مقدمة من المترجم
ترتفع درجة الحرارة في الشارع الروسي وبين النخب الوطنية الروسية وخاصة بعد التراجع على الجبهة وتفجير السيل الشمالي وأخيرا الاعتداء على مشروع بوتين الخاص، جسر القرم، الذي تم تنفيذه يوم عيد ميلاد الرئيس.
■ ■ ■
(1) ” تخريب” العملية الخاصة لروسيا في أوكرانيا
(2) تفجير السيل الشمالي من منظور الجيوبوليتيكا
(3) عن قصف مدن أوكرانيا صباح اليوم
(4) هل تصل التقارير بشأن الحرب والتعبئة كلها لبوتين؟
(5) عن اقتراب الأزمة من ذروتها
(6) ثلاثة سيناريوهات لإنهاء الحرب: مفاوضات سرية في الرياض
(7) لا توجد أي خطوط حمراء
(8) رد روسيا بعد تفجير جسر القرم
■ ■ ■
(1)
” تخريب” العملية الخاصة لروسيا في أوكرانيا
ميخائيل خازين
محلل اقتصادي روسي مرموق، مقدم برامج، ناشر وناشط سياسي واجتماعي
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
أكتوبر 2022
راقبت بعناية لماذا يعاني جيشنا من مثل هذه المشاكل. دعونا نقولها بصراحة: لقد مرت عدة شهور والحملة العسكرية تراوح مكانها. أفهم بوضوح أن المشاكل هنا ليست في مقاومة الجيش الأوكراني فقط.
هناك مجموعة كاملة من الأشياء التي لا نقوم بها. نحن لا نفجر الجسور، ولا نفجر محطات الطاقة، ولا نفجر مراكز صنع القرار في أوكرانيا.
إنهم يحاولون (يقصد أصحاب القرار في الكرملين – المترجم)) طوال الوقت الوصول إلى اتفاق، وهذه الاتفاقات ليست على أعلى مستوى، ولكن على مستوى أدنى، وبعد ذلك تُنسب إلى الرئيس بطريقة أو بأخرى.
وهؤلاء الأشخاص الذين يفعلون ذلك، هم نفسهم الذين يريدون الحفاظ على النظام الحالي. ويتم ذلك بطرق شتى”.
(2)
تفجير السيل الشمالي من منظور الجيوبوليتيكا
ألكسندر دوغين يتحدث للصحافة
ديمتري كيسليف، موقع Vesti.ru
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
2 أكتوبر 2022
إن تفجير السيل الشمالي لا يتعلق بالحديد والغاز، ولا يتعلق بتلوث البيئة بغاز الميثان والأضرار التي لحقت بالنباتات والحيوانات البحرية.
يتعلق الأمر بالجيوبوليتيكا – بالجغرافيا السياسية.
للحصول على فهم أفضل، لجأنا إلى مؤسس المدرسة الروسية للجغرافيا السياسية، مؤلف المراجع العديدة عن الجغرافيا السياسية، البروفيسور ألكسندر دوغين.
” لم يحدث شيء مثل هذا من قبل. بعد ذلك يمكن توقع أي شيء من الغرب. لا يوجد المزيد من القيود على تصرفات النظام الغربي – على الاطلاق. فقط القوة الحاسمة يمكنها كبح جماح هذا الشر. الكلمات لم تعد تعمل. حسنًا، من المهم جدًا بالنسبة لنا أن نفهم ما حدث. بدون مواربة وبكل شجاعة.
وهذا ما حدث:
هجوم على البنية التحتية الإستراتيجية الأوروبية. تم تفجير أنابيب الغاز للسيل الشمالي 1 والسيل الشمالي 2. لا بد ان أحدأ قد قرر ذلك. باتت النية موجودة. لكن النية وحدها لا تكفي. كانوا بحاجة إلى قدرات فنية لتنفيذ عمليات متزامنة لتفجير الأنابيب.
عدد قليل جدا من البلدان لديها هذه الإمكانيات. وكان من الضروري التخطيط للعملية وتنفيذها. عملية معقدة جدا. الاستطلاع ركن أساسي. الاعماق كبيرة. الوقت – في الليل. سرية تامة. تحديد مكان مناسب، تقدير قوة الانفجار، زرع الشحنة، وبرمجة الاتصال بها ثم الاختفاء عن الأنظار.
ولا تنسى الاستعداد مسبقًا لحملة إعلامية ضخمة لوضع الرأي العام على المسار الخطأ، وإلقاء اللوم على روسيا وبوتين. حتى في مثل هذه العملية، يجب أن يتمتع المرء بأعلى درجة من الكوميديا السوداء، مع العلم مسبقًا أن الانفجارات، من بين أمور أخرى، ستؤدي إلى كارثة بيئية شديدة.
“الجغرافيا السياسية هي تخصص يأخذ في الاعتبار المواجهة بين حضارتين، كتلتين استراتيجيتين، حيث نحن، أوراسيا وروسيا، قلب الأرض Heartland، في أحد القطبين، والعالم الأطلسي في القطب الآخر حيث العالم الأنجلو ساكسوني.
لذا من وجهة نظر الجغرافيا السياسية، فإن الهدف الرئيسي لتاريخ العالم – هو فرض السيطرة على المناطق الوسيطة، ما بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط ، هنا تكمن المعركة من اجل أوكرانيا، ومن اجل أوروبا.
وها هي روسيا في مجال الطاقة سعت عن طريق أنابيب الغاز ولا تزال تسعى إلى كسب القارة الأوروبية إلى جانبها في هذه المواجهة الجيوسياسية.
وهذا ما يعارضه بالطبع العالم الأنجلو ساكسوني – الولايات المتحدة وإنجلترا وفقًا لقوانين الجغرافيا السياسية.
نظم الساكسون، على ما أعتقد البريطانيون – من أجل قطع آخر شيء يربطنا بأوروبا هذه الانفجارات في أنابيب السيل الشمالي، وفي هذا الصدد، أعتقد أن هذه أيضًا بادرة رمزية، إنها رغبة في اقتلاع روسيا من قارة أوروبا بمساعدة الإرهاب الدولي – هذه المرة على مستوى الطاقة والاقتصاد “.
” نعم، ولكن ما الذي يمكن فعله ضدها؟ كيف يجب أن يكون رد فعل روسيا؟ “أولاً، يجب أن تنتصر روسيا في أوكرانيا. ليس على أوكرانيا، ولكن في أوكرانيا.
إذا كنا ضعفاء، إذا كانت استجابتنا ضعيفة وقدمنا اشارات تعبر عن حسن النية، فهي ببساطة لا تكفي، لأنه في السياسة العالمية، لا سيما في الجغرافيا السياسية – هذا أمر صعب للغاية. إذا لم نكن أقوياء، فلا يمكننا ببساطة تقديم أي شيء للغرب أو لأوروبا أو لحلفائنا. ولا يمكن أن يكونوا شركاء لنا إلا إذا كنا أقوياء جدًا ومكتفين ذاتيًا وسياديين – إذا تكلمنا حقا من وجهة نظر الجغرافيا السياسية “، يؤكد دوغين.
لكن ماذا يعني أن تتمتع روسيا بالسيادة الجيوسياسية؟ “ستكون روسيا ذات سيادة إذا كانت أوكرانيا إما حليفة أو جزء منها – هذا هو شرط سيادتنا. عندها سيحسبون لنا حسابا.
لذلك، من أجل الرد بشكل متماثل على هذا الهجوم الإرهابي، تحتاج روسيا إلى الفوز في جميع المجالات. وهنا يجب على المرء أن يكون على قدر من التفكير.
كما يقترح الكثير من الناس الآن في قنوات Telegram، فإن مجرد قطع كوابل الألياف الضوئية، وتنفيذ هجوم إرهابي متماثل لن يغير الوضع.
الغرب بالفعل يتهمنا بأننا فجرنا خط أنابيب الغاز الخاص بنا. في هذا الصدد، لا ينبغي بأي حال من الأحوال، في رأيي، عدم الاستهانة بالوضع، يجب أن نفهم نطاق المواجهة الجيوسياسية، وحربنا مع الغرب ومدى تطورها.
أي، يجب أن ننخرط في الصراع مع عدو لدود لا يوفر أي وسيلة بما في ذلك تفجيرأنابيب الغاز.
أعتقد أن هذا سيبدو بالنسبة لنا بعد فترة مثل المداعبة او النزهة.
الآن نحن نتحدث بشكل جدي، والتصعيد مستمر. ونحن على الفور بحاجة تعبئة جميع مواردنا الفكرية والجيوسياسية والدبلوماسية والأخلاقية والروحية والدينية في نهاية المطاف.
يجب أن نفهم أن الأمر لا يتعلق فقط بالسيطرة على الأراضي. إنه يتعلق بمصير البشرية، وهذه المرة الوضع خطير للغاية. والحضارة التي نواجهها هي في الحقيقة تحد لوجود الإنسان على الأرض، إنها عدو رهيب للغاية. هؤلاء الأشخاص الذين يقفون على الجانب الآخر من المتاريس هم العدو الحقيقي الوجودي والتاريخي والأساسي للبشرية، “يؤكد ألكسندر دوغين.
لهذا السبب يعتقد دوغين أن على روسيا الآن أن تستغل أقصى نشاطها الدبلوماسي مع الدول التي نسميها “غير الغربية”. حسنًا فعلنا في الفترة الأخيرة، إذا تذكرنا الاجتماع الأخير لدول منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند أوزبكستان، حيث طار بوتين، ومشاركة لافروف في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أما اذا عدنا للحديث عن مزايا هذه اللحظة فهي على النحو التالي. “نحن نتعامل مع قوة بربرية رهيبة، لا تخضع لاي قواعد. لذلك، أنا لا أقول إنه لا ينبغي إمداد أوروبا بالغاز أو ألا نحافظ على هذه الفرصة. يجب.
ويجب ألا نعتمد على ذلك بشكل عام. نحن نعيش في مرحلة جديدة من المواجهة العالمية. ومن خلال المفاوضات، التي يجب أن نكون دائمًا مستعدين ومنفتحين لها، فمن غير المرجح أن نحل هذه الأزمة. يجب أن نكون أقوياء، يجب أن ننتصر، يجب علينا تعبئة مجتمعنا بأكمله، وليس فقط أولئك الأشخاص الذين انضموا الآن للجيش، في سياق التعبئة الجزئية، للدفاع عن بلدنا. هم أبطال. لكننا بحاجة إلى إيقاظ مجتمعنا، فهو غير معبأ. في الواقع لم نوضح له الوضع بشكل كامل، كنا نود أن نعاملهم بلطف، لكن ذلك لم يعمل ” يجب أن نتحلى بالقسوة.
ولهذا علينا أن نستيقظ. هذا هو المورد الرئيسي للنصر
بالطبع، إذا طلبت أوروبا الغاز، فسنبيع لها هذا الغاز. هذا واضح. لكن الاعتماد على هذا الفرع المتبقي من خط الأنابيب، والذي في أي لحظة سيقوم نفس الغواصون الأمريكان بتفجيره – هذا ليس جادا. لا يمكن للعالم أن يعتمد على مثل هذه الأشياء.
وحسم هذا الجانب خطير جدا. ضحكنا عليهم كثيرًا، على بايدن، الذي تراجعت قواه العقلية وعلى زيلينسكي، وهو مدمن مخدرات. وانظر، على الرغم من هذا، الغرب يهاجمنا بقسوة شديدة. وأحياناً بشكل مؤلم جداً ومؤثر.
يبدو لي أن موضوع السخرية من العدو قد استنفذ تماما، يجب أن نأخذ هذه المعركة على محمل الجد.
كما تعلم، كان لدينا أيضًا أشياء شبيهة في عام 1941: كنا نردد “انتباه انتباه، احذروا، ألمانيا قادمة إلينا، مع مذراة، مع مجارف، مع نساء ظهرها أحدب”…في الواقع لقد كان ذلك أقوى جيش لدى الرايخ الثالث، والذي كان علينا مواجهته في الحال. وتمكنا من الفوز فقط عندما أدركنا أن هؤلاء ليسوا نساء مع ظهر أحدب… وبنفس الطريقة، فإن كلا مدمن المخدرات والرجل العجوز الخرف الذي فقد عقله ويتواصل مع الأرواح هما واجهة، تقف خلفها القوة الحديدية للحضارة الأنجلو ساكسونية وحضارة الناتو.
الغرب، الليبرالية، العولمة، هذه نتيجة لتاريخهم على مدى الـ 500 عام الماضية، هذا أمر خطير للغاية، وهم يمثلون فكرة، فكرتهم كاذبة تمامًا، وغير إنسانية تمامًا، والأهم من ذلك، في عالمهم ليس لنا مكان على الإطلاق. يجب أن ندرك أننا مدانون، نحن ببساطة مدانون من قبلهم. ولن نتمكن من تحقيق أي حل وسط مع هذه القوة الوحشية الشريرة والقاسية المظلمة. يجب أن ننخرط في هذه المواجهة الحاسمة والعميقة لإنقاذ البشرية وإنقاذ روسيا وإنقاذ العالم في النهاية “.
(3)
عن قصف مدن أوكرانيا صباح اليوم
بوريس روجين، خبير عسكري وبطل في الشطرنج
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
10/10/2022
شن الجيش الروسي صباح اليوم سلسلة من الهجمات الخطيرة والمعقدة على هياكل الطاقة والمنشآت اللوجستية الأوكرانية.
وقد شملت الضربات منشآت البنية التحتية لنظام كييف في أكثر من 16 مدينة في أوكرانيا.
لقد حدثت أضرار جسيمة بما فيه الكفاية، والتي تسببت بالفعل في انقطاع المياه والكهرباء والإنترنت والاتصالات الخلوية في مناطق مختلفة من أوكرانيا.
إذا اعتبرنا ان هذه الضربات بمثابة انتقام للضربة، أو بالأحرى للهجوم الإرهابي على جسر القرم، إذن، من حيث المبدأ، هناك رد متناسب له ما يبرره تمامًا وقد تم اقتراحه منذ فترة طويلة. وأخيرا رأينا ذلك.
ستسمح الهجمات للسلطات في موسكو بتهدئة المزاج السلبي في المجتمع الروسي المرتبط بتأخر الحسم في سياق الحرب ضد النظام الإرهابي الأوكراني.
بعد الضربات، هناك شعور بالارتياح في المجتمع. في دونيتسك، مثلا، يتجول الناس وهم فرحين لأن العدو قد تم الرد عليه أخيرًا بسبب القصف الإرهابي الهمجي لمدينتهم طوال ثماني سنوات.
بالطبع، لا يمكن أن يكون هناك تأثير أكثر منهجية إلا إذا استمرت مثل هذه الهجمات لفترة معينة. لن يسمح هذا لأوكرانيا بتحقيق الاستقرار في نظام الطاقة، بالإضافة إلى الضرر الذي يحدث بعد كل ضربة، سيكون له تأثير تراكمي بسبب التدمير التدريجي لنظام الطاقة في أوكرانيا. إن انهيار نظام الطاقة الموحد الذي تم إنشاؤه في ظل الاتحاد السوفيتي سيجعل من الصعب على كييف مواصلة شن الحرب في المستقبل.
هل ستتكرر هذه الهجمات؟ أعتقد أننا سنرى الجواب في الأيام القادمة. هناك الكثير من المتفرجين.
ويعتمد الكثير على القرارات التي سيتم اتخاذها في مجلس الأمن القومي الروسي، والاستراتيجية التي ستلتزم بها قيادة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، والتي من المتوقع أن تتخذ إجراءات منهجية أكثر حسماً.
يجب أن تهدف هذه الإجراءات أولاً إلى تثبيت الوضع على الجبهة، ثم الاستحواذ على المبادرة العملياتية وإلحاق الهزائم العسكرية المباشرة بالعدو. وهذا سيحقق أهداف العملية العسكرية الخاصة، بدون شك.
(4)
هل تصل التقارير بشأن الحرب والتعبئة كلها لبوتين؟
أندريه غوروليوف، جنرال متقاعد، عضو لجنة الدفاع بمجلس الدوما (حزب روسيا الموحدة – حزب بوتين)
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
أكتوبر 2022
يقول أندريه غوروليوف، إن المشكلة الرئيسية لروسيا في سياق العملية العسكرية الخاصة هي الرغبة في عرض التمني على أنه حقيقة.
“لا أعرف لماذا ذهبنا إلى تكتيك الدفاع في منتصف الصيف. لدي خبرة قتالية، ربما ليست الأفضل، لكن لديّ خبرة. أعتقد أن المشكلة الرئيسية هي الرغبة في تقديم التمني على أنه حقيقة، لإظهار بعض النجاحات غير الموجودة على أرض الواقع، “يجادل غوروليوف في قناة Telegram.
وأضاف البرلماني: “إنني بعيد كل البعد عن التفكير في أن قائدنا الأعلى (رئيس روسيا فلاديمير بوتين – محرر) لم يكن ليتخذ قرارًا إذا تم إبلاغه بالوضع الحقيقي على وجه التحديد وفي الوقت المناسب”.
إنه مقتنع بأن أولئك الذين سمحوا بذلك يجب أن يحاسبوا على أفعالهم.
“ربما يحلم الجميع، أنه يجب محاسبة كل المقصرين الذين أوصلوا الأمور لهذا الوضع، وعدم اعطائهم الفرصة للاختفاء بهدوء”. وشدد النائب على أن “الوقت قد حان لظهور قادة عسكريين جدد يمكنهم اتخاذ القرارات وتنفيذها على الفور”.
يقول البرلماني: “اليوم لدينا وضع مشابه لما حدث نهاية عام 1941(بعد شهور من هجوم هتلر وصل الإتحاد السوفيتي إلى حافة الانهيار، ليننغراد محاصرة، الألمان على بعد 30 كم من موسكو، غرب البلاد تحتله ألمانيا، خسائر فادحة في الجيش – المترجم)، عندما اختفى فوروشيلوف وبوديوني (قادة كبار من مؤسسي الجيش الاحمر ازاحمهم ستالين بداية الحرب عن قيادة الجيش – المترجم)، ظهر أناس مختلفون تمامًا، ربما لم نكن نعرف أسمائهم في ذلك الوقت”.
(على سبيل المثال: المارشال جوكوف الذي قاد جبهات الحرب مع غيره من الجنرالات ودخل برلين منتصرا عام 1945 – المترجم).
(5)
عن اقتراب الأزمة من ذروتها
أليكسي فيرسوف
كاتب وباحث سياسي واجتماعي
رئيس مركز بلاتفورم للتصميم الاجتماعي
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
أكتوبر 2022
ان أبرز ما نلمسه عند تقييم ما يجري من أحداث هو ان غالبية المحللين لديهم بالفعل موقف مسبق يحدد اتجاه تحليلهم.
بعبارة أخرى، هم أطراف في النزاع حيث يتم خلط التوقعات مع “مسار الأحداث المرغوب فيه” – يتم تجريد العدو من إنسانيته إلى أقصى حد، ويتم تبسيط الامور ودوافع الأطراف الفاعلة الى أقصى حد.
هناك محاولات قليلة لاتباع نهج متزن، وعندما يظهر ذلك، غالبًا ما يسمع المرء اتهامات بالخيانة ذو التواطؤ.
لكن، مع ذلك، سأحاول صياغة بعض الأطروحات على أساس وجهة نظر اجتماعية هادئة.
هناك احتمال كبير أنه لن يكون هناك فائز في الصراع الروسي الأوكراني، إذا كنا نعني بالنصر الهزيمة العسكرية للعدو. تبدو موارد الأطراف متعادلة إلى حد ما. إن روسيا أكبر من أن تُهزم، وأوكرانيا مُندمجة في نظام الأواني المستطرقة مع مجموعة كبيرة من الدول. وحسب منطق المد والجزر، سوف يمر كل مشارك بمراحل النجاح والفشل، ولكن لن يحدث اختراق جوهري.
مرة أخرى، تنبع هذه الأطروحة من رصيد الموارد النسبي، إذا حافظ الأطراف على نهجهم في طريقة إدارة تصرفاتهم وأفعالهم.
لكن الميوعة والستاتيكو الذي يتسم به الوضع الحالي هي بالتحديد التي ستدفع الأطراف للبحث عن المزيد والمزيد من الحلول الاستثنائية المصممة لإحداث خلل في التوازن.
تؤكد قصة تفجير خطوط أنابيب الغاز وتصعيد الخطاب النووي بشكل عام هذه الأطروحة. عدد الحركات هنا كبير جدًا، والجوانب تتبادلها بالتناوب تقريبًا.
انظروا، تدمير البنية التحتية لـلسيل الشمالي هو خطوة. يعتبر قرار أوبك بلس + بخفض إنتاج النفط خطوة معاكسة. تبدأ مثل هذه اللعبة في جذب عدد متزايد من المشاركين.
ستدفع هذه الإجراءات الموقف إلى أقصى نقطة – ذروة التوتر، وبعد ذلك يبدأ منطق واستراتيجيات اللاعبين في التغيير بشكل أساسي.
من المستحيل التنبؤ بالاتجاه الذي ستجري فيه التطورات – من جهة يمكن أن يكون بحثًا حقيقيًا عن حل وسط يؤدي لتجميد النزاع، ولكنه من جهة أخرى يمكن أيضًا أن يرفع الصراع إلى مستوى جديد تمامًا، يعتبر فيه المستوى الحالي على أنه مجرد بداية.
(6)
ثلاثة سيناريوهات لإنهاء الحرب: مفاوضات سرية في الرياض
كونستانتين سيفكوف، دكتوراة في العلوم العسكرية، خبير حربي، مؤرخ
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
أكتوبر 2022
شارك الخبير العسكري كونستانتين سيفكوف رؤيته لما يحدث خلال العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا. اليوم هناك ثلاثة سيناريوهات لتطور الوضع:
الأول: وقف القتال وانسحاب وحدات الجيش الأوكراني من أراضي زابوروجي وخيرسون ودونيتسك ولوغانسك (اي تنازل أوكرانيا عن هذه المناطق بعد إعلان ضمها لروسيا – المترجم) ويمكن اتخاذ القرار حول ذلك بناء على نتائج المفاوضات السرية بين وفدي أوكرانيا وروسيا في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.
الثاني: في حالة فشل المفاوضات السرية في الرياض وعدم وجود نقاط إتفاق، ستلجا روسيا إلى طبيعة حرب جديدة نوعياً وتبدأ حرب حقيقية واسعة النطاق بالقصف المكثف وتدمير البنية التحتية في أوكرانيا.
الثالث: السيناريو الأكثر تشاؤما. سيبقى الوضع كما هو الآن. لن تجعل التعبئة الجزئية من الممكن تغيير الوضع في الجبهة للأفضل، حيث سيستمر تطبيق الأساليب القديمة لإجراء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. وستتكبد روسيا خسائر إضافية، وبعد ذلك، إذا سارت الأمور في هذا المنحى، ستحدث ثورة في روسيا.
(7)
لا توجد أي خطوط حمراء
ألكسندر دوغين
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
9/10/2022
لقد مر ما يقرب من 8 أشهر ونحن نقاتل بشجاعة، واريقت أنهار من الدماء، وفقدنا العديد من الأرواح، بما في ذلك الأبرياء، وقطعنا جميع الروابط وجميع الاتفاقات، واخذنا المخاطرة، وتقدمنا، وتراجعنا، وضربنا، وتلقينا الضربات، وأصبحت الهجمات الإرهابية بالفعل على أراضي روسيا هي القاعدة، وكل هجوم جديد هو أكثر حقارة وصعوبة، وكل شخص بيننا اضحى يستحوذ عليه شعور غريب أننا ننتظر شيئًا ما… رسمنا الخطوط الحمراء.. ولكن كل ما يمكن تجاوزه، فقد تجاوزه العدو.
ببساطة لا يمكن أن يكون هناك أي مهادنة أو مفاوضات في الوضع الحالي. إما أن نفوز – ويكتمل النصر، أو نخسر، وبعد ذلك لن يُسمح لنا حتى بفتح أفواهنا. لا نتوقع أي شيء. ولا ننتظرُ شيئا.
يجب أن ننضم إلى القتال ونلتحق بالجبهة. ومن ليس معنا فهو ضدنا. والجبهة ليست فقط على الحدود الغربية للوطن الأم، بل تمر داخل روسيا – إنها الآن في كل مكان.
كل شيء يعتمد علينا، على كل واحد منا. السلطة وحدها بدون الشعب، بدون المجتمع، من الناحية الفنية البحتة، وبجراحة دقيقة وسريعة، كما خططت على ما يبدو في البداية، لم تكن قادرة على كسب هذه المعركة.
وإذا كانت هذه هي حربنا الآن، فسيكون على السلطة التزامات تجاه الشعب والمجتمع. يجب توضيحها بالضبط وبدون عواطف. عندها سيجري كل شيء كما ينبغي ولن ينتظر أحد أي شيء آخر. على الجبهة إنهم لا ينتظرون، إنهم يقاتلون على الجبهة.
في حرب الشعب، الشعب هو السلطة. الدولة – هي نحن. والالتزام الأول والأساسي للسلطة تجاه الشعب – هو تحقيق النصر. نعم، جميعنا معًا يدأ بيد. من اجل النصر.
إذا كانت تنقصنا الإمكانيات، فلنقم ببنائها معًا وبسرعة، والعثور عليها، وإخراجها حتى من باطن الأرض.
إذا كان هناك أغبياء غير أكفاء في القيادة العليا، فلننظر إلى الطابق السفلي، طابقين، ثلاثة. دعونا نتوجه إلى أولئك الذين ازاحتهم السلطة جانباً لأسباب مختلفة، وتكتمت، وتجاهلت، وخافت. ومن الواضح أن الحل يكمن هناك. إذا كان الناس وطنيين ومتحمسين للمشاركة في النصر، ولا يدخرون شيئًا، فدعهم يحاولون. إذا لم ينجح الأمر، فسنأخذ غيرهم. شعبنا كبير معطاء. لكن من الضروري فتح الأبواب المؤدية إلى النصر والمجد. والقضاء بلا رحمة على أولئك الذين وصلوا إلى مواقعهم دون استحقاق. إذا كان أحد غير مناسب في لحظة الحقيقة، في ظروف الحرب، فليخرج بسرعة. إن عرقلة عملية تناوب النخب في الظروف الحرجة للبلد، عندما يتقرر أن تكون أو لا تكون، هي خيانة في حد ذاتها.
ولا خطوط حمراء. نحن على الجانب الآخر. ستستمر هجمات الأعداء في جميع الاتجاهات – فالحرب مستمرة داخل روسيا منذ فترة طويلة ويمكن أن تمس الجميع. وخارج روسيا، سوف تندفع الحثالة الممسوسة نحو كل روسي ويمزقونه إربا – دون الاستماع إلى أعذاره.
تبدأ حرب الشعب عندما يخيم تهديد مميت على الشعب بأسره. على الجميع. وحتى على ذلك الجزء الذي لا يعتبر نفسه جزءاً من الشعب أو ببساطة لم يفكر في ذلك قط. وهذا الجزء هو المستهدف الآن. إذا قلت شيئا – فأنت ميت. وإذا التزمت الصمت – نفس الشيء ميت. ليس أنت فقط، ولكن انت وعائلتك وأصدقائك.
خط الجبهة يمر الآن – هنا.
(8)
رد روسيا بعد تفجير جسر القرم
فلاديسلاف شوريجين
خبير عسكري مرموق
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
08/10/2022
مزق تفجير جسر القرم كل أنواع “الخطوط الحمراء”. من الضروري الرد على التخريب بإجراءات حاسمة.
تفجير جسر القرم ليس انتهاكًا “للخط الأحمر” سيئ السمعة، إنه كسر مئات “الخطوط الحمراء”، بالآلاف! إن تفجير جسر القرم هو علامة على عدم وجود “خطوط حمراء”.و ان المزيد من ألعاب “الاعتدال” و”ضبط النفس” هي لوحة تعبر عن عجز تام.
اعتقد أن رد روسيا يجب أن يكون على قدر الجريمة. الانفجار على جسر القرم هو عمل تم تنفيذه بدم بارد على يد مجموعة من الخبراء الأوكرانيين والأجانب.
“الرد المناسب على انفجار الجسر هو التدمير الكامل للبنية التحتية الحيوية بأكملها في أوكرانيا – نظام تزويد الطاقة فيها، وجسورها، وسدودها، ومراكز اتصالاتها.
والجواب المناسب – هو تدمير مراكز الدولة الرئيسية: البنوك، قيادة قوات الأمن في أوكرانيا، ووزارة الدفاع، ومقر الحكومة.
الجواب المناسب – هو رفع الحصانة عن القيادة السياسية والعسكرية الأوكرانية: قصف ملاجئهم، والبحث عنهم واصطيادهم.
الجواب المناسب – أخيرًا، إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية وشبه جزيرة القرم.
ان لم يحدث هذا – سنرى قريبًا انفجارات الجسور عبر نهري أوب ولينا
(هي أنهار تقع في عمق سيبيريا – المترجم)
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف. ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.