نشرة “كنعان”، 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2022

السنة الثانية والعشرون – العدد 6392

في هذا العدد:

مقطع من مذكراتي، عادل سماره

  • من أكتوبر 1984 إلى أكتوبر 1987

كوبا، نموذج تطوير الصحة الأساسية والتّثقيف الصّحِّي، الطاهر المعز

عن الهجرة والاستيطان والمستقبل الغامض، د. حسين غانم غباش

موسم الانتخابات في البرازيل: “لولا” إلى الرئاسة، لكن “بولسونارو” قد لا يذهب بهدوء، سعيد محمد

شهادة عبد اللطيف عربيات رئيس البرلمان الاردني

✺ ✺ ✺

مقطع من مذكراتي

من 4 أكتوبر 1984 إلى 4 أكتوبر 1987

عادل سماره

3 أكتوبر 2022

لم يكن هاجسي للدراسة للحصول على شهادة جامعية كي أجد وظيفة، وقد يبدو هذا غريباً. فقد دخلت العمل الحزبي منذ المرحلة الثانوية وكنت من حينها اشعر أن حياتي هي سياسية وطنية وليست حياة طالب مدرسة. أذكر عام 1963 حينما طلب الرفاق الطلبة في حركة القوميين العرب التوقف عن النشاط التنظيمي للاستعداد للتوجيهية كنت الوحيد الذي لم يعلق نشاطه. أنهيت التوجيهية بمعدل منخفض جدا 58%.

وفر لي أخي فريد الذي كان في الجيش الأردني وفُصل لأسباب سياسية بعثة للدراسة في جامعة القاهرة فرفضت لأن ذلك ثمنا لنضاله هو. غضب طبعاً.

دخلت الجامعة اللبنانية لأدرس الاقتصاد على غير رغبة والدي الذي كان يريدني محامياً وسجلت في نفس العام أدب عربي في جامعة دمشق بحيث أتقدم للامتحانات في الجامعة اللبنانية في حزيران وفي دمشق في نوفمبر للعلم 1963-64، لأن في الجامعة اللبنانية ودمشق دورتين للامتحانات كل سنة لكنني اعتقلت في الأردن بعد حزيران.

وبعد السجن واصلت الانتساب للجامعة اللبنانية للسنة الثانية لكنني اعتقلت مجدداً ولم أكمل السنة.

ولاحقاً اعتقلت في الأردن وسُحب جواز سفري ولم أحصل عليه سوى في أيلول 1966، وأعدت تسجيلي للعام الدراسي 1967 ولكن لم أتقدم للامتحانات لأن تنظيم أبطال العودة قرر عودتي للأردن للعمل على ضوء حصول الحرب المؤكدة فعدت يوم 3 حزيران 1067 أي قبل الحر بيومين.

خلاصة القول لم أكمل السنة الثانية الجامعية.

حاولت في السجن لدى الاحتلال الدراسة بالانتساب من خلال الصليب الأحمر في اية جامعة في الخارج لكن إدارة السجن رفضت.

بعد خمس سنوات في السجن سجلت في جامعة بير زيت لكنني لم أحضر سوى يوماً واحداً.

في محاضرة ل د. بندلي جوزي، سأل: متى وُلد لويس الرابع عشر؟ قلت وهل هذا يهمنا أم المهم فترته السياسية والإصلاحات الاقتصادية لروشيليو، فقال مش عاجبك أخرج. فخرجت. وفي محاضرة ل د. يسرى قواسمي في الأدب العربي بعنوان “الأدب الجاهلي” قلت هل يصح أن نسمي اجدادنا جهلة، وكانوا يقيمون سوق عكاظ وذي المجنة وغيرها ويعتبرون جدار الكعبة لوحة إعلانات شعرية حرة. فقالت تفضل أخرج فخرجت ولم أعد.

حاولت لاحقاً العودة للدراسة في جامعة بير زيت لكن لم أُقبل. حينها كان ألكسندر فلوريس محاضر ألماني يكتب عن الحزب الشيوعي الفلسطيني قال لي: أن د. س.ت قال له عادل سماره لن يدخل هذه الجامعة. حاولت في جامعة بيت لحم مع د. أنطون صنصور وكان بيننا تعارفاً، فقال لي “بتخرِّب الجامعة”. وحاولت في جامعة النجاح من خلال د. عبد اللطيف عقل وأخي عبد الكريم الذي كان يعمل هناك ايضاً، ولكن تم رفضي ايضاً.

اقترح علي مازن مصطفى وزوجته هامه نحاس الدراسة في جامعة لندن كلية بيركبك على أن أقدم للجامعة عينة من كتاباتي وتم القبول على أن أدرس سنة تحضيرية كاستكمال للبكالوريوس وأنتقل إلى الماجستير وهناك يسمونها ماستر اوف فيلوسوفي  MPhil . تمكن المحامي محمد نعامنه من الحصول على قرار من المحكمة العليا للكيان بأن اسافر لبريطانيا بشرط البقاء ثلاث سنوات وإذا عدت قبلها بيوم أو شهر أوسنة اقضي تلك المدة في السجن، فسافرت يوم 4 أكتوبر 1984 وعدت يوم 4 أكتوبر 1987. ولاحقاً عدت إلى لندن عدة مرات لإكمال البحث والدفاع.

  خلال السنة الأولى في جامعة لندن سنة الماجستير MPhil اختلفت مع المشرف سامي زبيده وهو عراقي من الديانة اليهودية كان شيوعيا وتحول إلى مدرسة ماكس فيبر، على ورقة كتبتها واقتطفت فيها من سمير امين كما اختلفنا في نقاشات أخرى ولكن أنهيت الماجستير في سنة واحدة وخلال اختلافنا طلبت عرض ورقة اختلفت عليها مع المشرف على محكميْن من الجامعة هما بول هيرست (نسيت اسم الآخر) فوضعوا عليه علامة عالية جدا.

بعدها فكرت في العودة وناقشت ذلك مع د. عزيز العظمة، فقال: لا، أكمل كي تكون لك وظيفة قوية في فلسطين. قلت له لن أتمكن من التعليم هناك. قال: ولماذا أتيت للحصول على شهادة؟ قلت كي أتطور.

 قررت الانتقال إلى جامعة إكستر بترتيب مع د. عزيز العظمة، وأنهيت الدكتوراة هناك.

لم تكن لدي منحة دراسية فاستدنت من الصديقة د. رحاب عيساوي 5000 دولار سددتها لاحقاً وعملت في لندن في البناء وقيادة سيارة سرفيس بلا رخصة ومحرر اقتصادي في جريدة العرب وترجمة كتب وإعدادها في حلقات للصحف لمركز دراسات للسيد عمر الحسن …الخ.

قبيل انتهاء مدة الحكم بالبقاء في الخارج ثلاث سنوات جرى اغتيال ناجي العلي عصر 22 تموز 1987، وكنت ممن كتبوا ضد التطبيع وضد اغتياله. وممن شارك في الجدل كان الراحل إميل حبيبي الذي اتهمني بالهروب من النضال إلى لندن! ولأن الشيء بالشيء يُذكر إتهمني “فتى المحرقة/الوريث السري لفتى الموساد في دمشق” بالهرب من النضال حيث سافرت إلى إسبانيا لمؤتمر قبل انتفاضة 2000 بيومين حيث موعد المؤتمر وكأن الانتفاضة كانت خطة انقلاب محددة اليوم والساعة!

 إثر الجدل مع المطبعين جرى تهديدي بالاغتيال فاضطررت لإعادة عناية وابنتي سمر وابني يزن للوطن على أن الحق بهم حين انتهاء مدة المنع. ولذا عدت يوم 4 أكتوبر 1987.

ملاحظة: ليس هذا كل شيء عن تلك الفترة ولكن حصرته فقط في ظروف السفر والعودة.

✺ ✺ ✺

كوبا، نموذج تطوير الصحة الأساسية والتّثقيف الصّحِّي

الطاهر المعز

 حاولت الولايات المتحدة الإطاحة بالثورة الكوبية سنة 1961، بعد عامَيْن على انتصارها (سنة 1959) من خلال محاولة غزو جزيرة كوبا عبر “خليج الخنازير”، وفشلت محاولة الغزو وفشلت عشرات المحاولات الانقلابية ومحاولات اغتيال قادة الثورة، لكن كوبا تخضع للحظر منذ أكثر من ستين عامًا.

تكيّفت الدّولة مع شُحّ الموارد وأصبحت كوبا نموذجًا للتكيف مع الظروف المناخية والمالية الصعبة للغاية، واستثمر النظام السياسي الذي انبثق من الثورة موارده المحدودة للغاية في الصحة والتعليم والعمل الاجتماعي التربوي والتربية البدنية، إلخ.

قبل الثورة، عانى السكان من الجوع والأمية واعتلال الصحة، وكان معدل وفيات الرضع 59 لكل 1000 ولادة حية سنة 1959، ثم أصبحت النّساء الحوامل يتَلَقّيْنَ فحوصات منتظمة من المهنيين وأطباء أمراض النساء، ويحظى الصّغار برعاية أطباء الأطفال، فأصبحت وفاة الرضع والنساء أثناء الولادة حدثًا استثنائيًا، في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 11 مليون نسمة، بينما تصل وفيات الأطفال إلى أربعين بالأَلْف في بعض بلدان بحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية.

منذ بداية الثورة ، وعد النظام الكوبي بالقضاء على أمراض الفقراء، فتم تطوير حملات محو الأمية والتطعيم ومواجهة مظاهر الفقر، وتمكّن نظام الرعاية الصحية من القضاء على الوفيات الناتجة عن الإسهال أو سوء التغذية، وعلى مجمل الأمراض المرتبطة بالفقر، إذْ يتلقى كل طفل ما بين اثني عشر إلى ستة عشر لقاحًا ضد أمراض مثل الجدري والتهاب الكبد، وما إلى ذلك، فضلا عن تطوير التثقيف الصح​​ي (أو التربية الصّحّية) الذي أصبح جزءًا من المناهج الدراسية ومن برامج وسائل الإعلام الكوبية، وخاصة ضد الأمراض الجديدة بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان البروستاتا والثدي التي يمكن الوقاية منها بفضل التّوعِية الصحّية.

 على الرغم من الموارد المحدودة للبلاد، فقد نجحت البحوث الذي أجراها مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في هافانا في ابتكار العديد من اللقاحات والأدوية، ومن القضاء على التهاب الكبد B بفضل لقاح طوره المركز (Heberbiovac HB )، والذي استفاد منه نحو 70 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ما يساعد في القضاء على التهاب الكبد في البلدان الفقيرة.

تؤكّد منشورات الحكومة أن الاستثمار في التربية البدنية والرياضة قلل من المشاكل الصحية، ففي كوبا يعمل أكثر من 70000 من العاملين في مجال الصحة الرياضية مع مؤسسات التعليم ومراكز رعاية المُسنّين، لتوفير فرص ممارسة النشاط البدني، كما تبث وسائل الإعلام برامج تدعو لممارسة النشاط البدني، وأصبحت برامج التربية البدنية الجماعية وسيلة للحد من الأمراض المزمنة التي تسبب أضرارًا كبيرة للسكان وللاقتصاد…

في الخارج، استنجدت عديد الدّول بالأطباء وعناصر فيالق الإنقاذ الكوبيين الذين أصبحوا مشهورين في جميع البلدان التي عانت من الزلازل والفيضانات أو غيرها من الكوارث الطبيعية.

✺ ✺ ✺

عن الهجرة والاستيطان والمستقبل الغامض

د. حسين غانم غباش

يتأكد يوما بعد يوم أن المجتمعات الخليجية الصغيرة قد دخلت، بسبب من تعاظم الوجود الآسيوي فيها، في أتون مأزق تاريخي يصعب تصور إمكانية الخروج منه.

لم يعد الأمر يهدد الهوية الثقافية التي همشت، والثوابت الوطنية التي اهتزت، بل يشكل خطرا مستقبليا على ما تبقى من الوجود البشري العربي ذاته.

بعيداً عن المشهد الخارجي المبهر، فإن الصورة من الداخل تثير القلق، بل الريبة!

الشوارع تعج بكل الجنسيات،إلا بالمواطنين، وبشكل خاص في الإمارات وقطر.

الأغلبية هندية، تليها الباكستانية، البنغالية، الأفغانية، الفيليبينية، ، ولحقتها مؤخرا الهجرة الصينية.

هناك اليوم16 مليون آسيوي تقريبا في بلدان مجلس التعاون الستة، ومن المرشح أن يصل إلى30مليونا في عام 2025

تبين الاحصائيات الرسمية وشبه الرسمية لعام 2006 ـ 2007، الخارطة الديموغرافية كالآتي:

تصل نسبة العمالة الأجنبية في الكويت إلى60%.البحرين50%.السعودية 40 إلى50%.عمان30%.أما في قطر فتصل إلى85%.وتصل نسبة المهاجرين في الإمارات إلى90%.

هناك اليوم قرابة سبعة ملايين آسيوي في الإمارات وحدها!

تشكل نسبة الهنود 60% من مجموع تعداد السكان، أي قرابة أربعة ملايين، مقابل800 ألف مواطن فقط!!

ويتبين من هذه الأرقام الناطقة، إذاً، أن خلف المباني الشاهقة وبريق الثراء ثمة مأساة وطنية وقومية في طور التحقق.

إذ لم تعد المسألة، كما جرى وصفها سابقا، مسألة خلل في التركيبة السكانية، بل تحولت، بعد ثلاثة عقود من الوجود الفاعل، النشط، إلى مسألة استيطان آسيوي واضح وطاغٍ.

لا جدال في أننا أمام مشهد مقلق جدا. يقول مجيد العلوي، وزير العمل البحريني السابق، إن الهجرة الأجنبية تهدد وجودنا…

وإذا لم يتحقق هذا التهديد اليوم فسيتحقق في الجيل القادم. والجيل القادم يعيش بيننا الآن. إذاً، لم يعد التغيير السياسي إلا مسألة وقت قصير. إنه داهم على الأبواب.

تمثل الإمارات وقطر أضعف حلقتين في المنطقة، تليهما الكويت والبحرين. على الأقل توجد في الكويت جالية عربية كبيرة.

هناك استثناءان. عُمان تبدو محصنة بثقافتها وتاريخها العريق، وربما يحمي (المملكة السعودية) بلاد الحرمين، مركزها الديني المميز من المصير المجهول.

بيد أن الوجود الأجنبي ينخر في الجسم العربي الخليجي، وأي تغيير سياسي في أي بلد من بلدان المنطقة سيكون له تداعيات كبيرة على الأقطار الأخرى. لن يسلم الخليج كله من ذلك.

كانت الأسئلة المؤرقة للإنسان الخليجي، هي: كيف وصلت بلدان الخليج العربي إلى هذا المأزق التاريخي؟

من هو المستفيد الأول من هذا التحول الديموغرافي الدراماتيكي؟

كيف تم كل ذلك بصمت محير؟ هل الأمر نتاج تطور طبيعي أم إن ثمة محركا خارجيا؟
لكن تلك كانت أسئلة الأمس، سؤال اليوم هو: هل ثمة مخرج؟

تُساق جملة من العوامل تسببت، في مجملها، في إيصال المجتمعات الخليجية إلى هذا المأزق التاريخي.

أهمها، كما قيل، تعداد السكان الصغير، والثروة الهائلة. بيد أن هذه الادعاءات، على حقيقتها، لا يمكن ان تمثل عوامل سلبية، بل على النقيض، هي عوامل إيجابية لتحقيق التنمية الوطنية. هي عوامل تضمن، منذ البدء، نجاح التنمية.

ستكون الإشكالية حقيقية لو كان العكس صحيحا. كما ان الثروة الوطنية لا يجب، في الظروف الطبيعية، ان تتسبب في تهميش المجتمعات الصغيرة وتلغي هويتها.

لكن الإشكالية الحقيقية تكمن في التوجهات التنموية، في الفكر التنموي ذاته. إذ شكلت السياسات التنموية، التي طبقتها الحكومات الخليجية طوال العقود الثلاثة الأخيرة، وعلى نحو متفاوت، الإطار العام الذي أحدث هذا التحول الكبير.

فالتركيز الكلي على قطاع البناء والإعمار وتشجيع الاقتصاد الريعي والحداثة الزائفة، أهمل حقائق الديموغرافيا والجغرافيا والتاريخ.

لم تأخذ هذه التنمية في حساباتها حاجات المجتمعات المحدودة في المنطقة. فتنمية هذه المجتمعات الصغيرة لا تحتاج إلى هذه الملايين من العمالة الأجنبية!

فضلا عن ذلك، لم ترافق هذه السياسات التنموية رؤية تنموية اجتماعية وثقافية. لم تراعَ مسألة الهوية الوطنية والثقافية. لم تأخذ في الحسبان مسألة الأمن الوطني والاستراتيجي للمنطقة ككل.

والنتيجة، اليوم، نرى هذا التراجع في الحضور العربي والتهديد الجاد والماثل للمستقبل العربي في المنطقة بأكملها.

المستقبل بطبيعته مجهول، مشحون بالتحديات، وفي عالمنا العربي، ملغم بكل صنوف العثرات. ومن أهم أهداف التنمية هو أن تؤسس لمستقبل آمن ومستقر. يبقى ان أي تنمية لن تكون تنمية وطنية ما لم تتمحور حول الإنسان كوجود وقيمة.

المفترض منها ان تبني الذات الوطنية، ان تثبت حضور الإنسان على أرضه، أن تعزز لغته وهويته، تصون تراثه وثقافته. وأخيرا، تحصن السيادة وتحمي الاستقلال الوطني ذاته. والتنمية، كما يقال، خطوة في الحرية.

بالطبع، لم تقتصر الهجرة على العمال، بل شملت مهنيين وحرفيين في مختلف المجالات. كما ضمت التجار من كل المستويات.
وقد تمكنت شرائح واسعة من الهنود والباكستانيين من الإمساك بمفاصل الاقتصاد!

فهم اليوم مدراء البنوك وشركات التأمين، وهم التجار المتربعون على كل أنواع التجارة الكبيرة منها والصغيرة، ومنها تجارة الأغذية والأدوية والملابس والالكترونيات وغيرها. وأخيرا، فتح لهم مجال التملك العقاري في بعض الإمارات الخليجية!!

هذه إجراءات نوعية تفتح على دعوتهم للاستيطان، ووضع الأسس لضمان مستقبل أجيالهم القادمة. ونعلم، ان الاقتصاد والتجارة هما من شرايين الحياة، ولهما منطقهما القاهر. فمن بيده مفاتيح الاقتصاد يملك، بالضرورة، تأثيرا مباشرا على القرار السياسي، وهو بالتأكيد قادر على تحديد مسار المستقبل

بالطبع، لكل وجود استحقاقاته. وإذا أخذنا الإمارات وقطر كنموذج، فسنجد أن التغيير الاجتماعي قد تم، ولا زال يتثبت ويقنن يوما بعد يوم.

الثقافة الآسيوية سادت. والفضاء الثقافي العربي تراجع كثيرا.

لم يبقَ من الثقافة إلا الفولكلور للسياح.

اضعفت اللغة العربية الركيكة اصلا، وأصبحت الرابعة أو الخامسة. وهمشت الثقافة العربية الضامرة، ومزق النسيج الاجتماعي الهش هو الآخر. حطمت ثوابت المجتمع ومناعته، وبدأت مرحلة الانقراض.

ألا تمثل نسبة المواطنين، التي تتراوح بين 2 و3 و4%، أو قل حتى 10%، في بعض الإمارات سوى بقايا عرب؟!

أما عن السياسة فهي مسوقة، بحكم قوة الواقع، بأن تتبع التحول الاجتماعي والاقتصادي. أليست السياسة تعبيرا عن الواقع؟

الواقع السياسي يتبع الواقع الديموغرافي. والتغيير السياسي هنا ليس الا تحصيلا حاصلا، ذلك انه عندما تتغير القاعدة البشرية للسلطة تضعف السلطة ذاتها وتكون عرضة للسقوط.

من يهمش قاعدته يُهمش. ومن يُضعف شعبه يضعف معه. أليست قوة النظم والحكومات من قوة وتماسك شعوبها؟ أم إن هذه المعادلة قد تغيرت؟ إذا كانت الشعوب قد تم استبدالها في غضون ثلاثة عقود سريعة، كم سيحتاج تغيير الحكومات؟ عقدا أم عقدين؟

العقد القادم هو إذاً، عقد الهوية. عقد أن نكون أو لا نكون!

إنه آخر عقد لعرب الخليج!!

إما ان يعود الخليج عربيا كما كان، أو أن يكون آسيويا. بعض مراكز الأبحاث الأوروبية، والفرنسية تحديدا، تتوقع ان يتم التغيير خلال العقد القادم، وتوحي بأن بعض الحكام العرب المعاصرين هم آخر حكام عرب للمنطقة!

وقد وضعت فعلا السيناريوهات التي يمكن ان يتم من خلالها تحويل المسألة الديموغرافية إلى مسألة سياسية. وعناوين التغيير حاضرة. أهمها حقوق العمال والمهاجرين.

وفعلا لقد طرحت الهند ذلك في أكثر من مناسبة. فإعطاء المهاجرين حق التجنس ومن ثم فرض الديموقراطية، سيفضي حتما إلى حكم الأغلبية. إنها معادلة حسابية لا تقبل المكابرة أو الإنكار.

وإن شاءت الولايات المتحدة وقدرت أن الوقت قد حان لاستبدال المشهد السياسي، فستجد ان الأرضية البشرية والثقافية جاهزة ومهيأة.

المسألة هنا مسألة توقيت وحسابات استراتيجية دقيقة.

فعندما نضجت الأمور في سنغافورة عام 1964، فصلت عن ماليزيا وسلمت للغالبية الصينية المهاجرة إليها. وهكذا الأمر في فيجي، التي يحكمها اليوم هنود جلبتهم بريطانيا للعمل فيها، وهم للمناسبة لا يشكلون إلا 50% من تعداد السكان الأصليين. أي أقل من هنود الخليج!

لا شك أبداً، بأن ضرب الهوية العربية في هذه المنطقة الهامة كان هدفاً في ذاته. هو مؤشر على مخطط إستراتيجية واضحة يهدف إلى السيطرة الكاملة على مخزون النفط الخليجي!

فحكم أقليات آسيوية يلغي الوحدة الخليجية العربية، ويسحب قرار النفط إن كان لا يزال مستقلا. باسم الديموقراطية إذاً، تمزق العراق، وباسم التنمية، وفي غفلة من الزمن، وبصمت محير، يتحول الخليج العربي إلى خليج هندي!!

الخليج أمام أزمة تاريخية مركبة ومعقدة. والمعالجة أضحت أكثر من ملحة. أولها، بالطبع تغيير التوجهات التنموية. ومن ثم فتح الباب واسعا للعمال والمهنيين العرب، فهم كثر وعاطلون، وبشكل خاص من عمان واليمن، مخزن الخليج البشري، ومصر.

وسيمثلون جميعاً خشبة نجاة لعروبة الخليج وأمنه.

ثم لماذا لا يجنس العرب المقيمون في الخليج، والذين خدموا المجتمعات الخليجية منذ عقود وفي أكثر من مجال. الجيل الأول الذي شيد دويلات الخليج تخرج من الجامعات المصرية والعراقية، وكان تعليمهم مجاناً.

ولماذا لا يستفاد من الطاقات العربية المميزة والمشتتة في كل أصقاع الأرض؟

في الختام، إن الاصرار على النهج والتوجه التنموي ذاته، الذي شوه الروح العربية للمنطقة، لن يبقي المنطقة امام مفترق الطرق، بل يفرغها مما تبقى من هويتها الوطنية والثقافية، وينتزعها.

بعد قراءة المقال هل تستطيع الإجابة عن سؤال… هل نحن في الخليج الهندي أو الخليج العربي؟ ؟!!!!

:::::

موقع “الراية”، 12 يوليو 2021

✺ ✺ ✺

موسم الانتخابات في البرازيل: “لولا” إلى الرئاسة، لكن “بولسونارو” قد لا يذهب بهدوء

سعيد محمد

في واحدة من أهم المواسم الانتخابيّة في البرازيل منذ استعادة النظام (الديمقراطيّ) خلال ثمانينيات القرن الماضي إثر عقدين من حكم العسكر، تبدو نتيجة السّباق الرئاسي محسومة بشكل كبير أقلّه وفق استطلاعات الرأي لمصلحة مرشح حزب العمال اليساري، الرئيس السابق لولا دا سيلفا، والذي من المرجّح الآن أن يحصل على أكثر من نصف مجموع الأصوات ويفوز بالمنصب من الجولة الأولى. لكن الرئيس الحالي جايير بولسونارو، الذي يأتي ثانياً متأخراً بما يقارب من ٢٠ نقطة مئوية عن متحديه دا سيلفا، مستمر بالإدلاء بتصريحات تثير قلق عديدين من أنّه لا ينوي تقبل خسارته المحتمة بروح رياضيّة، مما يهدد بسيناريو اضطرابات أهليّة تكتسب عادة في هذه البلد صفة عنف دموي واسع النطاق.

يشير أحدث استطلاع لنوايا الناخبين في البرازيل نشر يوم الاثنين الماضي إلى أن إلى أن الرئيس السابق (لدورتين) ، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مرشح ائتلاف “أمل البرازيل” الذي يقوده حزب العمال – يسار الوسط -، قد عزز حظوظه للفوز بمنصب الرئيس في الانتخابات التي تجري الأحد المقبل (٢ أكتوبر / تشرين الأّول) وربما من الجولة الأولى، وذلك بعدما تجاوز حجم تأييده حدود ال ٥٠ بالمئة متفوقاً على مجموع المرشحين الآخرين بمن فيهم الرئيس الحاليّ، جايير بولسونارو، وزعيم الحزب الليبرالي – أقصى اليمين -، الذي بالكاد تجاوز حجم ناخبيه حاجز ال ٣٠ بالمئة. ولا يمتلك باقي المرشحين – بمن فيهم صوفيا مانزانو مرشحة الحزب الشيوعيّ – أي فرص واقعيّة حتى للحصول على ٥ بالمئة من مجموع الأصوات.

وتتزامن الانتخابات الرئاسيّة مع انتخابات تشريعيّة للكونغرس الاتحادي (البرلمان)، ومحليّة لاختيار حكام الولايات ومجالسها التشريعيّة يشارك فيها أكثر من ١٥٦ مليون ناخب –، في دولة تفرض غرامات على من يمتنعون عن التصويت. وفي حال عدم حسم الانتخابات الرئاسيّة في هذه الجولة، فيستدعى الناخبون لإعادة في 30 أكتوبر / تشرين الأول المقبل للاختيار بين المرشحين الأعلى أصواتاً في الجولة الأولى.

لكن وضوح المؤشرات تجاه فوز دا سيلفا قد لا يعني بالضرورة انتقالاً سلساً للسلطة من قبضة اليمين المتطرف إلى يسار الوسط، إذ يبدو الرئيس بولسونارو الذي انتخب في ٢٠١٨ غير مستعد للخسارة بهدوء وفق سيل من التصريحات التي يستمر في إطلاقها وأتباعه. ويشكك بولسونارو في قدرة نظام التصويت البرازيلي على منع التزوير – دون أن يقدّم أيّ أدلّة على مزاعمه -، ونقل عنه قوله في لندن على هامش مشاركته في تشييع جنازة الملكة إليزابيث الثانية أنّه يتوقع فوزاً حاسماً من الجولة الأولى، وبالتالي فإن أي نتيجة أخرى ستكون دلالة على حدوث تدخلات لمصلحة دا سيلفا.

ويخشى كثيرون من أن تصريحات الرئيس الحالي قد تعكس سعيه لإثارة اضطرابات في الجمهوريّة التي بدأت لتوّها بالتعافي من تداعيّات جائحة كوفيد ١٩. ويلقي غالبية البرازيليين باللّوم على حكومة بولسونارو لسوء إدارتها للوباء بعدما أصيب به أكثر من ٢١ مليوناً وخسر ما لا يقل عن ٨٠٠ ألف شخص حياتهم، مع اتهامات بتوظيف فيروس كورونا في حرب إبادة ضد الأقليات المهمشة مثل سكان القارة الأصليين والبرازيليين من أصول أفريقيّة والفقراء. ويعتقد المراقبون أنّ ذلك يفسّر إلى حد كبير انهيار شعبيّته أمام لولا.

وتعتبر البرازيل – ٢٠٠ مليون نسمة – ذات أهميّة استراتيجيّة كبرى بالنسبة للولايات المتحدة التي طالما تعاملت مع أمريكا اللاتينية بوصفها مساحة نفوذ مغلقة عليها، وهي على الأغلب لا ترغب بحدوث قلاقل في أكبر اقتصادات أمريكا الجنوبيّة وثامن أكبر اقتصاد على مستوى العالم بينما تحاول واشنطن رصّ الصفوف في مواجهة موسكو. وقد أصدر ممثلون عن وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين بيانات للتعبير عن ثقتهم في النظام الانتخابي البرازيلي، ودعوا إلى تجنّب المغامرات، ولذلك يستبعد الخبراء حدوث انقلاب عسكريّ إن فاز لولا بالفعل، رغم انتشار الشائعات حول تحرّك محتمل. وفي الحقيقة، لا يتمتّع بولسونارو بتأثير حاسم على الجيش، لكنّه على علاقة وثيقة بما يسمى بالشرطة العسكريّة، وهي قوة مدججة بالأسلحة من حوالي نصف مليون جندي قيد الاستدعاء لأغراض عمليّات حفظ النظام وتتبع حكام الولايات، لا قيادة الجيش.

ولعل أسوأ السيناريوهات الممكنة هي أن يثير أنصار بولسونارو اضطرابات مدنيّة، وتمتنع الشرطة العسكريّة عن التدخّل، أو أن يتذرّع بولسونارو بالفوضى العامة كذريعة للحصول على سلطات طوارئ إضافية، وتأجيل تنصيب لولا، مما قد يدفع بالبلاد إلى حافة المجهول. وليس مبالغة أن الحكومة الحاليّة سّهلت بشكل غير مسبوق عمليّة حصول المدنيين العاديين على الأسلحة حتى أنّ عدد قطع السلاح الفردي المرخصة في أيدي المواطنين أكبر من تلك التي بحوزة الشرطة.

ويمتع بولسونارو الفاشستي النزعة تقليديّاً بتأييد واسع بين النّخب البرجوازيّة الثريّة والفئات اليمينيّة المحافظة، والأصوليين المسيحيين، وقد عمل بشكل ممنهج خلال سنوات حكمه على تطعيم المراكز الحساسة في الدّولة والإدارات العامّة بأنصاره، ويعرف عنه علاقاته الوثيقة ب(الرئيس الأمريكيّ السابق) دونالد ترامب. في المقابل، فإن كثيرين يراهنون على سياسة واشنطن المستجدة بالتسامح مع مبدأ وصول قادة (معتدلين) من منسوبي يسار الوسط إلى السّلطة في دول أمريكا اللاتينيّة بعدما فشلت الأنظمة اليمينيّة بشكل فادح في إدارة بلادها وراكمت لدى مواطنيها غضباً عريضاً قد يكون نواة لثورات حمراء معادية للولايات المتحدة. ويرأس المكسيك وكولومبيا وتشيلي، وهي دول مركزيّة للسياسة الأمريكيّة في تلك المنطقة من العالم، قادة محسوبون على يسار الوسط انتخبوا ديمقراطيّاً، وليس هنالك ما يمنع من أن يلتحق دا سيلفا بهم.   

وكان دا سيلفا، الزعيم اليّساري المخضرم قد أنهى عام ٢٠١٠ ولايته الثانية كأكثر الرؤساء شعبيّة في تاريخ البرازيل، لكنّه أدين لاحقاً بتهم تتعلق بالفساد وتلقى الرشاوى، وحكم عليه بالسجن ١٢ عاماً قضّى منها ٥٨٠ يوماً. ومع أن إدانته ألغيت في وقت لاحق لأسباب فنيّة ولنقص الأدّلة، إلا أن سمعته تضررت. ومع ذلك، فهو يمثّل الآن الأمل الأخير عند أكثريّة من البرازيليين للتخلّص من تطرّفات نظام بولسونارو وسياسات حكومته المجحفة بحق الفئات الأقل حظاً، ولتحقيق ولو مستوى الحد الأدنى من العدالة الاجتماعيّة. ويقود دا سيلفا في هذه الانتخابات تحالفاً من عشرة أحزاب أكبرها على الإطلاق حزب العمّال. 

لكن بعيداً عن التّناقض الأيديولوجي النظريّ الصريح بين المرشحين الرئيسيين في الانتخابات الرئا سيّة، فإن الأمور على الأرض قد تكون أقلّ وضوحاً. ويشبه النّظام السياسي البرازيلي الحالة الإيطاليّة إلى حد الكبير لناحية وجود شبكات فساد خفية عابرة للأحزاب والتيارات تخترق جميع أوجه الحياة السياسية والاقتصادية. ولا شكّ أن حكومة يقودها حزب العمّال ستخفف من غلواء ما اتخذته حكومة بولسونارو من إجراءات لتقليص ميزانيات التعليم والرعاية الصحية والتقدمات الاجتماعية، وقد توفر حماية أفضل لأراضي السكان الأصليين من تغوّل مصالح التّعدين والخشب، وتمنح حقوقاً أوسع للمثليين ومتحولي الجنس ومن في حكمهم، لكنّها لن تجرؤ على إطلاق إصلاحات بنيوية ذات صفة اشتراكيّة صريحة، أو أن تعادي سياسات الولايات المتحدة بشكل مباشر. وكانت ولايتا دا سيلفا السابقتان مسرحاً لتسويات مع المصالح البرجوازية، ولم ينفذ حزب العمّال طوال ما يقرب من عقد ونصف في السّلطة التنفيذيّة سوى إصلاحات اجتماعية خجولة، وكثير من قادته كانوا فاسدين.

نشر هذا المقال في صفحة الدّوليات بجريدة الأخبار اللبنانيّة عدد السبت ١ أكتوبر ٢٠١٢

:::::

موقع: الثّقافة المضادّة

✺ ✺ ✺

شهادة عبد اللطيف عربيات رئيس البرلمان الاردني

حدثتني مرة عن موقف لك مع الراحل ياسر عرفات عندما طلب منك دعم حزب العمل في الانتخابات الإسرائيلية، وهي قصة لا تخلو من الطرافة، وفيها موقف سياسي أيضا من كليكماا؟

– وفي تلك الأيام كان نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون يزورني في مكتبي بمجلس النواب، ويلح علي بقبول دعوته على الغداء في منزله، وبقيت أحاول الاعتذار ، لا لشيء لكن بفعل ظروف العمل في المجلس، ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في فترة سياسية حرجة كنا نمر بها.

ذات مرة زارني الزعنون وأصر على بطلبه، وقال بأن الغداء سيكون لي لوحدي، ولن يأتي بأحد سواي، وأمام إصراره قبلت بالأمر لكن بالشرط الذي ذكره.

ولما جئت لبيته جلسنا وبعدها بقليل وإذ بهاتف منزله يرن، فرفع الزعنون سماعة الهاتف وبدأ يتحدث وكان الراحل ياسر عرفات، ونقل السماعة إلي وقال: الرئيس ابو عمار يريد أن يتحدث معك.

استغربت، فتناولت سماعة الهاتف، وبدأت المكالمة بالمجاملات العامة، وإذ بأبي عمار يقول: يا دكتور نحتاج إلى كلمة منك للتأثير على إخواننا بأراضي الـ 48، من أجل التصويت لصالح حزب العمل الإسرائيلي، وبرر ذلك بأن حزب العمل سيدعم استمرار مفاوضات السلام، فيما لو نجح الليكود فإن المفاوضات ستتعثر.

وهنا أنا ذهلت فعلا، وقلت له: سيادة الرئيس كيف تطلب ذلك مني!؟ ألا تعلم بمواقفنا من كل مبدأ المفاوضات مع المحتل، وكيف لي أن أتصل أنا بأي جهة وأطلب منها الانحياز إلى طرف ضد آخر في معادلة الاحتلال الكامل للأراضي الفلسطينية، وأنهيت الاتصال عند هذا الحد، وفعلا كان طلبا غريبا، ولا أعلم ما هي الأسباب التي دفعت بياسر عرفات للقيام بذلك.

::::
المصدر: صفحة الفيس بوك

Mahmaoud Ibrahem Fannoun

بتاريخ 3 أكتوبر 2022

_______

  • تابعوا “كنعان اون لاين” Kana’an Online على موقعنا: https://kanaanonline.org/
  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org