينبغي السكوت عنه. الناس يفرون من الحرب، من النظام الإرهابي، من الفقر، حيث خرج الفساد في أوكرانيا المستقلة عن نطاقه إلى ما هو أبعد من كل الحدود الممكنة، حتى في نطاق رابطة الدول المستقلة (المسمى الجديد لدول الإتحاد السوفيتي السابق-المترجم). إسرائيل ليست جاهزة وقادرة على استيعابهم كلهم، ولكن بما أنه من الأسهل الوصول إلى إسرائيل مقارنة بالدول الأخرى، فإنهم يفرون إلى هناك.
يلعب من يسمون بالقوميين في أوكرانيا دورًا سلبيًا معينًا في تشكيل موجة جديدة من المهاجرين، لكنهم بدأوا بالفعل في التسبب في الهجرة. إسرائيل، بعد كل شيء، هي دولة عانى شعبها معاناة شديدة من النازية. يعرف اليهود جيدًا ما هي “بابي يار” (مذبحة قام بها الألمان ضد يهود كييف أثناء الاحتلال النازي، بالمناسبة لم نقرأ عنها في العهد السوفيتي – المترجم)، معسكرات الاعتقال والكتائب التي شكلها ستيبان بانديرا (زعيم قومي من غرب أوكرانيا تحالف مع هتلر وانخرط في الجرائم النازية-المترجم)، اليوم في أوكرانيا وفي أوروبا تم الإعتراف بها وببطولاتها. البعض، بالطبع، مستعدون لنسيان كل هذا ودعم الورثة الأيديولوجيين للنازية، لكن بشكل عام، حيث تعود العقول التي تنخدع بالدعاية إلى طبيعتها، تبدأ مثل هذه “الأشياء” في إسرائيل بإثارة الملل بسرعة كبيرة.
أود أن أقسم المهاجرين الروس إلى عدة مجموعات. في البداية – الأشخاص العاديون القلقون والخائفون من حرب خطيرة ولديهم فرصة المغادرة إلى بلد كان دائمًا مطارًا بديلًا لهم. لا حاجة للحكم عليهم – الشخص العادي يحاول التكيف. كيف سيغدو مصيرهم؟ سيبقى معظمهم في إسرائيل، وسيعود جزء أصغر إلى روسيا إذا سارت الأمور على ما يرام.
- نفس الشيء صحيح بالنسبة إلى أوكرانيا. يغادر الكثيرون على أمل أنهم سيعودون إلى ديارهم عندما تهدأ الأمور.
- “ربما سيكون الأمر كذلك. في رأيي الشخصي، لن يعود أحد إلى أوكرانيا من إسرائيل. لا يزال التنفس أسهل في إسرائيل منه في أوروبا الغربية، وقد دمرت أوكرانيا بالفعل. لم تكن أوكرانيا هي التي دمرت نفسها – لقد تحولت تقنيًا إلى أداة ويتم تدميرها الآن. سيقول قائل إن هذا موضوع مثير للجدل، ولله الحمد، لكنني مقتنع تمامًا بذلك، ونادرًا ما أرتكب أخطاء في حكمي على الأمور.
هنا، فإن المجموعة الثانية من المهاجرين الروس تختلف اختلافًا جوهريًا عن الأولى. هذا – هو النزوح إلى إسرائيل لجزء معين من عشاق الفن، كقاعدة عامة، الفنانين والصحفيين، وما إلى ذلك. بينهم موهوبون، لكن الغالبية العظمى منهم – ملوك متكرشون .
يجلس البعض بهدوء، ويبدأ البعض الآخر في العمل علانية ضد بلدهم. سيكون الأمر جيدًا فقط إذا لم يعملوا ضد اسرائيل – نحن نعرف أسماء المناهضين للفاشية الذين عملوا ضد نظام الرايخ الثالث الوحشي. نتذكر فيلي برانت، الذي قاتل في الجيش البريطاني للقضاء على الرايخ. نتذكر شتاوفنبرغ، الذي حاول تفجير المستشار الشرعي لألمانيا، ومجموعة كراسنايا كابيلا، التي قدمت معلومات مهمة لأعداء الرايخ. لكنها كانت معركة ضد النازية، وهنا، بعد قبول قواعد اللعبة، وقف هذا الجزء من الروس، ما يسمى الطبقة الارستقراطية، موضوعيًا، ليس حتى مع أوكرانيا، ولكن مع الشر العظيم. لن يقنعني أحد بعكس هذا.
- هل هذا يعني أن دولة إسرائيل، مسترشدة بقانون العودة، لا تستطيع أن تمارس التمييز فيما يتعلق بطبيعة القادمين من أجل استقرارها وأمنها؟
- “لا يمكن لدولة إسرائيل أن ترفض إعادة الشخص الذي يحق له العودة بموجب القانون، لكن هذا أمر واضح تمامًا. هناك شروط يمكن بموجبها أن يكون ذلك ممكنًا: إذا ما ارتكب شخص في بلد المنشأ جريمة خطيرة، أو رفض ربط نفسه بمصير الشعب اليهودي، أو حصل على جنسية دولة إسرائيل عن طريق الاحتيال – عندها يمكن حرمانه منها في أي وقت. إذا قام شخص بقتل واغتصاب وسرقة وإخفى ذلك، فلن يسمحوا له بالدخول. إذا أفصح عن جريمته – سوف يخضع للتحقيق، وعلى نتائجه يبنى المقتضى.
حسب القاعدة الثانية، يكون الوضع على النحو التالي: عند دخول إسرائيل، يملأ القادم الفقرة الخاصة بالانتماء الديني. يمكنه أن يكتب أنه ملحد أو متردد ويدخل البلد بهدوء. وحتى اذا كان يهوديًا بنسبة 100٪، لكنه كتب أنه ينتمي للمسيحية أو الإسلام أو البوذية أو الوثنية، فلن يدخل إسرائيل. في الوقت نفسه، تدخل عائلته بأكملها، في ظل نفس الظروف، بهدوء. أي، إذا كان الشخص غير متدين – فهذا شيء، ولكن إذا تبنى بوعي ديانة أخرى، فعندئذ، كما هو منصوص عليه في القانون، ويرفض عن قصد الارتباط بمصير الشعب اليهودي. في الوقت نفسه، إذا تخلى أسلافه عن ذلك لسبب ما وفي وقت من الأوقات تم تعميد القادمين الحاليين، فهذا ليس مخيفًا. اكتب “ملحد” أو “متردد”، وكل شيء على ما يرام. ولكن الإشارة إلى دين مختلف في الاستبيان، فأنت تؤكد أنك لا تعتبر نفسك يهوديًا.
- ما رأيك بإغلاق محتمل للوكالة اليهودية “سخنوت” في موسكو؟
- لكن هذا القرار تم اتخاذه بعد الحرب في أوكرانيا، حيث قامت دوائر أمريكية معينة، بعد رحيل بيبي، باستمالة اسرائيل. سأقول لكم هذا: لم يشهد هذا البلد قط احدا يحب اليهود وإسرائيل أكثر من الرئيس الحالي للاتحاد الروسي. عدا لينين، الذي اعتبر اليهود والألمان تيجان الخليقة.
إسرائيل تهتز وتتلوى لوقت طويل جدا. لا تستطيع أن ترفض الخضوع للولايات المتحدة، ناهيك عن الإدارة الحالية، التي، إن شاءت، ستضحي بإسرائيل بسهولة، لأن الديموقراطيين ضحوا دائمًا بمصالح إسرائيل.
تحت حكم ترامب، بالطبع، كانت هناك فرص للحكومة الإسرائيلية.
الآن، نظرًا للضغط الشديد من الولايات المتحدة، واستحالة الرفض، وحقيقة أن إسرائيل لا يرأسها بيبي، الذي يعرف كيفية مخاطبة الجمهور الأمريكي بشكل مباشر، فقد عمدت القيادة الإسرائيلية عن غير قصد إلى سياسة تنازلات أكبر من أي وقت مضى للولايات المتحدة في مجال دعم أوكرانيا.
- “غضت روسيا الطرف عن تجنيد مرتزقة الجالية اليهودية في دنيبروبتروفسك (لا مفر من ذلك – هذا أمر!) والعمل العدائي للحاخامات – و عن أشياء كثيرة، حسب إشارة نفتالي بينيت. هو، مثل كل يميني، لم يرغب في تحويل إسرائيل إلى دمية. من ناحية أخرى، يشبه يائير لبيد سياسيًا قزمًا من دول البلطيق على استعداد ان يفعل أي شيء.
بالمناسبة، في نهاية قيادة بينيت للحكومة في اسرائيل، أعادت روسيا 43 مقاتلاً أسيرًا إلى إسرائيل عبر الإمارات. ومن المعروف أن أكثر من 20 من المرتزقة ماتوا هناك. هؤلاء المرتزقة كانواْ اما من المتطرفين أو سكان غاليسيا غرب أوكرانيا “
في المقابل، امتنع نفتالي بينيت عن إجراءات معينة لتقديم الدعم الإسرائيلي لأوكرانيا، والذي طلبه زيلينسكي. وبطبيعة الحال، لم يلتزم يائير لبيد بهذا، وفي الواقع، أجبر روسيا على اتخاذ خطوة انتقامية في لعبة صعبة وغير سارة. علاوة على ذلك، (أكرر مرة أخرى) جميع أنشطة الرئيس الحالي لروسيا، بطريقة أو بأخرى، تركز على الصداقة مع إسرائيل والجاليات اليهودية، على الرغم من العقدة السورية والصداقة الاضطرارية مع إيران. بالنسبة لروسيا بوتين، كان التركيز على العلاقات المثمرة مع إسرائيل – ويمكن التحقق من ذلك – دائمًا بوصلة السياسة الخارجية. أعطيكم ضمانًا بنسبة 100٪ أنه إذا تم تشكيل ائتلاف يمين وسط مستقر في إسرائيل بعد الانتخابات، فسيتم فتح مكاتب الوكالة اليهودية “سخنوت” وسيتم حل العديد من القضايا.
الائتلافات، بالمناسبة، هي لعنة اسرائيل. منذ فترة طويلة كانت هناك مشاورات حول رفع العتبة الانتخابية (لدخول الكنيست – المترجم)، لأن ما يحدث الآن هو وصمة عار كاملة. واحد بالمائة، عفواً، يحول البلد إلى دويلة صغيرة.
لاحظوا، توجد في أمريكا دوائر غير يهودية جادة للغاية – بروتستانتية ومعمدانية – تدعم إسرائيل أكثر بكثير من يهود نيويورك، والذين سيجدون شخصًا ما للتحدث معه بعد انتخابات 1 تشرين الثاني (نوفمبر). الآن لا يوجد أحد يمكن التحدث معه: كان بينيت ضعيفًا ومؤقتًا بالنسبة لهم، ولابيد بالنسبة لهم مرتد من الشعب اليهودي. من المستحيل تشكيل تحالف يسار وسط بعد نتائج هذه الحكومة.
- كيف تقيمون آفاق حركة ” إسرائيل – بيتنا” التي يرأسها مواطن مولدوفا؟ الآن، مع قدوم مجموعة كبيرة ناطقة بالروسية، هل أصبحت أكثر أهمية؟ وليبرمان ليس بينيت أو لبيد.
- رأيت هذه الحركة في أوجها، عندما كان أفيغدور ليبرمان زعيما، وأحد ألمع نجوم إسرائيل.
لسوء الحظ، تطور ” إسرائيل – بيتنا” اليوم، كما أفهمه، إلى حزب له جمهور ناخب مستقر ولكنه صغير يمثل شريحة معينة من السكان. ليبرمان، بالطبع، يظل عاملاً فاعلاً في السياسة الإسرائيلية. كانت لديه مقومات قائد أكبر بمعايير هذه الدولة. ومع ذلك، في مرحلة ما، استبدل رأسماله السياسي الضخم بالضجة الصغيرة والمكائد التي تميز النخبة السياسية الإسرائيلية، مقابل بعض الحقائب الوزارية. وخلال هذا النضال أصبح مجرد أحد قادة أحد الأحزاب، ولم يعد ليبرمان كظاهرة، انه امر محزن.
لا أريد الخوض في تفاصيل الصراع بينه وبين نتنياهو – هذا اختياره. لا يسع المرء إلا أن يشعر بالاسى على أن الشخص الذي لديه مثل هذه الإمكانات أصبح سياسيًا عاديًا في دولة صغيرة.
- دعنا نعود إلى قانون العودة. الأشخاص الذين هاجروا إلى إسرائيل من أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا يهربون من الحرب أو يستبقون عواقبها. والآن يربطون أنفسهم بالبلاد الأصلية التي هاجروا منها. هل ستثير هذه الحقيقة فتنة أهلية داخل إسرائيل؟
- عندما هاجرت إلى إسرائيل، لم يرتبط بها أحد في عائلتي، بما في ذلك أنا. اليوم، كوني مواطنًا في هذا البلد، أنا حقًا أقدر ذلك وأحترمه. ومن المثير للاهتمام أن حماتي الروسية التتارية وزوجتي الروسية التتارية الأوكرانية من عشاق الدولة اليهودية بشكل عام.
من القادمين الذي وصلوا الآن إلى إسرائيل، الأشخاص الذين لا يشملهم حق العودة سيُجبرون عاجلاً أم آجلاً على تركها بطريقة أو بأخرى – تعرف الدولة كيف تتخلص من هؤلاء المهاجرين الذين لا تريدهم على أراضيها.
أعتقد ان ثلثي هذه الموجة – لاجئون. بعض أولئك الذين لديهم حق العودة سيرغبون في العودة إلى أراضي أوكرانيا، أو روسيا أو بيلاروسيا. أولئك الذين يبقون هنا، سيعودون تدريجياً إلى رشدهم، ثم سيبدأون
في التكيف مع الظروف الجديدة، ومن المحتمل أن يبدأوا في فهم شيء ما. ستتعامل الشرطة مع المبادرين للاشتباكات الأيديولوجية المحتملة.
- ما هي التوقعات التي تنتظرها إسرائيل من القادمين الجدد؟
- لا يمكن التنبؤ بها. المفهوم العام للدولة هو أن كل هجرة تجلب معها مشاكلها الخاصة، ولكنها في نفس الوقت تفتح الطريق إلى المستقبل. بطريقة أو بأخرى، كل موجة جديدة، وإن كانت قاسية، لكنها تدخل وتندمج في إسرائيل. تنقسم المجموعات إلى مجموعات عرقية وفي الدوائر الدينية – إلى حركات دينية. لكن في الوقت نفسه، تمنح كل موجة هجرة لإسرائيل قوة دفع للتجديد. هذا هو باب المستقبل، دم جديد.
- مع كل مزايا هذا البلد، بعضهم يتركونه. لماذا ا؟
- “يمكنك على أن تسأليني انا عن ذلك. لقد غادرت إسرائيل لسببين بالضبط. الأول – بدأت عندي مشاكل صحية بسبب الحر الشديد. شعرت بالسوء في اسرائيل، على الرغم من نظام تكييف الهواء المجهز بشكل رائع وواحد من أفضل أنظمة الرعاية الصحية في العالم. حاولنا الانتقال من القدس إلى الساحل، لكن هذا لم ينجح أيضًا.
السبب الثاني المهم هو خصوصية جهاز التعليم الإسرائيلي. الحقيقة هي أن إسرائيل تنسخ كل الابتكارات الأمريكية، لكن متأخرة جدًا. عندما حان الوقت لإرسال ابنتنا إلى الصف الأول، اكتشفنا فجأة أن المهمة الرئيسية للمدارس العلمانية في إسرائيل لا تتمثل في إعطاء المعرفة والانضباط، ولكن بناء شخصية حرة دون أدنى تلميح من الانضباط والتعلم. يتم تعليم أول 3-4 صفوف القراءة، والحساب، والكتابة، كما هو الحال في أي مكان آخر. ولكن بعد ذلك، حسب فهمنا، تأتي 6 سنوات من الكواببس، عندما يجد المعلمون الجديرون أنفسهم بلا حماية أمام حشد من المراهقين مع حظر كامل على أي تصرفات، دون الحق في مراجعة واجباتهم المدرسية والتعليق عليها. إذا تم إنجازها بشكل سيئ، وقال المعلم هذا، فسيتم التعدي على شخصية الطالب الحرة. لكن بعد ذلك، بعد الصف التاسع، يقيمون امتحانات تشمل التسع سنوات السابقة دون أي رحمة. أي، لكي يحصل الطفل على فرصة لمتابعة دراسته، يجب أن يبقى لمدة 9 سنوات على اتصال وثيق بالمدرسة، والتي حرمنا منها كوالدين، لانه ليس لدينا معرفة كافية باللغة العبرية. خيار آخر هو إرسال الطفل إلى مدرسة خاصة، لكن لا يوجد شيء من هذا القبيل في إسرائيل من حيث المبدأ، حيث يُعتقد هنا أن المدارس الخاصة تخلق امتيازات لمن يستطيع تحمل تكاليفها.
بشكل عام، لم يناسبنا نظام تعليمي كهذا، بينما لا يرى الآخرون أي مشاكل فيه، لكن يمكنهم أيضًا المغادرة لأسباب اخرى. لن يجد شخص ما مكانًا لنفسه في إسرائيل بسبب المناخ، او سيتم دعوة شخص للعمل في أمريكا أو أوروبا.
ولكن بعضهم يعودون أيضا إلى إسرائيل. لا أستبعد على الإطلاق أن ابنتي، التي زارت إسرائيل مرات عديدة وهي تحب البلد، ستترك إسبانيا أيضًا في مرحلة ما. هذا هو اختيار شخصي.
- قلتم إن كل موجة جديدة من القادمين تؤدي إلى نبضة فكرية في إسرائيل.
- ليس بالضرورة فكرية. يمكن أن تكون أيضا انتاجية. مثل الإثيوبيين والمغاربة من الجيل الأول.
- علاوة على ذلك، تتمتع موجات الهجرة بإمكانيات كبيرة. برأيك، لماذا رفضت أوروبا والولايات المتحدة الهجرة اليهودية، لكنهما فتحتا أبوابهما لملايين اللاجئين من دول أخرى؟
- لدى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا دوافع نوعية مختلفة بهذا المعنى. لقد أدركت أوروبا اليوم بالفعل أن قرارها بشأن “التعددية الثقافية” خطأ. كانت بحاجة إلى قوة عاملة لا حقوق لها تمامًا، وكانت الأحزاب اليسارية في أوروبا بحاجة إلى جمهور ناخب يمكن أن يكون مدمنًا على صدقات صناديق الرفاه الاجتماعي للتصويت لهم. مشكلة الاتحاد الأوروبي هي أنه لا يوجد عملياً أي ساسة دائمين، ولكن فقط موظفون مؤقتون، في الواقع، معينون، مجهولي الهوية وغير قادرين على التكهن بنتائج أفعالهم. من خلال السعي وراء المصالح الاقتصادية الخالصة، خلقت دول الاتحاد الأوروبي مشاكل لنفسها.
اليوم، دخلت أوروبا وأمريكا، مثل العالم كله، في أزمة خطيرة.
لحسن الحظ هي أن تطورها لا يعد بالساعات او الأيام، لكن عصر الاضطرابات العالمية أصبح واضحًا بالفعل. أما البرامج الخاصة بهذه الدول في مجال الهجرة اليهودية فقد تم تنفيذها. لقد حققت ألمانيا الهدف الذي حددته – كما تعلم، تم حساب عدد المهاجرين في البداية من اجل استعادة عدد اليهود كما كان في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي. علاوة على ذلك، فإن اليهودي العادي، عند وصوله، يصبو إما لتلبية حاجاته أو بمكان للعمل حسب تخصصه، او مقعد للتعليم، في حين أن متوسط الكوسوفيين أو السوريين – يطالب بمكان عتال.
توقف اليهود في هذه البلدان عن أن يكونوا عاملاً سياسيًا فاعلاً، وتلاشت معاداة السامية في الخلفية. في أوروبا اليوم، لا يخجلون بشكل خاص من مدح النازيين.
عندما يقف رئيس بولندا دقيقة صمت أمام النصب التذكارية للمشاركين والأيديولوجيين في مذبحة فولين، وفي دول البلطيق يسيرون تحت راية أولئك الذين دمروا حي فيلنيوس اليهودي وحولوا إستونيا إلى “بلد خالي من اليهود”، هذا يقول الكثير.
لكن في الوقت نفسه، لم يعد البهود هم هدف “النازية الجديدة”. لا يمكنك فصل أي شيء عنهم سياسياً، لكن يمكنك استخدامها (يقصد ان النازية الحديدة أصبحت موجهة ضد روسيا والروس-المترجم).
- هناك من يقول بالفعل أن إسرائيل قد تختفي من الوجود.
- يمكن أن يحدث شيء ما لأي بلد على الإطلاق. إسرائيل – هي دولة تم إنشاؤها من فكرة عارية، في رأيي، ليست في أفضل مكان، صمدت بقوة السلاح، وتقدم نفسها للآخرين كبلد قوي. قد تخسر وتختفي من على وجه الأرض كأي حالة أخرى، أو قد لا تخسر ولا تختفي.
لأقول إن إسرائيل محكوم عليها بالفناء، لن أفعل ذلك. شهد هذا البلد عددًا كبيرًا جدًا من المناوئين خلال السنوات السبعين الماضية. بالإضافة إلى أن مصير إسرائيل مرتبط بمصير المنطقة. إذا اختفت إسرائيل ستختفي المنطقة مع الكثير من الدول العربية وكذلك قناة السويس.
إنه صعب على إسرائيل، لكنه لم يكن سهلاً عليها أبدًا. إسرائيل غير مرتاحة، لكن إسرائيل، بطريقة أو بأخرى، تجد دائما مخرجا من الوضع. انظر كيف تتحسن علاقاتها ببطء وثبات مع تلك البلدان التي يبدو، بحكم تعريفها، أنها لا يمكن أن تتحسن.
عاجلاً أم آجلاً، إذا لم يحدث شيء رهيب، عندما يلين النظام في إيران، وعاجلاً أم آجلاً، ستعود العلاقات مع إيران لسابق عهدها.
تاريخيًا، كان الشعبان اليهودي والفارسي مكملين لبعضهما تمامًا. لا يوجد شيء غير طبيعي أكثر من عداوة الفرس واليهود.
ليس هنالك داعي للهلع. إسرائيل، بالطبع، تسير في ظل الله، ولكن من لا يسير تحته؟
أين تشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا اليوم؟ وأين ستكون بريطانيا العظمى قريبًا؟
- برأيك هل ستتواصل الهجرة إلى إسرائيل؟
- مما لا شك فيه. لأن إسرائيل لديها مستقبل جذاب. نعم، يمكن أن تكون الأمور سيئة، ويمكن أن تكون جيدة. لذلك، عندما يكون كل شيء جيدًا في كل مكان، يحاول الناس الحصول على جواز سفر اسرائيل والسفر الى أوروبا. وبمجرد أن يصبح الأمر سيئًا حولهم، يعودون إلى إسرائيل، لأنهم هناك يمكنهم الاستقرار في بيتهم دون الشعور بالغربة. يعرف أي مواطن إسرائيلي أنه محمي في حالة الخطر. هذه جزيرة صغيرة من الأرض، إلى حيث يهرب الجميع في حالة الخطر. تتميز إسرائيل بفكرة أنها “دولة خاصة بشعبها”. يرجى ملاحظة أنها ليست فقط لليهود، ولكن من أجل الجميع.
- شكرا لك على المحادثة الشيقة.
أجرت المقابلة أولغا بيريزوفسكايا، خصيصًا لموقع kommersantinfo.com
/ تشيسيناو – تل أبيب – فالنسيا /
* ليف فيرشينين مؤرخ يهودي سوفياتي يحمل الجنسيتين الأوكرانية والإسرائيلية
______
- تابعوا “كنعان اون لاين” Kana’an Online على
- · “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org