محاضرة د. يانس فايروفاكس[1]
يانس فايروفاكس:وزير سابق في مالية حكومية سيريزا اليسارية
20-9-2017 في لندن
ميناء بيرايوس
يناقش وزير المالية اليوناني السابق، يانيس فايروفاكس، دور الصين المتنامي في جنوب أوروبا وسياسة الاتحاد الأوروبي مع أناتول كالتسكي، الرئيس المشارك لـ Gavekal Draganomics، وديفيد ألانديت، مدير التحرير في El Pais، وتورستن Riecke، مراسل Handelsblatt الدولي.
“… تحدث شي جين بينغ عن تعاون مع اليونان. طبعا الصينيون لديهم كفاءات، ويرغبون في الاستثمار الأجنبي المباشر، بشكل صبور، يأتون لبناء قاعدة ثم يبنون ويبنون، وأفقهم 20-30 سنة.
للأسف حين أنتُخب حزبنا كان ضد دور الصين في ميناء بيرايوس فهل وجدوا من الأفضل: الصين او الاتحاد الأوروبي أو المانيا؟
حزبنا لم يكن فقط ضد الخصخصة الحالية في اليونان بل ايضا ضد السابقة، مع ذلك تحدثت مع الصينيين واتفقنا على شروط منها 80 مليون يورو في سنة وهذا مبلغ ضخم. إن علاقاتهم علاقات عمل وليست مسألة صدفة أو عشوائية. واتفقنا ان تشرف ايضا البلدية على عمليات الشحن، هم معنيون بالعمل معك اذا كنت معنيا. لكن هذا لم يُنفَّذ لأن برلين اعترضت.
صحافي: انا لست ضد اخذ اليونان اموالا من الصين،
يانس: لا هناك فارق، فالمسألة استثمار وليس أخذا.
وهذا مختلف عن الأوروبيين. فالصين تأتي بعمالها ومهندسيها،
إن الحديث عن أن اليونانيين مبذرين وكسالى، وغير عمليين، أمر سيء، هناك بنكيون في المانيا يجب سجنهم. على الأوروبيين طي صفحة وأن يتحدثوا بشكل جماعي وليس امة عن أمة.”
ثم انتقل الحديث عن مقارنة بوديموس وسيريزا ولماذا صعد اليمين في اسبانيا…الخ
” يانس: منذ الثمانينات حين تغلبت الممولنة وسيطرت، وساد كذلك عدم التضبيط De-regulation، وربح الممولانيون الكثير تضخم هرمهم المالي، مما دفع السوسيال ديمقراط إلى غض الطرف، عن الكثير، حيث خُدعوا وعملوا صفقة مع الممولانيين بمعنى:
نعمي عيوننا عما تريدون وأنتم تمولوننا.
وعندما انهار الهرم المالي 2008-9 فالسوشيال ديمقراط لم تكن لديهم لا:
- القدرة التحليلية
- ولا الجرأة الآخلاقية
لذا قالوا للبنكيين، انتهيتم ولن ننقذكم، وذهبوا لفرض الضرائب على الطبقة العاملة وإلى التقشف فخسروا مشروعيتهم لصالح اليمين. لقد وجدت من المناسب عرض بعض التعقيبات الجادة على الحوار حيث تضيئ على عدة أمور.
… الصينيون مستعدون لجلب مهندسيهم وتقنيتهم لمساعدة اليونان. ليس فقط رمي الأموال مثل الاتحاد الأوروبي. وهذا يدل على رغبة الصينيين في العمل مع الدول على قدم المساواة.
تستفيد كل من اليونان والصين من هذا بشكل كبير وبالطبع هذا هو نوع العلاقة التي تريدها اليونان لأن الصين ستستثمر في اليونان لتطوير جميع الأشياء التي تجاهلها الاتحاد الأوروبي وكلاهما يتمتع بعلاقة مميزة جدًا حيث يتعامل 70 ٪ من أقطاب الشحن اليونانيين بشكل أساسي مع الصين منذ السبعينات. هم الذين أثروا على الصين لشراء ميناء بيرايوس.
لقد فقد الاتحاد الأوروبي نفوذه في اليونان تمامًا كما فعلت الولايات المتحدة من قبلهم، فهم الذين أجبروا اليونان على الخصخصة، وأرادوا بيعًها سريعًا ثم لم يشتروا الأصول. لقد زادوا من تضخيم الركود بالتقشف ثم اشتكوا لأن شخصًا آخر يشتريه أولاً؟ كل هذه الأحداث حدثت بسبب اتفاقيات الإنقاذ، ولم يهتموا عندما لم يستثمر أحد بعد اتفاقيات الإنقاذ، فلماذا بحق الجحيم يجب أن يهتموا الآن عندما يرغب شخص آخر؟ إذا كانوا يريدون استرداد أموالهم، فيجب أن يكونوا سعداء لأن الصين مستعدة لتطوير منطقة نهر أكسيوس بأكملها لأنهم إذا لم يفعلوا ذلك، فلن تتمكن اليونان أبدًا من سداد ديونها. سيصبح الدين 300٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2060 وسيستمر في الزيادة من هناك”
مهم للقارىء الانتباه للتالي:
“… في الواقع، لدى الصين واليونان الكثير من نفس القضايا، فكلاهما لديهما مشكلة كبيرة مع الإسلام والأتراك، وبما أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يساعدان اليونان عندما يتعلق الأمر بالعدوان الإسلامي، فقد بدت اليونان دائمًا في مكان آخر مثل إسرائيل”
“… تم القبض على عملاء أتراك وهم يشعلون حرائق الغابات في اليونان مما تسبب في صعوبات اقتصادية. – ضُبطت الحكومة التركية وهي تساعد مهربين في تهريب مهاجرين غير شرعيين إلى اليونان. – سلاح الجو والبحرية التركية يخرقان الأجواء والمياه السيادية اليونانية يوميا. – لا تزال تركيا تحتل قبرص. ذات مرة قال الرئيس الأمريكي جونسون إنهم سيغرقون أي سفينة يونانية إذا ذهبت لمساعدة قبرص في مواجهة الغزو التركي. – خرقت تركيا كل الاتفاقيات منذ معاهدة لوزان. – أردوغان وزعيم ثاني أكبر حزب في تركيا يتحدثان عن انتزاع جزر بحر إيجة من اليونان.
ماذا تفعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؟ لا شيء، فقد أعطى الاتحاد الأوروبي بعض المال لتركيا رغم استمرارها في إرسال المهاجرين. بدلاً من مساعدة اليونان في أزمة المهاجرين التي تأثرت بها ميركل، يقولون هذه مشكلتهم هي اللعنة عليهم”
انظر الآن إلى ما عرضته الصين على اليونان:
– تطوير هائل لميناء بيرايوس ليكون جزءًا من طريق الحرير كما كان تاريخيًا.
– حصة في البنية التحتية اليونانية التي هي في الواقع أسوأ مما في الصين، نعم هذا صحيح، البنية التحتية اليونانية أسوأ من الصين.
– تطور لنهر أكسيوس على طول الطريق إلى فيينا مما جعله في الأساس لا يضطر السفن للسفر عبر مضيق جبل طارق (ما يدور حوله هذا الأمر برمته)
– تقليص تأثير مضيق جبل طارق والبوسفور. كان ينبغي لليونان أن تفعل هذا منذ البداية.
كما يقول يانيس، يركز الصينيون على مصالحهم الخاصة. لكن كما قال الصحفي ومراسل إفريقيا والصين لصحيفة نيويورك تايمز، فإن الصينيين سوف يقدمون ما تم الاتفاق عليه، ولن يتدخلوا أو يلقوا محاضرات حول سياسات بلدهم الداخلية وسيذهبون إلى أي مكان حيث يرحب بهم. لقد حقق Piraeus نجاحًا على الرغم من التحديات الكبيرة ومن المقرر أن يتوسع في المستقبل القريب مع الفنادق. بفضل الاستثمار الصيني.
إن صبر الاتحاد الأوروبي على اليونان هو نفس الصبر الذي يتحمله المُقرض مع مدينه، فهو يتعلق بوجود كبش فداء سياسي واستخراج المزيد من الموارد.
إنه لمن المنعش أن نرى بعض الدول تدرك أخيرًا نوايا الصين الحقيقية … لبناء البنية التحتية، بدلاً من القصف، وهو ما تحب دول أخرى (اسم واحد يخطر ببالها) القيام به. أنا أجنبي أعيش في الصين منذ 7 سنوات، والشغل الشاغل للحكومة الصينية لشعبها هو توفير الدعم. ونعم، إنهم لا يستخفون بالمحتجين والخونة.
يانيس: صادق ومثير للإعجاب في شغفه بفعل الشيء الصحيح. لكننا نحتاج أن نبدأ من الأساسيات لنرى ما يجب على اليونان فعله. يمكن لأي حكومة تفتقر إلى المال أن تفعل 4 أشياء:
1. خفض الإنفاق،
2. فرض الضرائب
3. طباعة النقود و
4 اقتراض النقود.
كان لجنوب أوروبا دائمًا تقليد الطباعة والاقتراض، بينما فضَّل الشمال الادخار وفرض الضرائب.
النظام الشمالي ليس بالضرورة أفضل من الجنوب. في الواقع، طباعة النقود هي في الواقع الطريقة الأفضل. من المنطقي أن تقوم كل عام بطباعة 3-6٪ أموال إضافية حتى تحصل على ضريبة الدخل عن طريق تخفيض قيمة العملة. بالإضافة إلى العملة الناعمة، يمكن للجنوب أن ينافس الشمال بشكل أفضل وتكون السياحة أكثر جاذبية. لذا فإن المشكلة الكاملة هي أنه عند الانضمام إلى اليورو، تمت إزالة أداة الطباعة حتى يتمكن الجنوب الآن من اقتراض الأموال فقط … الآن، نظرًا لأن ديون اليورو لم يتم تجميعها منذ البداية، كانت هذه وصفة لكارثة (وستكون كذلك إلى الأبد). عانت اليونان لأن اليورو ليس عملة مناسبة وعانت البنوك الأوروبية لأنها أجبرت من قبل البنك المركزي الأوروبي على شراء السندات الجنوبية. الحل الوحيد الآن هو الاعتراف بأن الجنوب يحتاج ببساطة إلى عملة مختلفة عن عملة الشمال.
طالما أن البنك المركزي الأوروبي / الاتحاد الأوروبي ملتزمان بالحجم الواحد الذي يناسب الجميع، فلن يكون هناك حل وسيعاني مواطنو جميع البلدان. إذا لم يكن الاتحاد الأوروبي راغبًا، فستحتاج اليونان ودول الجنوب الأخرى (أو دول الشمال نفسها) إلى تنظيم عملتها الخاصة (أو ربما اعتماد اليوان مؤقتًا). طالما أنك لا تتخذ خطوات في هذا الاتجاه، فلن يتغير هذا، وفي رأيي أنه من غير المجدي تخيل القضايا الفلسفية ورؤى المستقبل.
واقع الحياة هو أن كل أمة سيكون لها خدمة مصلحة أمتها في الاعتناء بها. الصين واليونان لديهما مصلحة متكاملة في هذه المرحلة من التنمية الوطنية. لذلك يحتاج كلا الطرفين إلى الحفاظ على المصلحة الاقتصادية في وضع يربح فيه الجميع بغض النظر عن أجندة الدول الأخرى.
على المستوى الصيني. الصين لن تلتزم بمليارات الدولارات لإنقاذ الدولة اليونانية.”
بكين “لا، ولن نفعل ذلك. لكن هذا ليس هو الهدف. بداية، لا ينبغي أن تحتاج اليونان إلى إنقاذ من قبل أي طرف.”
نعم، الصينيون مستثمرون صبورون لأنهم لا يريدون استرداد أموالهم فورا، ويفضلون ألا تدفع ثم تمنحهم سيطرة فعالة على بلدك.
ملاحظات:
ينحاز يانس لصالح التجربة الصينية وخاصة في علاقاتها الاقتصادية وطريقة عملها الفعالة مع الدول الأخرى لا سيما وأنها تركز على إقامة مشاريع وليس على ضخ أموال قد تتسرب في قنوات الفساد. لعل النهج الصيني كما في اشتراكيتها التي هي على الطريقة الصينية أو بسمات صينية والتي تركز على تطوير قوى الإنتاج هو نفسه في علاقاتها الاقتصادية الدولية.
إن إطراء يانس لعدم تدخل الصين في أنظمة الدول التي تعامل معها يتقاطع مع حديث وزير البنية التحتية الليبيري، بينما يتحدث آخرون عكس ذلك. وهذا يعني:
- إما تحامل البعض ضد الصين
- أو غض البعض الطرف عن تدخل الصين
- أو تعامل الصين بشكل مختلف بين بلد وآخر.
فيما يخص علاقة اليونان وتركيا، يتورط يانس سياسيا وإيديولوجياً بما هو سوشيال ديمقراط في الربط والتوازي بين تركيا والإسلام! أي يتوِّج النظام التركي ك “خليفة” للمسلمين وهذا ينمُّ عن موقف متعالٍ ومركزاني أوروبي. ولكن من الطريف أنه هو يانس، يشكو وإن لا مباشرة من مركزانية أوروبية ضد جنوب أوروبا اي بلاده وإسبانبا!
■ ■ ■
حقائق تفند مزاعم
«فخ الديون» الصيني ليو. شون هو[2]
“… تحدثت وسائل الإعلام الغربية بشكل مكثف خلال الفترة الأخيرة، عما أسمته بـ “فخ الديون” الصيني للبلدان النامية. وفي ذات السياق، قال رئيس المالديف السابق محمد نشيد خلال تصريح أدلى به مؤخرا: ” صنعت الصين فخ الديون للمالديف، وهي بصدد إستخدام الديون كأداة للتحكم في المالديف. وأن المشاريع التي تنجزها الصين في المالديف ليست عطاءات وغير شفافة”.
ردّا على هذا، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ، في مؤتمر صحفي دوري عقد في 13 يونيو الجاري، أن هذه التصريحات هي مجرد هراء. وقال إن التعاون بين الصين والمالديف يلبي حاجيات التنمية في المالديف، ولايرتبط بأي شروط سياسية، ناهيك عن فخ الديون.
“فخ الديون”، الإسطوانة المشروخة
صدرت موجة الاتهامات من وسائل الإعلام الغربية للصين، بعد تقرير صدر حديثا عن جامعة هارفارد. وذكر التقرير أن الصين في الوقت الذي تعمل فيه على دفع تنفيذ مبادرة الحزام والطريق، تقدم للدول النامية قروضا لا قدرة للأخيرة على سدادها، وهو ما أثار حملة اتهامات في وسائل الإعلام الغربية للصين بممارسة “فخ الديون”.
في هذا الصدد، يرى وي جيان قوه، نائب مدير مركز التبادل الاقتصادي الصيني الدولي ونائب وزير التجارة السابق، أن بعض الدول تشعر بالقلق إزاء مبادرة “الحزام والطريق”. ويُرجع ذلك أساسًا إلى عدم فهم هذه الدول لمراحل تنفيذ المشاريع الصينية. ويضيف وي بأن عوامل القلق تعود إلى ﺛﻼﺛﺔ ﺟواﻧب: أولا، عدم شفافية مراحل المشاريع بما فيه الكفاية؛ ثانيا، مصادر تمويل المشاريع؛ ثالثا، كيفية ضمان فاعلية المشاريع، وطريقة سداد ديونها.
وأضاف وي جيان قوه قائلا بأن الدول الغربية، قد تعمّدت الترويج لمقولة “فخ الديون” كتجسيد لتصوراتها الخاطئة عن الصين منذ زمن طويل. ما يعكس تمسك بعض الدول الغربية في النظر إلى الصين من منظور الحرب الباردة، الذي يعود إلى 40 سنة مضت. وفي الحقيقة، لقد بدأت الدول الغربية الحديث عن “فخ الديون” منذ سبعينات وثمانينيات القرن الماضي، عندما تم استخدام هذا المفهوم حول المساعدات الصينية لإفريقيا، وتم إلباس الصين قبعة “الاستعمار الجديد”.
ثلاثة مبادئ لضمان القروض والمشاريع
ذكر بعض الباحثين من الولايات المتحدة، أن قروض مشاريع “الحزام والطريق” الصيني تنحرف في بعض الأحيان عن المعايير الدولية، وأن بعض القروض الممنوحة لبعض الدول قد تجاوزت قدراتها على السداد. وفي أوروبا، أشار بعض الباحثين إلى أن الصين لا تطمح للاقتصاد والتجارة فحسب، بل تسعى أيضا للتأثير سياسيا.
ردّا على هذه الشكوك، أشار وي جيان قوه إلى إن تحديد وإمضاء مشاريع “الحزام والطريق”، يخضع لـثلاثة مبادئ هامة، توفر ضمانات قوية لنجاعة المشاريع والاستثمار والقروض.
أولا: تولي الصين اهتماما كبيرا لطريقة اختيار المشاريع. حيث تحرص على التعاون مع الدول المعنية بالمشاريع، لتحقيق وضع مربح للجانبين والمصالح طويلة المدى. إلى جانب، الأخذ بعين الاعتبار القدرات الشاملة لأسواق الدول المعنية بالمشاريع، للحكم على جدْواها.
ثانيا: وقعت الصين والبلدان المتعاونة في المشاريع، اتفاقيات ثنائية لحماية الاستثمار، وقدّمت ضمانات حكومية لقروض المشاريع الاستثمارية، لتجنب الخسائر الناجمة عن النفقات الإدارية المفرطة.
ثالثًا: تلتزم الصين بتعزيز التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، والبحث عن فرص للاستثمار المشترك. حيث لن تسمح ممارسات الاستثمار المالي الدولي بتهدئة مشاكل النقص النقدي فحسب، بل ستقلل كذلك من مخاطر الاستثمار.
وقال وي جيان قوه إن النقاط الثلاث المذكورة أعلاه تعكس التزام الصين ومسؤوليتها على تطوير التعاون مع العالم في تنفيذ مبادرة” الحزام والطريق”. وقد ظل الجانب الصيني يؤكد دائما على دفع التعاون في مشاريع البنية التحتية ومشاريع معيشة الشعب على أساس الإحترام المتبادل والمعاملة المتساوية، وتحقيق الربح المشترك مع الدول ذات الصلة بالمشاريع.
مزيدا من الدول تطمح للتعاون الصادق مع الصين
بعد أن حققت مبادرة “الحزام والطريق” ثروة حقيقية في العديد من البلدان، أعربت بعض الدول الأوروبية عن رغبتها في الانضمام إلى المبادرة، بما في ذلك حتى الدول التي سبق لها أن تحدثت عن “فخ الديون” الصيني. وفي ذات الوقت، ومع تحسن العلاقات الصينية اليابانية، بدأت اليابان التي سبق لها أن شككت في “مبادرة الحزام والطريق”، تقييم الفرص وعبرت عن رغبتها في الانضمام.
من جهة أخرى، لدى الدول التي قبلت القروض الصينية، آرائها الخاصة. مثلا، الفلبين التي تحدث تقرير هارفارد عن أنها قد تغرق في “فخ الديون” الصيني، صرّح وزير ماليتها أنطونيو لانبينو برأي مناقض. حيث قال لوسائل الإعلام: “طالما أن العمل التحضيري يتم بشكل جيد ونحن مقتنعون بأن فوائد الاستثمار على الناس أكبر من تكلفة المشروع نفسه، إلى جانب العمل الفني المناسب، فإن هذا لن يحدث”.
ويرى وي جيان قوه بأن هناك المزيد من الدول التي ترغب في التعاون بإخلاص مع الصين. بالإضافة إلى ذلك، هناك طلب قوي على مشاريع البنية التحتية على طول مبادرة “الحزام والطريق”، بفضل سوقها الضخم. إذ تشير إحصائيات بنك التنمية الآسيوي، إلى أن البنية التحتية في آسيا ستحتاج إلى استثمارات بـ 8 تريليون يوان بحلول عام 2025. لذا فإن الاستثمارات الصينية، إلى جانب مساعدتها للدول المعنية على الإقلاع الاقتصادي، لن تكون هذه الاستثمارات مرفوقة بشروط سياسية.
وأكد وي جيان قوه على أن مبادرة “الحزام والطريق” لا تزال في حاجة إلى مواصلة الابتكار وإيجاد نماذج جديدة للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للوضع الدولي الحالي، من أجل معالجة المشاكل التي تحدث عنها الغرب، والمتعلقة بعدم الشفافية وغياب الضمانات. وقد يكون ذلك أبرز تحدّ تواجهه الصين خلال السنوات الخمس القادمة من تنفيذ مبادرة الحزام والطريق.
ملاحظات:
لا يجدر التقليل من خطورة الحرب الإعلامية الدائمة من الإمبريالية ضد الصين. وهي حرب لا علاقة لها بكون الصين شيوعية أم لا، بل لأن الغرب الإمبريالي وطبعا الراسمالي يرفض أن يكون في العالم نظيرا له او مركزا إلى جانب مركزه ولو سلمياً. إنها سياسة احتجاز تطور بل تصفية اي قوي آخر. فلو افترضنا أن أي مقترض من الصين لا قدرة له على السداد، فلماذا يقترض؟ هل الصين مركز توزيع الصدقات والإحسان! أي لماذا يأخذ بلد قرضاً لا يمكنه تسديده إلا إذا كان الهدف الفساد؟ وهذا يفتح على سؤال: كيف واين تم استثمار القرض؟ بل إنفاق القرض؟ فلو كان الاستثمار إنتاجياً لكان السداد ممكناً.
إن الآلية المخفية التي يعمل بها المركز الإمبريالي هي ضخ قروض باتجاه الفساد والفاسدين فيبدو الغرب كما لو كان صديقاً ويبقى المحيط تابعاً. هذا هو القانون العام لقروض الغرب. وهذا يعني أن التوابع هي نفسها التي تأخذ المتبوع إلى الهيمنة ربما أكثر مما يقرر هو.
لذا يصرح الصينيون: “
“طالما أن العمل التحضيري يتم بشكل جيد ونحن مقتنعون بأن فوائد الاستثمار على الناس أكبر من تكلفة المشروع نفسه، إلى جانب العمل الفني المناسب، فإن هذا لن يحدث”.
كما أن هذه الاستثمارات لن تكون مرفقة بشروط سياسية. ولو افترضنا أنها مرفوقة بشروط سياسية ما السبب الذي يدفع الدول المقترضة لأخذ القرض إن لم يكن بهدف التهامه بالفساد؟[3]
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف. ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
[1] https://youtu.be/afhQtQCi0XI
[2] http://kassioun.org/reports-and-opinions/item/26758
[3] عن نهب وتقشيط ثروات المحيط المقال التالي عن النهب الاستعماري البريطاني للهند.
The Drain of Wealth
- monthlyreview.org/2021/02/01/the-drain-of-wealth/
- By February 1, 2021
Utsa Patnaik is professor emeritiand